هسيس الألم

33 4 1
                                    

لم أك أتوقع يوماً أن يرتجف قلب الأنسان يوماً ويقع منه الحب مبعثراً تتساقط معه الوعود والذكريات هكذا بلا مبرر ويتركنا نتخبط في غياهب الحزن والتساؤلات ،  .ولأني أنثى تؤمن بالكتمان أخفيت جروحي بروحي ونهضت بكامل قوتي .لم يكتب لي ان اكون سعيده ولم أستطع التعايش معي كوني تعيسه لم أستطع تحمل صفعات القدر المتتاليه هويت بكامل ثقلي  وأنتهيت وأنتهى كل شيء.........
..........................................................................

في صباح يوم الأحد الساعه 8:10am رن هاتفي
_الو
_أهلاً
_آنسه شهناز؟
_نعم من معي؟¡
_أنا أسمي علي حصلت على رقم هاتفك من أحد الاصدقاء ..كنت بحاجه لاستشاره نفسيه .
_شهناز:أبليت حسناً بأمكانك القدوم غداً صباحاً سأكون بأنتضارك سيد علي.
علي:شكراً لكِ حضرة الطبيبه..الى اللقاء
_شهناز :الى اللقاء.
ذهبت لعملي كالعاده ولم أعد حتى المساء كنت متعبه جداً .ذهبت الى غرفتي مباشرةً وأستلقيت على سريري .في هذه الأثناء سمعت صوت صراخ أبي وأمي كالعاده ثم يأتون الى غرفتي ليشاركوني مشاكلهم .أبي لم يكن يحبني كثيراً ولم يثق بي كنت كلما تحدثت معه يقول أصمتي لازلتي صغيره رغم أن عمري 24عاما .كالعاده أبي يتذمر من تصرفات أمي .وأمي لم تكن تهتم له أبداً
لم أكن أحب القدوم الى البيت لولا انه المكان الوحيد الذي يحتويني بعد العياده كنت أواجه المشاكل دائماً منذ صغري حتى كبرت .
في تلك الليله بكيت كثيراً بالخفاء لأن أبي قال كلام أدمى قلبي ..
قال:أنتِ لن تصبحي مفيده ولو بذلتي كل جهدك أنتِ فاشله بكل شيء وستبقين هكذا ..فاشله وعديمة الفائده  بقيت تتردد على مسامعي
نمت وأنا باكيه وأبي لم يلتمسني العذر وأمي لم تطبطب على أكتافي عانقت نفسي باكيه وغرقت في نوم عميق ..
صباح يوم الأثنين الساعه 9:15amأستيقظت بتثاقل تذكرت أن اليوم لدي عمل هممت بالنهوض مسرعه نظرت لنفسي بالمرآة كنت بحاله يرثى لها وجه شاحب عيون متورمه ولازالت لآلئ الدموع بأطراف عيني .

كنت أتمنى أن يطرق ابي الباب ويعتذر مني ويطيب خاطري ويمسح دموعي علّها تنقطع .
لكن هيهات ربما دموعي ستبقى تتساقط حتى أنتهي أنا أو ينتهي حزني.
كنت أشعر بصداع فضيع لكن رغم هذا هنالك من يحتاج ألي عليْ الوقوف بجانبهم علني أنسى ماحدث معي .أستقليت سيارتي وذهبت صوب العياده مباشرةً كعادتي غرقت بهموم غيري ومشاكلهم حتى نسيت كل ماحدث معي من خلال عملي أدركت أنه لايوجد فرد في هذه الحياة لايعاني من المشاكل وازدراء الحاله النفسيه .
التقيت بالشاب علي واخبرني بما واجهه حتى اليوم
أخبرني بسوء حالته النفسيه وانه حاول الأنتحار أكثر من مره ولأسباب مختلفه ومن بينها انه فقد حبيبته بسبب رفض والدته لها دخل في نوبه حزن طويله فقد بها عمله وأصدقائه  طالت فترة حزنه كثيراً .يقول الشاب علي أنه قطع وريده لكنهم لحقوا عليه في اللحضه الأخيره وعاد للحياة .ورمى نفسه في النهر ولسوء الحظ أنقذه الصيادون عندما رأوه يصارع الموت وهو كان بالحقيقه يصارع الحياة
وحاول أن يشنق نفسه ولكن حظه السيء لم يتركه حتى أنقطع الحبل وسقط على رأسه وفقد الوعي ولم يمت .الشاب يقول :فقدت أحساسي ومشاعري في كل مره أحاول فيها الأنتحار كان يموت جزء مني حتى ماتت الحياة بداخلي .لا أعلم هل أنا ميت في عالم الأحياء  أم حي في عالم الأموات  ..فقدت أحساسي تماماً...
تألمت كثيراً لما عاشه هذا الشاب ..قد يقضي الأنسان عمره بتخيل أشياء لايمكنها الحدوث ويحدث مالم يتوقعه أبداً.....قلت هذه الجمله للشاب ووعدته أن أقدم له المساعده وسأبذل قصارى جهدي لأخراجه من هذه الدوامه المظلمه..
مرت أيام وشهور وأنا أحاول أن أجعله ينظر للحياة من منظور آخر  كرست كل وقتي في معالجته كانت
حالته النفسيه صعبه جداً ولكن أستطعت أخراجه
من غياهب الأكتئآب  يوم بعد يوم بدأ يتماثل للشفاء . كنت قد منحته الأذن بأن يأتي للعياده متى شاء وبدون موعد  في اي وقت يشعر بالضيق سيجدني معه ..
دخل علي مستأذناً .فرحبت به كالعاده .
_علي :آنسه شهناز
شهناز :نعم
علي :شكرا لكِ ولوقوفكِ بجانبي عندما تخلى عني الجميع.
شهناز:هذا واجبي ..بالاضافه لذلك أنا سعادتي مرتبطه بسعادة غيري
علي:وهذا مايجعلني أعجب بكِ يوم بعد يوم ..
في كل يوم أراكِ به تكبرين بعيني كثيراً انتِ انثى قويه صاحبة كبرياء جامح وقلب رقيق ك رقة الفراشه وشخصيه جذابه هنيئاً لكِ لأمتلاككِ هذه الروحيه الجميله ..
شهناز :تجيب بأمتسامه شكراً على هذا الأطراء الجميل ..
علي :أنا ذاهب للبيت أتحبين أن أوصلكِ بطريقي؟
شهناز :شكراً ياسيد لاداعي لذلك ..لازال لدي بعض العمل .
علي:أوهل عملك مهم .
شهناز :نعم مهم ..
علي :يبتسم بخبث هل لي معرفت هذا العمل المهم
شهناز :تبتسم حسناً ..طلب مني أحد المراجعين أن أكتب له شيئاً يعزز ثقته بنفسه لذا بدأت أكتب من الآن كي ارسالها له الليله.
علي :أوهل لنا أن نحضى بمثل ماكتبته؟
شهناز:أن أردتم فلا بأس .
علي :بالتأكيد نريد.
شهناز : حسناً .ستصلك رساله الليله فيها مايروق لك.
علي :بالتأكيد يروق لي وبالاضافه لذلك أنا أحب كل شيء منكِ لانكِ الوحيده التي تفهمني.
شهناز :حسناً ..شكراً لك هيا أكملت لنذهب.

وصلت للبيت منهكه تناولت العشاء مع والدي ثم ذهبت لغرفتي كالعاده لاسرد ماعشته مع المراجعين طيلة اليوم .
كنت عندما أكتب مأساتهم أبكي كثيراً لأن أغلبهم حاول الأنتحار أكثر من مره  ماالذي دفعهم لليأس والتخلي عن الحياة وعن أحلامهم هكذا
ترى كم شخص نجح بمحاولته الاولى بالأنتحار  ليتني أستطيع منعهم وبالاحرى مساندتهم ومساعدتهم .
تذكرت بأني وعدت علي بكتابة رساله له لتعزيز ثقته بنفسه بعد أن أرسلت الرساله لأحد المراجعين  هممت بكتابة الأخرى.
....

""(مرحباً..كيف حالك أعلم أنك حزين جداً ،صدقني أني أشعر بك جيداً.حسناً أنا أدرك أنك قوي أو ربما تتضاهر بالقوه لكني على يقين أنك تشعر بأن روحك تتمزق  قلبك يرتجف ينزف ألماً  عينيك متحجره لكن كل شيء فيك يبكي بالكاد تسحب نفسك من مستنقع الخيبات أعلم جيداً أنك غارق في مأساتك ووحدتك فقدت الامل ولكنك تكابر وتقول أنك لم تفقده جروحك القديمه لم تلتئم حتى أقحمت قلبك بجروح أكبر تشعر أن الألم لايطال قلبك فقط بل يصل حتى لروحك ..نعم تشعر أن روحك تألمك لكن لابأس هذا شيء بديهي .حسناً دعني أخبرك شيئاً أنك مادمت تعيش في هذه الحياة فيتحتم عليك أن تكون مستعداً لأنك ستفقد جزءاً من روحك كل يوم حتى تتلاشى
نعم تتلاشى ياعزيزي في هذه المرحله بالذات ستكتسب القوه لمواجهة كل مايؤذيك ستصبح أصلب من الحجر بقوتك وكبريائك وأرق من جنح الفراشه ببراءتك وعاطفتك ، ستصبح مسؤولاً ستعرف قيمة نفسك .
ياعزيزي عندما تصل لهذه المرحله ستصبح كبيراً حتى وأن كنت صغيراً بالسن .
الآن أصبحت كبيراً بالوعي بالفهم بالصبر وبالحب أيضاً  عليك أن تدرك أنك قوي مهما بلغ بك الضعف مبلغه  كن على يقين بأنك كل ماتأذيت اليوم كلما أصبحت أقوى غداً أنت سيد نفسك ..وستبقى هكذا.)""


أنتضرونا ب البارت القادم .

                                         بأنامل :صقيل

هسيس الألمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن