جلست علي ضفة البحيرة لتملأ جرتها ، وكان الماء ساكنا هدئا كأنما قد امتدت فوق سطحه طبقة لامعة من الجليد ، فعز عليها ان تكسر بيدها هذه المرآة الناعمة الصقيلة ، ولا شيء أحب إلى المرأة من المرآة ، فظلت تقلب نظرها فيها فلمحت في صفحتها وجها أبيض رائقا ينظر إليها نظرا عذبا فاترا ، فابتسمت له ، فابتسم لها ، فعلمت انه الوجه الذي افتتن به خطيبها القروي الجميل .
أنست بهذا المنظر ساعة ، ثم راعها أن رأت بجانب خيالها في الماء خيالا آخر فتبينته فإذا به خيال رجل فذعرت ، و لكنها لم تلتفت وراءها و مدت يدها إلى الماء فملأت جرتها ، ثم