استقرت مقدمة نصله الحادة على عنق الجاثي على ركبتيه يتوسل الرحمة وجسده الهزيل يرتعش خوفا و رهبة من المصيبة الواقفة أمامه
"اقسم بأنني لا اعلم شيئا ، أرجوك اعتق روحي يا سيدي أرجوك!" صاح متوسلا ملصقا جبينه بالأرض بينها راحت يداه تقتربان ببطء لتلامس حذاء صاحب الوقفة الشامخة و الملامح الهادئة
" ارفع رأسك .. "
قال ببرود يراقب كتلة العظم الجاثية أمامه ترتفع شيئا فشيئا ثم أضاف :
" لا علم لك بهم ، أليس كذلك؟"
أومئ الرجل بالإيجاب و شبح ابتسامة صفراء علت ثغره ، كشفت الستار عن عدد ليس بالبسيط من الأسنان المفقودة
"أصدقك !"
بعدها و في اللحظة التي تسربت فيها والطمأنينة الى جوف ذلك الرجل تم قطع الرأس في لحظة وسقط مصدرا صوت ارتطام مرتفع انتشر في الكوخ المظلم
هز السيف ليتخلص من الدماء مع وجه غريب ثم رفع الرأس الذي كان يتدحرج على الارض ممسكا بطرف الشعر الاشيب ، يحدق بغضب في ذلك الوجه وابتسامة ساخرة تعلو ثغره ثم خطى مغادرا وبين يديه يتدلى ذلك الرأس العفن ، يدندن ألحانا اختلطت وصوت سقوط قطرات الدم على الارض
« سينا ! »
صرخة دوت فتحت على اثرها تلك المستلقية في فراشها عينيها بفزع، لتستقر على سقف آخر فعقد حاجباها
لما جميع الاسقف التي رأيتها مهترئة ؟
سؤال واحد تردد في ذهنها للحظة قبل أن تعتدل جالسة تجول بناظريها في ارجاء الغرفة ، حدقت في يديها بصدمة ثم تحسست رقبتها بدهشة عارمة
« انا حية؟ ، انا على قيد الحياة! » تمتمت بصوت أشبه بالهمس قبل أن تنفجر بفرح :
« أنا حية ! »
تعابير تلك الجالسة بجوارها كانت كمن اعتاد على الوضع بالفعل تنتظر تفسيرًا منطقيا في أقرب وقت ، اطلقت تنهيدة طويلة تضم ذراعيها الى صدرها تنتظر بصبر ما ستنطق به سينا التي أدركت بالفعل الموقف الذي حشرت فيه
« ميش .. انها انتِ ! »
ضحكت ببلاهة ثم أضافت :
« هل تصدقين ، لقد اعتقدت بأنني لن أراك مجددا »
« اوه! حقًا؟! »
أنت تقرأ
شمس أوستن
Fantasyلَقَد رَاوَدنِي حُلْم ، كَانَ هُنَاك شَخْصٌ بأَحَاسِيسَ مُلبَّدةٍ مُظْلِمَةٍ ، لَمْ أسْتَطِعْ رُؤيَةَ مَلامِح وَجهِه بِوضُوحٍ لكِنَّنيِ أَذكُر أنَّ لدَيهِ عَيْنَينِ زَرْقَاوَيْنِ تُصبِحَانِ أكْثَرَ بَريِقًا مَع كُلِّ خُطوَةٍ يَخطُوهَا نَحْوِي حَامِل...