"اليوم العاشر"

830 38 8
                                    

الساعة السادسة مساءاً .. الميعاد المُتفق عليه .. ماذا أرتدي؟!.. سؤال أبله بالطبع الفستان الذي أهداني إياها أرغد أمس وحذاء أسود اللون يرتفع بضع سنتيمترات .. وتركت شعري حُراً ووضعت مُرطب شفاه وردي اللون أظن أنكم حفظتم روتيني اليومي .. ثم أخذت حقيبتي ذو اللون الأحمر وهاتفي وذهبت لـ باب شقتي فتحته فـ وجدته ينتظرني كـ عادته يلتزم بالمواعيد هذا هو أرغد .. خجلت لا أشعر لماذا؟!.. لكن فكرت أنني أرتدي فستان أسود أهداني إياه وأخرج معه لـ موعد غداء جعلني أشعر لوهلة أننا نذهب لـ لقاء رومانسي .. اه كم تمنيت هذا أنا وأرغد و.. أفاقني من شرودي في أفكاري صوت أرغد قائلاً بنبرة هادئة كـ عادته في مثل تلك المواقف
" تبدين جميلة كـ عادتك .."
خجلت .. ثم أردفت قائلة بنبرة مُرتبكة
" وأنت أيضاً تبدو لطيفاً في هذه الملابس .. تليق بك البذلة "
ابتسم لي ثم أشار حيث الدرج كـ إشارة لـ التحرك .. فـ لبيت وتحركت حيث الدرج و هبطنا الدرج سوياً .. الجراچ .. السيارة .. المقعد .. إنطلاق .. طريق .. خجل يتملكني وارتباك لا أدري لمَ زائد هذه المرة؟!.. المطعم .. نفس المطعم إياه حيث كُنا نذهب إليه فـ الجامعة وهو نفسه الذي ذهبنا إليه معاً يوم الجمعة .. عمل جيد فـ أثر المطعم على حالتي النفسية أفضل بكثير فقد أعطاني راحة وتعود لتلك الذكريات التي غمرتني من الماضي .. سرحت في تلك الأيام حيث كُنا أقرب صديقين ..
" ماذا ستأكلين أريس؟!.. "
كأن هذا السؤال الذي باغتني به .. فـ أجبته قائلة بنبرة هادئة وعفوية
" مثلك"
ابتسم ابتسامة هادئة ثم أعطي ' الجرسون' الطلب ورحل .. أخذ ينظر لي وأنا أنظر في كُل شئ عدا هو .. كُنت أشعر بالخجل الشديد .. الارتباك .. قطع الصمت أرغد قائلاً
" تميم .. "
التفت إليه بنظرات تحثه على الإكمال فـ شرع يُكمل قائلاً
" كُنت أظن أن هناك علاقة ما بينك وبين تميم .. فقد رأيتك مراراً تتحدثين معه بـ الشركة والمُخيم أيضاً و.."
كُنت على وشك مُقاطعته حين أخبرني
" أُريد الحديث أريس دون مقاطعتي "
أخذ نفساً عميقاً ثم أكمل قائلاً
" ورأيت حباً في عين تميم لكِ وتوقعت أنك قد تكونين تحوى ذات المشاعر له .."
صمت لـ بضع ثواني حيث جاء ' الجرسون ' ووضع الطعام ورحل .. هنا أكمل قائلاً
" يوم المُخيم حين كُنت تقفين معه على الشاطئ وحين تحدثني معه مساءاً شعرت بالغيرة ولهذا السبب تحدث معكِ بهذه النبرة .. لكن .. لكن لم أعلم أبداً أنك تبادليني أنا ذات المشاعر .. "
القي عبارته الأخيرة على مسامعي كـ الورود .. هل أرغد يشعر بـ الحب تجاهي؟!.. هل ما أتمناه يتحقق أو تحقق أو بالادق كان مُتحقق .. صدقت لمياء حين قالت يجب الإعتراف وصدقت أيضاً حين قالت أن لي مكانة خاصة في قلب أرغد .. لكن حس الفتاة داخلي أخفي كُل تلك الفرحة وسألته قائلة بنبرة هادئة عكس ضجيج داخلي
" متى؟!.. أقصد مُنذ متى أنا لم أراه أي حب تجاهي؟!.."
"مُنذ أن كُنت في الفرقة الثانية بـ الجامعه قبل ذلك لم أكن متأكد من تلك المشاعر"
" لمَ لم تعترف لي؟!.."
" لمَ لم تعترفي أنتِ؟!.."
" كُنت خائفة .. كما أن الرجل يعترف أولاً "
" وأنا لم أكن رجلاً وقتها كُنت شاباً يدرس.. "
صَمت لم أجد ما أُجيب به ..
" أريس أنا أُحبك قد تأخرت فـ اعترافي لكن ها قد فعلت .."
" لكنك قررت الرحيل .. كيف؟!.. كيف وأنت تحبني؟!.. "
" قلت لكِ كُنت أظن أنك تحبين ذلك اللعين تميم .. "
"والآن هل سترحل؟!.. "
أجاب بينما كفه يلتمس الطريق حيث كفي ليلتقيا في عناق حار قائلاً " لا لن أرحل .. فـ بت أمتلك أغلي شئ هنا .. "
صمت .. ثم أردف قائلاً
" أحبك أريس"
" وأنا أكثر أرغد"
ابتسم ثم أردف وهو يُشير لـ الطعام أمامي قائلاً
" هيا سيبرد الطعام "
بادلته الابتسامة ثم بدأت ألتهم الطعام بتلذذ فقد فُتحت شهيتي ..

                     ************************

كان اليوم حافلاً بـ الخروج .. فقد تناولنا الطعام ثم ذهبنا لـ السينما .. ما الفيلم الذي شاهدنا؟!.. 'After'  لن أحرق لكم أحداثه .. ثم ذهبنا للحديقة التي كُنا نذهب إليها ونحن بالجامعة لـ نذاكر معاً قريبه من البناية .. قد أصبحت أجدد وأجمل أضافوا بعض المقاعد .. بالرغم من أن الوقت مُتاخر لكن يوجد بها بعض الأشخاص ..

                   *************************

ليل .. ونجوم لامعة .. قمر مُتوج في منتصف سماء صافية.. تتشابك الأيادي فى مشهد يشبه تعانق الأرواح .. تميل بثقل رأسها على كتفه ..
" هل بدأتي فى تلك الرواية التي تودين كتابتها؟!.."
كان هذا السؤال الذي باغتني به بينما أنا شاردة فـ القمر والنجوم والسماء وأشعر كأني مُحلقه معهم ..
أجبته قائلة بنبرة هادئة
" لا للأسف"
لكن شئ ما خطر ببالي .. ولمَ لا؟!.. وقد دونت كُل شئ مُنذ بداية العشرة أيام .. اعتدلت في جلستي ثم نظرت إليه قائلة بحماس جلي
" لقد وجدتها .."
نظر لي بنظرة إستغراب يحثني على  المواصلة
" نحن .. سأكتب قصتنا"
" ماذا؟!.."
هكذا جاء رده .. بأعين مُندهشة ..
أردفت قائلة وقد واجهته بجسدي على المقعد
" أنصت .. أنا مُنذ تسعة أيام وهذا العاشر لهم وقد أخذت عهداً أبله أن أجعلك تقع فى حبي .. حمقاء لم أكن أعلم أنك تحبني من الأساس وبدأت أُدون كُل شئ .. ما رأيك أن تكون هذه روايتي الأولي؟!.."
ابتسم لي ثم أردف مشاغباً
"هل أحببتني لهذه الدرجة؟!.."
"وأكثر"
هكذا جاء ردي عفوي .. تلقائي .. أحمق كـ صاحبته ..
" هاا .. فكرة جيدة أم لا؟!.. "
أجاب قائلاً بمزاح
" لا بأس بها"
دفعته من كتفه قائلة
" غبى "
ضحك بشدة ثم تحدث قائلاً بجدية وابتسامة هادئة ..
" كُل شئ منك رائع بالنسبة لي أريس"
ابتسمت ولم أتحدث بكلمة تكفى تلك البسمة العاشقة على شفتاي ..

                     *************************

كيف حالكم وقد وصلتم لليوم العاشر .. عشرة أيام لكن أحدثوا فارقاً في حياتي قد يكونوا لا شئ لكم لكنهم كُل شئ لي .. تتساءلون ما حدث بعد ذلك؟!.. كما تنتهي القصص السعيدة دوماً .. بـ الزواج طبعاً .. لن أوجع رؤسكم بي بعد زواجي يكفي عشرة أيام وقد مللتم ماذا لو أشهر أو سنين؟! .. لكم قبلاتي كـ العادة لكن بـ الإضافة إليها عناق وداع هذه المرة .. أحببتكم ولم أراكم ماذا لو رأيتكم؟!.. أريس

                      *************************

الحب هو ذلك الشئ الذي لا إجبار فيه إما أن يختارك القلب أو ستظل غريباً مهما حاولت أن تفعل .. لكن ما هو صدق أن الحب ما هو إلا جنون ولكن من نوع أخر ..
النهاية .. 
                         *********************

عشرة أيام للـحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن