الفصل الثامن

535 59 33
                                    

___اجتماع طارئ___

كان ينتظرها فى الردهة،حتى تبدل ثيابها مرة أخرى، ليصطحبها الى حيث والدته التى دعتها لتناول الغذاء فى رغبة منها لرؤية تلك التى شغلت قلب وعقل ولدها الوحيد.

لقد وصل منذ برهة ولكنه تفاجئ بمظهرها وقد ارتدت فستانا أصفر اللون دون أكمام يعلو فوق الركبة قليلا ،ليرفض قطعيا أن يصطحبها إلى السيدة (واهبة)مرتدية ذلك الفستان رغم روعته عليها ولكنه سيمنح والدته صورة سلبية الملامح بالتأكيد عنها،لذا طلب منها تغييره،فبدلته لفستانا طويلا زمردي اللون راقت له كثيرا فيه،خاصة وقد أبرز رشاقتها،ولكن ما ان استدارت اليه حتى شهق بقوة لتنظر إليه بدهشة متسائلة عن السبب،فضرب على رأسه بخفة قائلة:
-أيووه ياجدعان ،الحاجة (واهبة) لو شافتك فى الفستان ده من أدام هتاخدك بالحضن،لكن لو شافته من ورا هتاخدك على بوليس الأداب،روحى يا(ألق )غيريه،ضهرك كله باين ياماما.

تزمرت قائلة:
-ما انت عارف لبسى يا(ماجد)،كله بالشكل ده.

توجه(ماجد)إلى غرفتها تتبعه وهو يقول:
-مش معقول كل هدومك ياقصيرة ياعريانة ،أكيد عندك حاجة تنفع تقابلى بيها أمى،أصلك متعرفيهاش،هي صحيح أحن أم فى الدنيا بس لسة ماسكة فى أصول وتقاليد زمان.

كان يقلب فى ملابسها بضيق مستطردا:
-الحلال والحرام،اللى يصح واللى ميصحش،إيه ده يا(ألق)؟!!!كل هدومك متنفعش فعلا،فكرينى نخرجوا فى يوم ونجيبولك هدوم جديدة.

اقتربت منه تقول بتساؤل:
-عشان خاطر مامتك؟

توقف عما يفعل وهو يطالعها بعيون نفذت إلى روحها وهو يقول:
-لأ عشانى أنا،عشان بغير عليكى ومش عايز حد غيرى يشوف اللى باين منك،عشان عايز أحافظ عليكى من عيون الناس اللى بتنهش فى جسمك، عشان بحبك يا(ألق).

لم تستطع أن تحيد بنظراتها عنه،تعلقت عيونه بثغرها المرتعش ،يكاد أن يضعف وينهل منه كما يشاء،ولكنه يحبها ويخشى عليها من ضعفه أمامها،فأشاح بناظريه عنها وهو يعاود التقليب بين ملابسها ،لتلتمع عيناه وهو يمسك بنطالا واسعا وبلوزة دون أكمام يمنحها إياهما قائلا:
-إلبسى دول واحنا فى طريقنا نبقى نجيبوا جاكت عليهم.

كانت ماتزال شاردة تنظر إليه،ليناديها قائلا:
-(ألق)!

أفاقت من شرودها تأخذهم منه قائلة:
-ها،آه،طيب.

ليغادر الحجرة تتابعه بعينيها وعلى شفتيها إرتسمت إبتسامة حب.

        ___________

خرجت (بهار)من الفيلا بسرعة،على صوت إستغاثة حريق،وجدت جمع من الناس يقفون أمام الفيلا التى تقطن بها (ست الحسن و الخواجة)،بينما (حاتم)يسرع بمطفأة حريق بإتجاه المنزل،أسرعت بدورها بقلب يرتجف خوفا وهي تراه يدلف إلى تلك الفيلا التى يتصاعد الدخان من الطابق الأول بها بخفة قط،كادت ان تدلف وراءه لتساعده ولكن منعتها (كارمن) بقوة ، فبدت (بهار)كزوجة محبة تخشى على زوجها من النيران اقتربت منها تلك السيدة التى رأت صورتها فى ملف القضية،بتلك التقاسيم الحادة والنظرات المسلطة عليها،وبجوارها هذا الرجل اجنبي الملامح ،شعرت بالرهبة ولكنها تمالكت نفسها وتلك السيدة تسألها :
-ده جوزك؟

الخامس والعشرون من أيلولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن