مرت الايام والشهور ونحن نعاني من كابوس يفزعك تارة ويجعلك تضحك ولاتكترث من سخرية القدر به تارة اخرى، فلقد طالتنا الاقدار والصعاب على طول هذه السنة وضاقت بنا بعض السبل ولكننا كنا ولا زلنا صامدين ك(بشر) في وجه اعدائنا من الفايروسات والكوارث والحروب وغيرها.... قد يكسرنا الزمن او يجعلنا نتخاذل في مناطق عديدة من مجرى الحياة، لكن وبالتأكيد لن يعني ذلك اننا سوف نستسلم قط! فتلك هي روح الانسان وهناك تكمن قواه الخفية، نعم... الانسان عنيد ولايستسلم بسهولة ابدأ! خاصتا عندما يتعلق الامر بحريته وكرامته وسبل بقائه على هذه الارض!
يقال ان من يتجه الى الامام دوماً في خندق الامل رغم الظلام لابد له ان يدرك ضوء النهاية.... هذا ماحدث معنا فبعد كل ما قاسيناه من ظروف ومعاناة وانحسار مادي واقتصادي وانقطاع في بعض السبل والموارد البشرية المهمة في دوران عجلة الحياة، ظهر اطباء يدعون انهم قد توصلوا الى التركيبة النهائية لمصل اللقاح وانه قيد التجربة وانه قد اثبت فعاليته ضد الفايروس واخرون ادعوا انهم قد توصلوا الى انواع من مركبات الادوية ومواد كيميائية قد اثبتت ايضا فعاليتها في مساعدة المرضى على الشفاء.... كانت جنسياتهم مختلفة فبعضهم كان روسيا والبعض الآخر كان امريكيا وبريطانيا وكان من ضمنهم ايضا بعض العرب... اصبح العالم على يقين ان الحرب في طريقها الى الانتهاء فلابد للعالم ان يعرف ما كان فعلاً وراء هذا الدمار الذي اتعبه مادياً ومعنوياً.. هل حقاً كانت الاقدار والطبيعة وراء كل شيء؟ ام ان الانسان نفسه قد تمرد على نفسه وتسبب في كل هذه النيران الصديقه؟ سرعان ما انتشرت الأخبار وايقنت الناس ان النهاية تلوح فالافق.... فخرج لنا اناس يدعون انهم يعرفون مصدر الفايروس وانه قد تم تصنيعه بفعل فاعل ولم يكن ابدا وليد للصدفة! كانت جنسياتهم مختلفة فبعضهم كان امريكيا والبعض الاخر كان من الصين نفسها! ولكنهم اشتركوا في المهنية فأغلبهم كان من الأطباء والباحثين في مجال الطب.
صدقهم بعض الناس وأيدهم البعض، في حين اتهموا بالكذب والافتراء والتزوير والتحريض على نشر الفتن بين الدول من قبل البعض الاخر... فالحقيقة كانت ولازالت مظللة على مر التاريخ فلا نعلم حقا الى اي جهة نتجه كبشر هل نحن مع الحق والنجاة والتكاتف لاجل هدفنا الموحد كما ندعي دوما؟ ام لقد اعمتنا الانانية وصرنا نتجه بمفردنا في طريق حالك، لا نعلم الى اين ستكون نهايته......