--

1.1K 86 75
                                    

خرجت ندى ودموعها ترسم خطين على وجهها , حبيبها زوجها المستقبلي التي عشقته وقفت ضد أسرتها,ضد الجميع من أجله بكل بساطة يخونها !... جرت حتى وصلت الى الشارع لمحت سيارة قريبة مسرعة نحوها,مشت خطوات متتالية لتقف في وجه تلك السيارة لتخلصها من المهزلة التي تسمى الحياة, اغمضت عينيها وقلبها ينبض في صدرها حتى يكاد أن يحطمه,مر شريط ذكرياتهما معا كل أول لقاء كل ابتسامة تتالت الى عقلها كانت كسكاكين تقتلها, تسمع صوت عجلات السيارة تحاول التوقف ثمّ دفعة رمتها على ظهرها , بدأت ضربات قلبها تبطُئ , شعرت بكل عضو فيها يتوقف تدريجيا ,دماؤها توقفت عن الجريان في شراينها, عينها تنظران الى السماء الى النجوم في غسق هذه الليلة الكئيبة انها اخر ليلة لها, هنا فقط سمعت آخر صوت ... صوت والدتها تصرخ بإسمها ..

شاهدت الام ابنتها الوحيدة غارقة بدمائها لم تصدق أعينها !صرخت "لا لا يمكن ندى لا يمكن ان تتركيني "اخرجت صرخة قطعت أحبالها الصوتية من شدّتها , خرج الاب على صراخ زوجته ليشاهدها تبكي واضعة رأس فتاة ملوّث بقطرات دمها على قدمها , انها ابنته !مر شريط ذكرياتها أمامه عندما حملها لأول مرة كانت كقطعة لحم صغيرة ,وكم غمرته السعادة وهي تنطق اسمه لأول مرة ,عندما علمها الوقوف على قدميها الصغيرتان ليسمع صوت خطواتها الصغيرة , ضحكتها التي كانت تملأ البيت فرحا وسعادة فتاته المفعمة بالحياة , كل هذا كان لثواني كان قد احس بانها سنين ...تقدم خطوات مترددة وسقط على ركبتيه امام فتاته الصغيرة مكسورة الفؤاد من قبل خائن,هنا هبط الأخ من سيارته التي أوقفها أمام المنزل جاريا وهو يقول: "ابي امي وصلّني بريد يقول ان ندى تخرّجت من الجاا--" ....لم يستطع اكمال كلماته من هول المشهد اخته !! اخته , اميرته الذي لطالما كان يدلي عليها بنصائحه وتهديداته (هذا لا يعجبني ,هذه ابتعدي عنها , لا تذهبي لذلك المكان فهو لا يعجبني ,ادرسي بجد), جلس على ركبتيه أمامها ودموعه تحجب رؤيته , وجهها كان ذابلا وأطرافها متجمّدة شفاهها بدأت تصبح زرقاء... بدأت عيناه تذرفان الدموع , ولكن مافائدة الدموع ان لم تَعد اخته المدللة الوحيدة..
جاء السائق ليخبرهم بوصول الاسعاف فنهض الاب, اما زوجته فحضنت ابنتها الى صدرها تقدم المسعفون لينقلوها الى السرير صرخت عليهم الام وهي تحاول ابعادهم : "ابتعدوا عن ابنتي ابتعدوا عن صغيرتي لن تأخذوها مني لن تاخذوها "!! .. انفجر الاب باكياً على حال ابنته وزوجته اما إبنه فلم يستطع النظر الى اخته هكذا , احمر وجهه وأصبحت شياطين رأسه ترقص لتعلن غضبه, توجه نحو السائق لكمه وهو يصرخ " قتلتَ اختي هل أنت أعمى! قتلتَ اختي ستدفع الثمن غاليا سأقلب حياتك لجحيم" ..
رد عليه السائق "اقسم لك بانها هي التي وقفت فجأة في منتصف الطريق !!!" .. أما الاخ لم تهدئه تلك الكلمات بل زادته غضبا هل اختي انتحرت!! صغيرتي انتحرت !! لماذا ?! عاد بنظره نحو والدته وكان قد أبعدها والده عن اخته أدخلوها لسيارة الإسعاف

-

خرج الطبيب من غرفة الطوارئ,جروا نحوه متسائلين قال بنبرة حزينة: "لقد فعلنا كل مااستطعنا ,ولكن لم نستطع إنقاذها آسفون للغاية"
صرخت الام في هلع وعدم تصديق : "ابنتي ماتت" نظرت نحو زوجها وهي تضحك قائلةً" ارأيت ماذا يقول هذا الرجل , يقول ان ابنتي ماتت هههه ابنتيي ماتت "بدأت بالضحك بهستيريا بينما زوجها عانقها باكياً وابنها بدأت شهقاته تعلوا , دفعت زوجَها متوجهة نحو ابنها وامسكته من لياقت قميصه وهي تصرخ:" إذهب الى ذلك الغبي وقل له ان ينادي لندى,الم تقل انك ستعتني بأختك حتى الموت !انه يقول بان اختك صغيرتك قد ماتت, اذهب !!!" ضمها ابنها وهو يبكي  "اه يااماه "
ماذا عن الخائن هل تذكرونه?!
نعم كان قد أرسل لها صورا هو وتلك الملقبة بحبيبته الجديدة,ولكن التي قد امتلكت قلبه وأخذت عقله ومات عشقاً بها والتي رسم مستقبله معها لم تكن تلك , لكن ليست كل النهايات سعيدة ,فقد وصلته البارحة تقارير من المشفى التي أجرى فيها فحوصات لنفسه بعد أن أصبح سعاله وضيق نفسه ملاحظان ليقرأ جملة: نأسف لقول هذا ولكن صاحب هذه التحاليل مريض (بسرطان الرئة) وهو منتشر في جميع جسمه يرجى مراجعة المشفى بأسرع وقت......عندها بدأ قلبه بالخفقان (هل سأموت! هل سأراها اخر مرة وأنا على السرير وهي تبكي؟!, تشاهدني والموت يأخذني !!!؟ ) بقي طوال الليل وهو يفكر ,بعدها قرر اخيرا ان يبتعد عنها قبل ان يموت فهو لا يحب ان يرى دموعها ,سيجلب فتاة ويدفع لها بعض من الأموال ليأخذ بعض الصور هو واياها ويرسلها لندى على انه قد خانها ,فهو يعلم أن لديها عائلة تحبّها سوف تواسيها وتعطيها كل الحنان والحب وسوف يساعدونها على تخطيه ...,وربما تكرهه ولا تبكي عند رحيله...

كثيراً ما تُظهر النهايات قوّة المرء الحقيقية ! في كونها تجبرك على خوض صراع داخلي مع نفسك ينتج عنه قراراً يُحدّد إن كنت : قد إستطعت إخضاع ذاتك لرغباتك اليائسة واللامنطقية أم تركتَ لها حرّية التصرّف والإختيار إعتماداً على بنية عقلك ! 

🎉 لقد انتهيت من قراءة قطرةُ نَدى 🎉
قطرةُ نَدىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن