6 𝐋𝐞𝐭𝐭𝐞𝐫𝐬

ap

كان لدى السيد باين مُقابلة عمل في الصباح المتأخر من اليوم التالي ، كما أفضت الرسالة بذلك . لذلك فكر بأن عليه التوجه لمتجر الحلاقه لتهذيب ذقنه وشعره الأشعث .
لقد أسهره ألم الدوالي في ساقه الأيسر وظل يتقلب طوال الليل في محاولات فاشله ليحضى بنومٍ هنيئ . أما بعدما طلع الفجر فقد تبددت آماله تلك فنهض عن فراشه وأستحم وتناول إفطاراً مالحاً بعض الشيء
وهاهو ذا يسير في الشارع ( ف...ستريت) نحو مالكوم الحلاق .
حتى لقد حلق ذقنه ، وقص بعض شعيرات من رأسه ودفع مبلغاً إضافياً لتثبيت شعره بالجلّ . ثم مشى يصفّر متجهاً لمتجرٍ يبيع بضاعةً مستعمله . بيد أن ألم ساقه قد عاوده فجلس يستريح على احد المقاعد الخشبية الموزعة على مساحات واسعه في الشارع . وبعد تلك الراحة القصيره تابع طريقه
إن المتجر الذي يقع على واجهة الطريق يُديره رجلٌ هرم أبيض الشعر يسمى المستر ونستون يختص ببيع كل ماهو مستعمل ، ويتجزأ المتجر لقسمين ، يفصل بينهما حاجز من قماش ، أحد القسمين للنساء والاخر للرجال .
وقد حالف الحظ باين فعثر على بدلةٍ رماديه تتكون من صدريةٍ وقميص أبيض فيه ثقب واضح لسيجاره وبنطال وجاكيت .
يقول ونستون بأن البدلة الفخمه تعود لمحامٍ عرض جميع البدل التالفة للبيع في متجره وبأن السيد باين محظوظ لحصوله عليها .

بعد هذا وذاك هاهو ذا يخضع للتقييم من قبل سيدةٍ شقراء متجعدة الوجه ترتدي النظارات ، ورجلٌ مرتعش غير واثق يتعرق بكثره ، ويبدو أن المرأة هي رئيسة الرجل .
سألته عن رغبته فالعمل وابدى جواباً منطقياً خالياً من أي تلعثم
ثم سألته عن مسيرته المهنيه فلم يذكر عمله في المصحة النفسيه
ثم قالت ببطئ وتردد وهي تحرك نظارتها فوق أنفها
"سيد باين...أنت تعلم ، بلدتنا صغيره والاخبار تنتشر بسرعه..أنت تعرف مايقال.."
ثم تنهد ، وردد بعض السباب على لسانه
فلسوء حظه كان من يقيمه امرأه ، والمرأة تسمع مايقال أكثر من الرجل
قال لها بعد صمت قصير ؛
" وأعرف ايضاً أن الاقاويل التي ترددها النساء في مجالس الشاي في الكنيسة عندما لا يجدن موضوعاً لجلستهن لا علاقة لها بعملي هنا..سيدتي "

مسحت نظارتها بمنديل ثم مررت المنديل على جبينها المتعرق وقالت " انت محق! حسنا..لقد نلت الوظيفه "

ابتسم وهو يشعر بثقل حط في صدره بلا سبب  ، ثم تصافح الثلاثة وغادر السيد باين على إتفاق أن يبدأ عمله تحت الإشراف مُنذ صباح غدّ .