سوليداد
قبل شهرين...
تحديداً أول ليال تموز...
داخل إحدى المختبرات السرية بعيداً عن المدينة في عمق الغابة، كان هناك عالم منكب على حاسوبه مستعجلاً في كتابة أخر مدخلات سجلاته، تصله أصوات إطلاق النار من الرواق خارج الغرفة مختلطة بصيحات آدمية و أخرى غير غير آدمية.
فقط عندما فرغ من نسخ سجلاته سحب وحدة التخزين الصغيرة من الحاسب ثم أسرع خارجاً نحو قطاع آخر من المختبر الواسع و بصعوبة تمكن من تفادي الرصاص المتطاير حوله، ليصل إلى الغرفة المنشودة منقطع النفس، مستنداً للجدار نظر إلى اللوحة فوق الباب ليوقن أن الإعياء لم يجعله يخطئ المكان "البريد الداخلي".
الغرفة كانت عبارة عن مجموعة من القنوات المُعنونة التي تصل الأقسام متباعدة من المنشأة الكبيرة وتعتمد مبدأ التفريغ الهوائي لإرسال كبسولات توضع ضمنها الطرود وتسحب نحو الوجهة.
دخل وتحقق من إحدى القنوات والتي كانت تبدو فريدة عن البقية كأنما صممت لترسل ما يوضع فيها إلى خارج المنشأة كلها، هناك استقرت كبسولة وضعها العالم مسبقاً، ابتسم عندما تأكد من سلامتها ثم أضاف أداة التخزين إليها و أدخل تعليمة ما باستخدام لوحة المفاتيح الملحقة فأغلقت القناة وبدء مكبس الهواء بالشحن لدفع الكبسولة إلى وجهتها الهدف، ذلك عندما سمع العالم صوت ديك مسدس يتم رده استعداداً للرماية قادماً من ناحية الباب خلفه، "ابتعد عن القناة بروفيسور!"قال صوت آمر واستدار العالم نحو المتحدث فعندما أدرك وجهه قال "أوه.... حضرة العميل، أسف على إخطارك أنك تأخرت بثوان قليلة..." ،نظر العميل في عيني العالم مرسلاً تهديد واعد "أحذرك بروفيسور، سأرمي إصبعك إن تجرأ على ضغط زر الإرسال! ".
كان العالم ليونيد شومكوف ذي الأربع والأربعين شتاءً هادئاً حين رد على العميل" وددت لو أودعها لكن يبدو أنا هذا ما استقرت عليه الإرادة السماوية...أكرر اعتذاري حضرة العميل".
استدار عندها بسرعة ضاغطاً المفتاح ومتسلماً رصاصة من عيار 9mm في عموده الفقري فسقط العالم بجانب القناة، لكن الكبسولة كانت قد أنطلقت بسرعة كبيرة مسافرة نحو وجهتها الأخيرة.
أسرع العميل نحو باب القناة مخرجاً جهاز إرسال قصير المدى من سترته "هنا الرقم 4، أرسلو وحدة تقفي لغرفة البريد الداخلي بسرعة! ،لدينا موضوع إختبار هارب أكرر لدينا موضوع إختبار هارب" نادى العميل في الجهاز، لكنه عندما إلتفت إلى العالم وجده مبتسماً "سأعرف أين أرسلتها يا بروفيسور، وسأقتل كل واحد من تلك المسوخ التي صنعتموها... خذ كلمتي هذه" قال العميل، وجاهد العالم بكلماته الأخيرة بنبرة تشوبها السخرية "إن كنت فطناً كفاية لتدرك أن هذه القناة ليست بريداً داخلياً إذاً يجب أن تكون مدركاً حقيقة أنها لم تصمم لتبقى كي تقتفيها... أراك في الجانب الأخر أيها العميل"، سكت بعدها العالم وسمع العميل صوت تدافع الهواء قادماً بسرعة من القناة فإلتفت متأخراً ليلمح ذيل من اللهب قبل أن ينفجر باب القناة قاذفاً إياه ثلاثة أمتار ونصف المتر.
بطنين حاد في أذنيه وألم الرضوض في كل جسده ناتجة عن موجة الصدم، رفع رقم 4 بصره ليرى الغرفة شبه مدمرة ويفقد الوعي.
وفي لحظاته الأخيرة في سره قال العالم ليونيد "إذهبي بعيداً يا صغيرتي سوليداد....أيتها الفريدة إلى مكان آمن....إذهبي...
أنت تقرأ
الركن الرابع
Science Fictionالرواية تحكي قصة الشاب أليكساندر بلياكوف (19 عاماً) الملقب بالناسك والذي يجره الفضول ليغوص في عمق مختبرات ومنشآت سرية تابعة لوكالة غامضة تعنى بتصنيع السلاح البيولوجي، ولكن ذلك لن يكون أعتى مشاكله حيث يقع في حب أركانية (فتاة عنكبوت) ويحاول تحريرها من...