نادلي الجميل6

2.1K 92 16
                                    

ظل سان جالسا في مكانه بقلق مكبوت و بقي يحدق بتلك الغرفة منتظرا خروج أحدهم ليختلس نظرة إلى الداخل بينما يونهو كان قد جلس أرض ليمدد وويونق في حضنه ثم أخذ يربت على خده برفق مرددا "وويونق؟ هل تسمعني؟ استيقظ"، لحظات و دخل بقية الندلة و قد تفاجئ كل فرد منهم بمظهر وويونق المحزن فأخذ أحدهم يتسائل قائلا "يا إلهي، مالذي حدث له؟" ليرد مينقي بـ"أظنه مرهق بشدة، تظهر هالات سوداء تحت عينيه" ثم استدار ليقول "هل يمكنك جلب بعض الماء من فضلك؟" فأجابه ذلك النادل قائلا "بالطبع" ليأتي له ببعض الماء فأخذه منه مينقي ليبلل كفه و يبدأ بمسح وجه وويونق و قد رش البعض عليه حتى أخذ وويونق يفتح عيناه ببطء ليتفاجئ مينقي بفرح قائلا "يا إلهي، لقد أخفتنا، كيف تشعر؟"، جلس وويونق ببطء ليتحدث محاولا طمأنة الجميع و قد استجمع قواه ليقول "أنا بخير، لا أعلم مالذي حدث، شعرت فقط ببعض الدوار"، رد يونهو قائلا "أنت متعب جدا، نحن نعلم ما حدث لذا عد للمنزل و خذ قسطا كافيا من النوم" لكن وويونق رفض المغادرة و لم يخبرهم أنه يخشى توبيخ مدير المطعم و مدير الندلة له و قد تظاهر أنه بخير فقط ليواصل عمله فخرج كلن ليكمل ما كان يفعل

ظل سان حينها ينتظر بقلق محاولا معرفة ما يجري و قد تجمع كل الندلة من ما زاد خوفه لكن و أخيرا خرج الجميع و قد خرج وويونق معهم و كان يبدو بحال أفضل من ذي قبل فتنهد سان بارتياح لتكمل ناظريه تأمل وويونق الذي يتنقل أمامه، رفع أحد الزبائن يده ليقول "تعال إلى هنا، أتتركون الأطباق الفارغة أمام الزبائن هكذا؟!" ، تقدم وويونق نحوه بسرعة و انحنى ليعتذر قائلا "أعتذر يا سيـ…" لكن ذلك الزبون صرخ مقاطعا له و قائلا "كف عن الثرثرة و احمل هذه الأطباق بسرعة!" فأسرع وويونق ليضع طبقا فوق الآخر و حمل كأس النبيذ الذي لم يتبقى به سوى القليل و وضعه فوق تلك الأطباق ليحملها دفعة واحدة بينما التوتر يغلفه و الاجهاد يشده نحو الاستسلام و قد مد يده الأخرى بعجلة ليحمل بقية الاطباق لكن وويونق في تلك اللحظة كان أضعف من أن يحمل كل هذا فخارت قواه في لثوان و قد مالت ذراعه ليسقط كأس النبيذ و ينسكب على ذلك الزبون، وقف الزبون بسرعة ليجتاحه الغضب و سرعان ما صرخ قائلا "مالذي فعلته أيها المغفل؟! ألا تدرك ثمن ما أرتدي؟!"، أنزل وويونق رأسه فليس لديه ما يقول و سيستسلم لسماع صراخ و إهانة هذا الشخص له لكن ردة فعله الصامته استفزت ذلك الزبون و ازداد غضبه فرفع كفه ليصفعه و هو يصرخ قائلا "أحمق!"، رفع وويونق ناظريه لتلك الصرخة العالية و قد رأى ذلك الكف يتجه مسرعا نحو وجهه ليصفعه فأغلق عيناه بقوة و التوى منتظرا تلك الضربة و قد أوقع تلك الأطباق أرضا ليُكسر البعض منها لكن وويونق لم يشعر بشيء و كل ما سمعه هو ذلك الصوت العميق يقول "إن لمسته فسأكسر ذراعك"، فتح وويونق عيناه فإذا به يرى سان يمسك بذراع ذلك الزبون بينما ملامح الغضب تعانق وجهه لتجعله يبدو مخيفا، سحب الزبون ذراعه ليصرخ "من أنت؟!" فنظر إليه سان باحتقار ليقول "تريد معرفة من أكون؟" ثم هز رأسه ليبدو هادئا لكنه و فجأة ضم قبضته ليلكمه ملقيا إياه على الطاولة ثم قال "أنا تشوي سان و هذا المطعم لعائلتي و إن لم تخرج بنفسك سأطردك بلا احترام"، نهض الزبون بخوف و صدمة و قد أسرع متجها إلى باب المطعم دون المطالبة بحقه بعد أن سمع أنه من عائلة تشوي المعروفة بنفوذها و قد غادر فقط و هو يردد"مجنون" فساد الهدوء ليستدير سان مقابلا لوويونق و قد أخذ ينظر إليه و كأنه يعتذر بصمت لكن سرعان ما أدرك أن كبرياءه تم تجاهله ليتظاهر بعدم الاكتراث مجددا و يبتعد عن وويونق عائدا إلى طاولته لكن الزبائن لم يحتملو ذلك الشجار و تلك الضوضاء فخرج الكثير منهم بعد لحظات من ما دفع المدير إلى أن يخرج من مكتبه ليحدث سان، إتجه مدير المطعم نحو سان غير مدرك لنوبات غضبه الشديدة و عدم قدرته على السيطرة على ذاته و قد اقترب من طاولته ليرى أنه يضع رأسه عليها و كأنه نائم لكنه لم يتردد بالتحدث إليه و قد وكزه قائلا "سيدي، إنك تبعد الزبائن و يؤسفني قول أن عليك المغادرة" لكن سان كان قد نام بالفعل بعد أن أكثر شرب النبيذ و بات ثملا و لم يرد فوكزه مدير المطعم مجددا ليقول "سيدي؟" حتى رفع سان رأسه و نظر إليه بأعينه الغاضة للحظات ثم قال بنبرة غير متزنه "ماذا؟ هل تطردني؟ اسمع، هذا المطعم لعائلتي، متى ما أردت الدخول فسأدخل و متى ما أردت الخروج فسأخرج"، رد مدير المطعم بقلق قائلا "لكنك بحالة لا تسمح لك البقاء بمكان راقٍ كهذا يا سيدي" سرعان ما وقف سان و قد أخذ يصرخ ملفتا أنظار الجميع و هو يقول "أخبرتك أن هذا المطعم لعائلتي! أأنت أبله كي لا تفهم كلامي؟!" و ظل يصرخ حتى بالكاد استطاع مدير المطعم أن يهدأه و قد عاد مسرعا إلى غرفته ليدخل و يغلق الباب قائلا "ما كان يجدر بي الاقتراب منه، علي الاتصال بأحد والداه"، اتصل مدير المطعم على والد سان فلم يرد فاتصل على والدته لكنها لم ترد هي أيضا

𝑴𝒀 𝑩𝑬𝑨𝑼𝑻𝑰𝑭𝑼𝑳 𝑾𝑨𝑰𝑻𝑬𝑹 // ووسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن