...فتح الباب و دخل نسيم هلعا. نظر إلي خائفا ثم انحنى ليجلس على ركبتيه و يرتمي في حضني يعانقني مهدئا قائلا:
- نغم لا بأس.. لا تخافي.. أنا معك و لن أدع هذا يحدث مجددا. أعدك بهذا..مرت بضع دقائق و نحن على هذه الحال حتى تراجع نسيم عني عندما شعر بيدي ترتفع لتربت على كتفه.
نظر إلي في حيرة ليقول:
- أتشعرين بتحسن ؟
ابتسمت.. ابتسمت لكن لم يشعر قلبي بذلك فكم هي رديئة الابتسامة التي تتحرر من الثغر بمناسبة الألم.قلت:
- أشعر بالتعب.. أريد النوم..
ساعدني على الوقوف و التوجه نحو السرير. وضعت رأسي على الوسادة ببطء أنتظر رحيله لكنه تقدم ليطبع قبلة دافئة على جبيني ثم يبتسم ليغلق الباب و يطفئ الأنوار..' صوت فرامل حاد يتزامن مع صدى بوق سيارة.. صراخ متواصل.. بكاء.. ضجيج ارتطام على جانب الطريق.. تأحرج و انقلاب على سفح هضبة عالية.. تكسر الزجاج.. توقف الحطام على المنحدر.. صمت تام يعكره صوت دخان السيارة المتصاعد.. '
فتحت عيناي لأنهض فزعة و قد تسارعت دقات قلبي و حركة تنفسي لأصرخ:
- أمي.. أبي.. بدر.. بدور..
ثم أقلب الغرفة ببصري لأقول بصوت خافت يتزامن مع انخفاض نبض قلبي:
- لا ترحلوا..طرق الباب ليدخل نسيم مهرولا. جلس على حافة السرير. أمسك بيدي ثم قال:
- نغم لا تخافي أنا هنا من أجلك..نظرت إليه لأجيب:
- لم أطلب منك هذا. وجودك معي لن يغير شيئا. أترى؟ أنظر حولك.. لم تعد أمي على قيد الحياة أو أبي أو حتى بدر و بدور. لم أشعر بتحسن و لم أسترجع سعادتي. لم يتغير شيء..كم أنت مثير للشفقة تلاحق فتاة لا تحبك و لا تسعى لتصحيح نظرتك المختلفة عنها.. لا يعني لها شيئا أن تلمع في عينيك أو حتى تنطفئ .
أنت تقرأ
﴿أسفك لن يغير شيئا﴾
Romanceإنها غريبة الأطوار.. غريبة بشكل جميل. لن أقول أنها كانت آية في الجمال لدرجة أني لم أحتمل معاتبتها أو أن تموجات شعرها الأسود ترسل ذبذبات من الجاذبية و الآختلاف أو أن نظراتها بإمكانها نقلي إلى عالم آخر من السحر رغم حدتها أو أن نبرة صوتها مميزة تخترق ا...