كانت تسير بالغابة تهتدي بالنجوم فاليوم الحظ حليفها فالقمر فى حضور . وحيدة كانت بلا مأوى تبحث عن شئ معلوم تبحث عن طعام لأسرتها فليس غيرها هو المسؤل تعلمت منذ الصغر ان تعيش لغيرها حتى وان عاشت بقلب مكسور فمن هى و ما كانت حكايتها ?! هيا لنتعرف عليها من خلال تلك السطور .
********************
انها نسمة . فتاة جميلة لما تحمله بداخلها من شعور فما أصدق عيونها . بلونها كالعسل الصافى الذى يشفى بنظرة القلوب . شعرها الأسود الناعم مموج كموج البحور . تركت الشمس بصمتها عليها لتجعل بشرتها بلون الذهب تسحر العيون . مفاتنها بريئة تداريها كبراءة روحها و قلبها الحنون . تعيش فى زمن الأمراء و القصور . وإن كانت من الطرف الأخر . تعيش مع أسرتها بكوخ على أعتاب الغابة فى سكون . كانت الأبنه الكبرى لأسرتها فلابد أن تكون هى المعيل . فأسرتها الكبيرة قد تفرقت و كل ذهب بطريق . يبحث عن حياة جديدة فهذا حقه فى التجديد و لكن ألم يكن هذا حقها هى الأخرى هل فرضت عليها الحياة إنكسارها أم إختارت فى الحياة دور المسكين . ظلت بكوخها مع والديها و إخواتها الصغار . ترعاهم و تحميهم و تشعرهم بالأمان . الأمان الذى طالما حلمت به فهل ستجده فى يوم فى حضن إنسان سؤال يراودها لتسرح معه بعالم الخيال . ستتمسك بأملها لأخر لحظة فهو الدواء لكل تلك الجروح .🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
و مع إشراقة شمس يوم جديد بدأ بإبتسامتها لترتدى جلبابها ورغم قدمه كانت تزينه بتطريز بعض الورود . ورود صغيرة لكنها بغاية الجمال . و بعد ترتيب منزلها الصغير ودعت عائلتها فاليوم عليها الذهاب داخل الغابة . فعليها الصيد و جمع العديد من الفاكهة و الخضروات . رحلة إعتادت عليها إلا أنها بكل مرة ينتابها الخوف من جديد خوف أن تضل بدروبها . خوفا ألا تجد طريق العودة . لكن ما باليد من حيلة فالمكتوب لابد له أن يصير .
تنفست هواء الصباح ليملأها هوائه العليل علها تشحذ منه طاقتها . فستحتاج إليها بالتأكيد . لملمت جلبابها بوروده و زينت شعرها بطوق جميل . لتداعب الأزهار بطريقها . فللغابة بداية بطريق من الأزهار و الياسمين . كفراشة هى تتنقل بين الزهور فرحة بعبيرها الأسير . طفلة تلاعب الطيور بقلب برئ . تلاحقها تارة و تارة يسود السكون تبحث فى الغابة عن مصدر العيش و القوت إلى أن وجدت طائرا يئن بصوت شبه مسموع . لتهرع إليه سريعا لتداوى هذا الملكوم . لتضمد له جناحه المكسور و تبحث له عن طعام و ماء و تصنع له عش ليكون به فى أمان . فضاع الوقت منها ليبدأ الظلام فى الحلول . جاء يتسلل بخفة بعد رحيل الشمس وسط الغيوم . و الغابة بأشجارها العالية و بكل ما فيها من زهور إلا أن ليس بها مأوى فكيف ستجد طريقها . ستحاول أن تهتدى بالنجوم . و رغم تحقق أكبر مخاوفها و ضياعها بطريق غير معلوم إلا أن السماء رحيمة . فأرسلت إليها قمرا بكماله مرسوم . و برغم وجود القمر و النجوم إلا أنها أصبحت وحيدة بعد أن تركنها الطيور فموعدها للذهاب للنوم كان وقت الغروب . فأصبحت وحيدة خائفة من المجهول فإذا كانت تخشى الغابة بنهارها فكيف تواجه خوفها وسط السكون . أسندت جسدها لجذع شجرة و أخرجت من حقيبتها بعض الماء و حبات فاكهة قد إقتطفتها أثناء رحلتها . لكنها شعرت أنها بلا طعم و كأن الخوف و الوحدة أكسبهم مرارة تمر بالحلق بصعوبة . و من كثرة التعب و الإرهاق بهذا اليوم إستسلمت أخيرا للنعاس عله يسرع بالوقت فيأتيها النهار .