_8_

117 18 52
                                    


...

توجهت نحو بيت تلك العجوز التي صرت ألقبها جدتي. دلفت إلى المنزل فبلغت فرحتها أقصاها.

شرعنا نتجاذب أطراف الحديث حتى قالت:
- أنت تشبهين ابنتي المتوفاة عبير.. طيبة و رقيقة مثلها. كانت هي الأخرى تحب مساعدة الآخرين دون مقابل. أنت تذكرينني بها. هل يمكنني مناداتك بعبير؟

- بالطبع يا جدتي.. ما دام ذلك يخفف عنك حزن فراقها فإليك ذلك. لكن هل يمكنك أن تحدثيني عنها أكثر؟

- كانت أطول منك بالطبع. لها شعر حريري طويل. أحبت رجلا يدعى جمال.. أحبته كثيرا و قررا الزواج إلى أن خانها لينجب طفلة من إمرأة أخرى.

أصيبت عبير بصدمة نفسية شديدة و عانت من اكتئاب حاد إلى أن انتحرت عشية يوم زفافه بتلك المرأة.
- هذا مؤسف للغاية..

عم صمت رهيب قاطعه صوت الجدة الحنون:
- عبير.. ماذا عنك؟

- ماذا؟ عذرا لم أفهم قصدك..
- ألم تفكري في مواعدة أحدهم أو ألم تحبي شابا ما؟

ابتسمت خجلا ليقتحم رائد مخيلتي دون تفسير فقلت مضطربة:
- لا.. لا أفكر في ذلك.

- أنصتي إلي يا ابنتي.. إن صادف و نبض قلبك بسرعة عند التحدث مع شاب ما.. شعرت بالفرح عندما يكون سعيدا.. أصابك الحزن عندما يحزن..

ابتسمت دون سيطرة عند رؤيته.. اشتقت إليه أثناء غيابه.. فكرت فيه كثيرا و تحدثت عنه كأنك اكتشفت مجرة فاعلمي أنك قد وقعت في حبه.

﴿أسفك لن يغير شيئا﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن