...توجهت نحو بيت تلك العجوز التي صرت ألقبها جدتي. دلفت إلى المنزل فبلغت فرحتها أقصاها.
شرعنا نتجاذب أطراف الحديث حتى قالت:
- أنت تشبهين ابنتي المتوفاة عبير.. طيبة و رقيقة مثلها. كانت هي الأخرى تحب مساعدة الآخرين دون مقابل. أنت تذكرينني بها. هل يمكنني مناداتك بعبير؟- بالطبع يا جدتي.. ما دام ذلك يخفف عنك حزن فراقها فإليك ذلك. لكن هل يمكنك أن تحدثيني عنها أكثر؟
- كانت أطول منك بالطبع. لها شعر حريري طويل. أحبت رجلا يدعى جمال.. أحبته كثيرا و قررا الزواج إلى أن خانها لينجب طفلة من إمرأة أخرى.
أصيبت عبير بصدمة نفسية شديدة و عانت من اكتئاب حاد إلى أن انتحرت عشية يوم زفافه بتلك المرأة.
- هذا مؤسف للغاية..عم صمت رهيب قاطعه صوت الجدة الحنون:
- عبير.. ماذا عنك؟- ماذا؟ عذرا لم أفهم قصدك..
- ألم تفكري في مواعدة أحدهم أو ألم تحبي شابا ما؟ابتسمت خجلا ليقتحم رائد مخيلتي دون تفسير فقلت مضطربة:
- لا.. لا أفكر في ذلك.- أنصتي إلي يا ابنتي.. إن صادف و نبض قلبك بسرعة عند التحدث مع شاب ما.. شعرت بالفرح عندما يكون سعيدا.. أصابك الحزن عندما يحزن..
ابتسمت دون سيطرة عند رؤيته.. اشتقت إليه أثناء غيابه.. فكرت فيه كثيرا و تحدثت عنه كأنك اكتشفت مجرة فاعلمي أنك قد وقعت في حبه.
أنت تقرأ
﴿أسفك لن يغير شيئا﴾
Romanceإنها غريبة الأطوار.. غريبة بشكل جميل. لن أقول أنها كانت آية في الجمال لدرجة أني لم أحتمل معاتبتها أو أن تموجات شعرها الأسود ترسل ذبذبات من الجاذبية و الآختلاف أو أن نظراتها بإمكانها نقلي إلى عالم آخر من السحر رغم حدتها أو أن نبرة صوتها مميزة تخترق ا...