ما تكتبوش اسمي على قبري
ولا تنصبوش شاهد
ولا تغرسوش صبَّار
ما تنظموشي القصايد
ولا تلعبوشي معايا لعبة الأشعار
وادي الحكاية بأمانة
لمَّا لقيت وش الوطن بيضيع
اسم الوطن بيضيع
ريحة الوطن بتميع
والشوك بيتجاهل زهور الربيع
قررت أفدي الجميع
نطّيت في قلب الزمن...
نظر هادي لصديقه بسأم فقد انتظر طويلا هؤلاء الشركاء الجديد بالصفقة خاصته و رغم كونهم أجانب و يفترض أنهم يحترمون الوقت أكثر مما نفعل نحن العرب لكن لا فارق مرت ساعة و لم يأت أحدهم
بينما أحمد يتظاهر بالعمل و التركيز علي ما بين يديه ليس غبيا كي لا يفهم نظرة صديقه له
- هنفضل كده كتير يا أحمد أنا زهقت ؟؟؟!!!
أحمد بارتباك و عينيه تتحرك بكل اتجاه
- دلوقتي يجوا الغايب حجته معه
كاد يعنفه قبل أن يجده يصرخ مخبرا إياه أنهم أتوا أخيرا ليتمالك نفسه سريعا ناهضا لمقابلتهم حتي ينتهي يريد العودة لمنزله بأسرع وقت حتي يرتاح من تعب العمل و عناء اليوم الطويل
جلس هادي يري الأوراق الخاصة بالصفقة التي تبدو لحد كبير جيدة و أرباحها عالية لكن لم يتمكن من منع نفسه من التساؤلات التي برأسه
- عايز اعرف اسم الشركة الرئيسية ؟؟؟!!!
الرجل بمكر
- طبعا اسمها ماركس اند سبنسر
سقط القلم من يد من يد هادي و نظره لا يترك الثلاث رجال من الشركة الأجنبية معه ثم عاد بنظره لأحمد ليجده مثله تماما مصدوم بما سمع
- شركة إسرائيلية ؟؟؟!!!!
وضع الرجل يده علي الورق و هو يقول بجدية
- الشغل شغل مفيش فرق و بعدين احنا في سلام الحرب انتهت من زمان
لكن هادي تجاهله و هو ينظر لصديقه
- مفيش شراكة و لا عقد
ثم نهض من مكانه و دون سيطرة امسك ورق الصفقة و قام بتقطيعها علي الفور ثم ألقاها بوجه الرجلين و خرج من المكان مثيرا القلق و عدم الفهم اتجاه تصرفه الغريب لكنه ما يشعر به و عجز عن كتمه ربما يتمني أكثر من ذلك
- إسرائيل عايزين اعمل شراكة معاهم يا أحمد خلاص عقلك ضرب
امسكه أحمد من ذراعه و هو يراه يشرع بطريقة سيره حتي عجز عن اللحاق به
- و أنا هعرف منين يعني إنهم من إسرائيل دي شركة عالمية و بعدين ما أنت قطعت العقد بينهم
لكن وقف أمامه الرجل من جديد الذي يتحدث كثيرا عن الصامت الذي بجانبه و كأنه يراقب ما يجري فقط دون أن يتدخل به لكن هذه المرة تدخل
- مش فاهم سبب رفضك الامارات و البحرين وقعوا علي التطبيع و قريب بقية الدول العربية كمان يبقي ايه لازمتها الحرب ؟؟؟؟!!! احنا مادين ايدينا بالسلام بس أنتوا اللي مصرين علي الحرب بينا
هادي بسخرية
- علي أساس إنها انتهت أصلا ؟؟؟!!! و اللي بيحصل في فلسطين اسمه ايه و القدس اللي مانعين الصلاة فيها و اللي فجأة بقيت العاصمة الاسرائيلية ؟؟؟!!! الحرب عمرها ما انتهت و أنتوا متعرفوش حاجة عن السلام أصلا عشان تتطلبوه
أحمد بجدية و هو يري تأزم الوضع
- خلاص احنا مش هنعمل شراكة و الموضوع انتهي يلا بينا يا هادي ورانا شغل
كم يشعر بالغضب و يرد تفجير رأس ذاك الغبي الذي أمامه و من جانبه مجرد علمه بحقيقتهم حتي صار يحتقرهم و يقاوم يده التي تريد أن تلكمه بقوة تكسر أنفه و ربما يفقد بصره
- في رجال أعمال كتير وافقوا علي الشراكة معانا أنت بس اللي مكبر الموضوع و عدو السلام اللي....
امسكه هادي حين رأه علي وشك فقدان صبره و تعقله
- بيقولك سلام دولة ملهاش تاريخ أصلا و لا جغرافيا و بيقولك شراكة ؟؟؟!!! دي أنا أموت من الجوع و لا احط ايدي في ايد قتلة الأنبياء و الشهداء
صرخ به الرجل بغضب
- إياك و الحديث عن دولتنا العظيمة
تجمع الناس حولهم مما اضطر الرجلين للمغادرة بسخط متواعدين بالانتقام و جعل التطبيع شريعة الدول العربية الجديدة و عار عليكم لو وضعت أرجلكم علي جثث أبنائنا و أخواتنا و أشد حسرة قتلت الأنبياء و المرسلين و جعلتم قبلتنا لهم و سلمتم لهم حياتنا و يا عروبة لقد ضاع و تشتت أبنائك و غرهم سلام زائف لثعابين و كوبرا تحوم حولنا أولوا كانوا هم خفضوا رؤوسهم فيا أمة محمد لا نخفض رؤوسنا سوى لرب العالمين و صدق القائل
" و اتقوا يوما ترجعون فيه إلي الله "
واحسرتاه عليكم يا عرب المسلمين و خونة الدم الذي لا زال بسيناء و بأرض العرب يغلي واحسرتاه علي الشهداء الناظرين لكم من جنات عدن بغضب و كره
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
