_ 22 نيسان _
عصفور جريح استراح على حافه نافذتي ، كان يصرخ متألما عكس صوته الشجي ، حاولت مساعدته بخبرتي المعدومة لكني خشيت قتله فاكون مجرما يلاحقه ذنبه حتى منامه،
اتذكر ان غري كانت تملك عصفورين من نوع الكناري رغم وجودهم بالمنزل معنا لم التقي بهم كثيراً فلقد كانا بالجزء الاخير من المنزل وكنت الزم غرفتي ،
غري اعتنت جيدا بهم للحد الذي جعلها تطلق عليهما اسماء وتستيقظ كل يوم متعجله لتفقدهم! ، لا استطيع ان اكون مسؤلا مثلها عن شيء خارج اطار حياتي ولم اكن لاورط نفسي بذلك واكلفها ، غري كانت وبلحظة ما حسبتها تعيش لاجلهما كل يوم ،
حينما قرر نويل ان يملك شيء ما يستفيد منه بيومه واصبح يتابع الكثير من الوثائقيات علمت ان الكارثه ستحل ، خصوصا حينما تابع فيلم عن حياة الطيور وقرر ان يكون نبيلا ويترك الطيرين في رعاية السماء واطلق سراحهما في صباح باكر صافٍ اثناء نوم غري! ،
جن جنونها وبكت حتى اختفت معالم سعادتها ، كرهتُ نويل كثيراً ليومين ثم ادركت بثالثهم انني لست الاحق بهذا الكره نحو اخي إنما غري!، لم تاكل لعده ايام وظلت تكتئب كلما مرت من امام قفصهما الفارغ ،
ادركت وقتها كم احبتهما كثيراً حتى شككت بمكانتي لديها ، غري باتت ذابله وتوقفت عن الحديث مع نويل طيله شهر، اجل النساء في عائلتي لديهن صوت مسموع ورأي قد يغير احد قوانين الكون ، لديهن صلابه و غضبهن نتيجته ان تعود اليهن راكعا تطلب الغفران!،
لكن نويل كابر كثيراً حتى مر شهر واجبر من قبل والداي على الاعتذار لها ، كان ذلك يوم الجمعه اي وقت وجود الفرد الضائع منا زيك! ، اشترى لها باقه من الورد وقطع من الشكولاة وأخيراً غري كانت دافئه كثيراً حينما عانقته وبكت اشتياقا وعتابا له،
اردت تقديم المساعدة نحو هذا العصفور الان شعرت ان غري ستكون سعيدة به!، اريد جعلها كذلك لوقت طويل للوقت الذي تغادرني الروح وافنى، اخبرت جارتي العجوز فساعدتني ، لديها خبرة بكل شيء ، ثم احتفظت به بصندوق صغير ثقبت له فتحات ليتنفس ، اتمنى ان تعيش حتى تراك غري ! .
المساء كان اقل فوضى من نهاري الجامعي، كوب من الشاي الاخضر واوراق حولي مبعثره تنتظر بعض الترتيب والتدقيق وصوت مايكل بوبليه يتدفق عبر الة الفونوغراف
كان مساءا هادئا اختلي به مع نفسي و رغم وجود القليل من الفروض لم يكن ذلك عائقا نحو شعور الهدوء ، حينما ضربت عقارب الساعة الحادية عشر صوت جرس المنزل اقبل يشارك مايكل الايقاع ،
نهضت صوب الباب استمع لصوت الرياح وحفيف الشجر، الليلة بدات تثرثر وتبث حزنها على مايبدو..
ارتد الباب نحوي حينما فتحته رويدا، كان ذلك مفاجئا واقبلت الي غراي تعانقني بشدة، كان من المفترض ان يكون الامر اكثر حميمة في وقت اخر ولكن شعوري بارتجاف جسدها دفع نبضات قلبي للصخب وعانقتني مشاعر قلقة نحوها، حاولت بجهدي لملمه جسدها الي وإحتواءها لقد حاولت ان لا ابدو قلقا كعادتي التي تلازمني،
دائما ماكنت قلقا حيال كل شيء وفي فترات ما من التفكير المطول تتضاعف فيه نبضات قلبي ويغزوني الاختناق، حينما علمت غري مرة كم كنت قلقا حول خروج نويل بدون علمي وكيف بت كعجوز متخبط فقد عصاته عزمت على اخذي لطبيب نفسي يشخص حالتي، امي عارضت الفكرة وابي اتخذ جانبا مدافعا لامي و نويل الذي رغب بشراء قطع غيار لسيارته من نقود امي انحاز لصف امي وهكذا تم اغلاق القضية.
كان علي ادخال غري للداخل وسحبها او كنا سنكون عالقين في منتصف الممر بلا هدف وكأننا نحاول الحصول على مشهد درامي من احد افلام الستعينيات البائسة كنت افكر لم تنتهي دائما بموت احد البطلين او خسارة جنين البطلة؟،
اخذت اصابعي تتحرك على خصلات شعرها وشعرت بها تهدئ بعد ان اصاب الالم قدمي لكثرة الوقوف، لم اكن راغبا بالتسخط، غري تواجه وقتا سيئا وكانت احد اكبر مشكلاتي حينها الم قدماي ومتى اجلس،
نوعا ما تالمت لذلك لربما كنت اناني كعادتي افكر دائما بذاتي كلما سمحت لي الفرصة وها انا على وشك التفكير بنفسي مجددا حتى ايقظني من ذلك صوتها وهي تقول
"لنشرب بعض الجعة"
لا اذكر تحديدا ماحدث بعدها، كم كاسا كنت قد شربته لكني استيقظت على اثر غثيان ضرب سقف بلعومي فاسرعت صوب حمامي افرغ احداث ليلة الامس بتعب واعتصر معدتي،
لم أكن ادرك مقدار الكارثة حتى خرحت ولطمت وجهي اعداد علب الجعة على الارضيه اذكر ان لي شريكا في جريمتي، امسكت برأسي حينما دارت بي الأفكار للاشيء تحديدا سوا بحثي المطول عن شريك ليلتي ولم اجده،
لا بزاوية المطبخ ولا حتى بمكان ما من الغرفة، نحن لا نلعب لعبة الاختباء لكني فكرت انه فعل دنيئ انه هرب وتركني! ، ليس تحديدا رغبة به انما كانت الفوضى تملئ المكان بشكل مزري، اخذت تنهيدة مطولة واسرعت التقط كيس الجعة البلاستيكي واخذت الملم العلب بيداي، لا اذكر شيء من الامس ظننته مر على خير حتى التقط ورقه ظننتها قمامة لكني وجدت كلمات بخط يد، انها رسالة من شريك ليلتي الهارب.
" أعتقد ان عليك الحديث مع احدهم!، وشكرا على العصفور ساهتم به ".
.
|جُونْ وانْتسُون|
أنت تقرأ
أفْضلِيات أنْ تَكونَ زَهرَة حَائِط || مُذكَراتْ
Romanceمذكرات : شريحة حياة ، لحظات تامليه، جنون القهوة ، مشاعر متضاربة، علاقات عاطفيه، اصدقاء وحفلات صاخبة. _ بوجهه نظر زهرة الحائط _ روائية