الجزء الثامن و العشرون

112 4 21
                                    

وهكذا اصبحتي صغيرتي و كل شئ عندي حبيبتي ..
نظرت إليها يقين بأعين دامعة لتقول : لهذا السبب لا يحبني أبي او جدي ولا حتى اعمامي، اذن انا لست ابنتك الحقيقية .. اخدت اوليفيا وجه صغيرتها بين يديها وقالت : اياكي ان تقولي ذلك، انتي ابنتي دائما و ابدا، ليست الام وحدها من تلد بل هي من تربي و تعتني بصغارها و تراهم يكبرون أمام عينيها .. ابتسمت يقين ابتسامة منكسرة ثم قالت : أحبك امي .. قبلتها اوليفيا لتقول هي الأخرى : وانا أكثر صغيرتي .. قامت يقين و خرجت إلى الحديقة ليلحقها كارتال .. تقدمت اوليفيا من يغيت، كانت تنظر إليه بنظرات حزينة، لمست خده قائلة : يغيت صغيري .. بادلها يغيت نفس النظرات ثم أبعد يدها عن وجهه و توجه الى الخارج ليركب السيارة .. لحقته دانيز لتركب معه السيارة بدون أن تنطق أي حرف، نظر إليها يغيت ليجدها جالسة بهدوء تنظر امامها، ابتسم و راح يقود سيارته ذاهبا إلى مكان ما ..
أمسك جود بيد ايميلي و صعد إلى غرفته ليترك ليو و اوليفيا على راحتهما .. تقدم ليو من اوليفيا ليأخدها بين احضانه، بادلته هي الأخرى عناقه و راحت تبكي على حالها هي و صغيريها .....

جلس كارتال بجانب يقين و امسك بيدها قائلا : مابها صغيرتي .. وضعت رأسها على صدره لتقول و هي تكاد تبكي : من الصعب جدا أن تكتشف انك كنت تعيش مع عائلة غير عائلتك، وان والدك تركك لسبب ليس لك دخل به ليتركك وحيدا في هذه الحياة ..
كارتال و هو يمسح على شعرها : من قال انكي وحيدة، اوليفيا معك، أليست هي من ربتك واعتنت بك منذ الصغر، وأنا، ألا أمثل لكي أي شيء ؟
يقين : انت أجمل تفاصيلي .. ضحك كارتال ليقبل خد صغيرته قائلا : لستي وحدك حبيبتي، كلنا معك، كلنا عائلتك ..

أمسكت دانيز بيد يغيت الذي كان في عالم آخر ليستفيق على إثر لمستها له، نظر إليها لتسأله : ما بك حبيبي !؟
يغيت بنرة حزينة : وكأنك لا تعلمين ..
دانيز : ارجوك يغيت لا تعامل أمك بتلك الطريقة
يغيت : هه امي! اتمزحين معي ؟؟ تركتني و رحلت و تسمينها امي ..
دانيز : لاكنها قد أخبرتك السبب لتركها لكم
يغيت : اللعنة، أتعلمين كيف يكون شعور المرء إن كان يتيما طوال حياته ثم يكتشف فجأة انه ليس باليتيم و أن والده كان بجانبه طوال الوقت، أما أمه فقد كانت في مكان آخر غير آبهة به ..
دانيز : لكل شخص ظروفه، كما انها لم تنسك وكنت دائما ببالها، بالإضافة أنظر إلى يقين، على الأقل انت اكتشفت أنك لست يتيم، ماذا عن يقين التي اكتشفت أنها يتيمة !!
نظر إليها يغيت قائلا : معك صح ..
دانيز وهي تشد على يد يغيت : إذن عدني أنك لن تبقى غاضبا منها و لا حتى من والدك .. أطلق كارتال تنهيدة عميقة و قال :  أعدك ..

أعدت اوليفيا العشاء مع ايميلي و جهزت الطاولة، لاكن لا أحد عاد إلى المنزل .. جلست اوليفيا و ليو و جود و ايميلي على المائدة ينتظرون يغيت و دانيز و كذلك يقين و كارتال .. ماهي إلا ثواني حتى دخل الرباعي إلى المنزل .. ابتسمت يقين للجميع و جلست و كذلك فعل كارتال ودانيز، إلا بغيت الذي كان ينظر إلى اوليفيا .. و في لحظة غير متوقعة نطق بتلك الكلمة " أمي " لتدمع عيون اوليفيا .. تقدم منها يغيت لينحني اليها مقبلا جبهتها .. وقفت اوليفيا من مكانها لتعانق صغيرها قائلة : اه كم اشتقت إليك حبيبي ..

مرت تلك الليلة وكلها فرح و ضحك إلا أن الجميع كان مدركا حق الإدراك أن هذه الفرح من الممكن ان يكون آخر فرح لهم سويا ..

استيقظ ليو صباحا ليجد كلا من كارتال و يغيت و جود مستيقظين ..
ليو : انا أرى أنكم مستعدين ..
الجميع بصوت واحد و منخفض نوعا ما : نعم سيدي ..
ليو : هذا ما أحب سماعه منكم يا ابطال او يا ابطالي .. و أبتسم في اخر كلامه .. ثم أردف : والآن هيا بنا فهذا اليوم سيكون إما بداية فرح لنا او نهايتنا .. و غمز لهم في اخر كلامه ليستعد لمغادرة المنزل ..
يغيت مخاطبا جود : ألن تذهب معنا ايميلي ؟
جود : لا لن اخاطر بحياتها ..

كارتال : هيا بنا لقد تأخرنا .. توجه الثلاثة إلى المركز الفدرالي حيث كان ليو هناك يحدث و يحذر رجاله عن خطورة هذا اليوم و هذه المواجهة التي سيواجهونها ضد رأس الأفعى اجل دانيال رأس الأفعى و بؤرة الوباء القاتل الذي يسود العالم .. تجهز الجميع لقتل هذا الأخير ..

كارتال مخاطبا ليو الذي كان يرتدي واقي الرصاص : أمتكدون أنه سيكون هناك ؟
ليو : أجل يا كارتال، فهو لن يضيع صفقة حياته مع الروس .. و خرج من مكتبه ليجد الرجال مستعدين ..
ليو : هيا بنا يا رجال ..
الجميع بصوت واحد : حاضر سيدي ..

ابنة عدويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن