الفصل الرابع
.................🌹
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
أكلت الغيرة قلب صباح فهى مازالت تُغار من مايسة رغم إنقضاء عدة سنوات عديدة ولكن يبقى قلب الإنثى كما هو .
صباح بحيرة......أروحله المستشفى ولا أستنى ؟ أحترت والله .
لا خلاص هروح واللى يحصل يحصل وهحاول أتجنب مايسة بقدر الإمكان .
فأرتدت صباح ملابسها وأسرعت إلى المشفى فوجدت عليا وأسماء يهمان بالمغادرة بوابة المشفى
أسماء...كيفك يا حبيبتى ؟
صباح ...فى نعمة يا جلبى .
ها جولولى "
أطمنتوا على أخوكوا وابنه ولا لسه عاد ؟
أنا مجنيش صبر أجعد وأهمله لحاله وكومان يعنى ...؟
فابتسمت أسماء بعد ما رأت فى عين صباح الغيرة .
أسماء بضحك ......يا بت لساكِ هتغيرى بعد السنين ده كلاتها ؟
صباح بخجل...يعنى مش چوزى وكل دنيتى ،من حجى أغير عليه .
اسماء......من حجك _ بس ليه ؟
هو فيه حد فى حلاوتك يا بت ولساكِ صَغيرة كأنك لسه ماأجوزتيش كومان .
فابتسمت صباح بعد أن كانت نار الغيرة تأكل فى قلبها بمفعول الكلمة الطيبة.
وصدق رسول الله صل الله عليه وسلم حين قال ( الكلمة الطيبة صدقة )
صباح بإبتسامة. ...طول عمرك بكاشة يا بت .
ثم تابعت ""
طيب أسيبكم بجه دلوك وادخل أطمن على ياسين .
فنظرت عليا لأسماء نظرة فهمت محواها
فرددت أسماء.....بجولك إيه يا صبوحة ماتسيبى يا أختى ياسين فى حاله اللى يصعب على الكافر ده ومش جادر حد مننا يفتح بوجه بنص كلمة .
وتعالى معانا نزور سمية يا عينى هتجنن على ألماس .
صباح بتردد....بس يعنى كنت عايزة اطمن على ياسين .
أسماء......يا ستى ..ياسين ساعة زمن وهتلاجيه عندك هو اصلا ممنوع الجعاد كتير هنا وهيروحوهم بعد شوى.
صباح........إكده _ ماشى يلا بينا .
هذا وقد شعرت أسماء أن ياسين لم يتحمل وجود صباح فهو الآن معذب فى صراع الماضى وما حدث له الأن ومفاجأته بإن فارس إبنه .
لذا أرادت أن تبعدها عنه ويكفى ما ألم به ولن يتحمل نظرات الغيرة من صباح أو اى كلمة تصدر منها قد تغضبه .
...........
إنهمرت دموع مايسة عندما رأت فارس على سرير العناية عارى الصدر وموصل بالأسلاك من كل مكان ونائم ولا يشعر بأحد جانبه .
فكان ممد كأنه جثة لا روح فيها فبكت مايسة لحاله وحاولت الأقتراب منه فنهاها الطبيب ولكن ترجته بقولها ....معلش هلمسه بس وابوسه بوسة وحدة عشان خاطر جلب أم هتموت على ضناها .
فتركها الطبيب فأسرعت ولمست يديه وقبلت جبينه .
وبصوت منبوح ....فارس يا ولدى _ أنا أمك ، حاسس بيه يا ولدى ؟
عشان خوطرى إعمل إى حاجة تبين إنك حاسس حتى إرمش بعنيك .
متعذبنيش يا ولدى أرجوك ، أنا اتعذبت كتير جوى جوى .
فارس يا ولدى متعملش إكده فيه .
الطبيب...لا مينفعش كده يا مدام مايسة .
كده للأسف مش هسمحلك تانى بالزيارة.
إسماعيل بقهر...معلش يا دكتور ، دى ام غصب عنها .
وبينما يتحدثون كان هناك من هو فى عالم آخر .
ياسين من ورائهم ولا احد يشعر به ولكنه كان قلبه منفطر حزنا عليه وأخذ يتأمل ملامحه ويتذكره منذ أن كان طفلا يلعب فى الشارع .
وكان يخطف قلبه بضحكاته وملامحه البريئة ولا يعلم سر إنجاذبه إليه .
وها قد علم الآن ولكن بعد فوات الاوان .
وكأن لسان حاله يقول ""
اه يا قلب مزقه الحب تارة والحنين تارة أخرى والآن تُمزق على إبن ممتد على فراشه لا يعرفك ولا يشعر بك .
تود لو أن استفاق للحظة واحدة لتأخذه بين أحضانك وتقول له "
ولدى ولدى قرة عينى ممن كانت عندى أغلى الناس .
الطبيب ....لو سمحتوا كفاية كده النهاردة وياريت تروحوا تستريحوا فى بيوتكم .
لإن مفيش فايدة من قعدتكم صدقونى .
هو دلوقتى فى عناية الله وحده وتقدروا تخدوا رقمى الخاص بالعناية تتطمنوا وإحنا لو حصل جديد هنتصل نبلغكم أن شاءالله .
إسماعيل بحرج .. جد...مش عارفين نجولك إيه دكتور ؟
بس اكيد مجدرين مجهودك وربنا يتولى الباجى من عنده .
ثم أتبع إسماعيل...يلا بينا يا مايسة ثم نظر لـ ياسين بوجهه المتجهم .
وأنت كمان يا ياسين روح يلا لبيتك وعيالك .
فهز رأسه ياسين بآسى ولم يتفوه بشىء وكأن ليس هناك كلمات تعبر عن ما به من حزن .
مايسة...لا مش جادرة أهمل إبنى واسيبه وهو فى الحالة دى .
إسماعيل...معلش ، ماأنتى سمعتى الدكتور ، وجودنا زى عدمه .
تعالى نروح ونصلى وندعى ربنا يزيل الكرب ويحفظه لينا .
وبالفعل غادر إسماعيل مع مايسة وغادر ياسين لمنزله .
.......................
عبدون لـ فريد ...نستأذن إحنا عشان أتأخرنا
ومتجلجش أنا يستحيل أوافج على صلاح ده واصل .
وامى يعنى اكيد مش هتچوزها غصب ، هى ممكن تعافر معاها لكن اكيد لو حست انها رافضة هتسيبها .
فريد....ياريت بس بردك ماتجعدش معاه ولاتجابله .
عبدون....مش واثق فى الحتة دى صراحة .
عشان اكيد أمى هتجولها هترفضى بتاع إيه وأنتِ ماجبلتهوش لكن لما تجابله ساعتها ممكن ترفض براحتها .
فريد بغضب...كيف يعنى ده ؟ تجعد وتكلم معاه
عبدون بإبتسامة...ماتخفش أنا اكيد طبعا مش هسيبهم لحالهم مع بعض وهكون معاهم .
فريدة بعبوس....وأخبار إيه عروستك الجمر اللى ريدهالك أمك دى كومان ؟
عبدون بحرج من فريد....أظن أنتم عارفين أنا رايد مين ؟ ويستحيل أفكر فى غيرها ولو جعدت من غير چواز العمر كله .
فخجلت فريدة وافترشت بنظرها الأرض .
عبير.....يلا يا عبدون .
وبينما هم على الباب فتح إسماعيل الباب وولج ومعه مايسة .
لتفاجىء مايسة بهم لتصرخ فى وجههم .
جايين ليه يا ولاد ثريا ؟
عايزين تكملوا على باجى عيالى مش كفاية اللى عملوا عبيد أخوكم فى ولدى فارس ؟
لا إكده كتير والله ثم نظرت لـ فريد بنظرة حادة وقسوة وبصوت منبوح....هتستقبل اخو اللى جتل أخوك يا ولدى وهتتحدت معاه وهتضحك .
فين النخوة ده بدل متاخد بتار أخوك هو صوح مماتش بس على الأجل تقطع معاهم خالص .
بكت عبير من كلمات مايسة القاسية وشعر عبدون بالحرج ولكنه تحامل على نفسه وأردف قائلا...
عمة مايسة أنا مجدر اللى أنتِ فيه زين ومش هزعل من كلامك ده .
بس أنتِ اكتر واحدة عارفة إننا ملناش ذنب فى اللى حوصل .
وعارفة إننا حاچة تانية واصل غير عبيد .
وربنا عالم إحنا جد إيه كنا هنحب فارس وهنعتبره أخونا الكبير وسبحان الله فعلا طلع أخونا صوح وفرحنا جوى وهندعيله ربنا ياخد بيده ويشفيه .
شعرت مايسة من كلامه ببعض الندم على ما تفوهت به ، ولكنها أكتفت بالصمت .
ثم تابع عبدون "'"
ومع ذلك يلا يا عبير ، إحنا مش هنجدر نجعد فى بيت محدش رايدنا فيه .
فاستوقفه إسماعيل قائلا "
معلش يا ولدى ماتزعلش غصب عنيها ومن زعلها على فارس واللى صابه .
بس أحنا عارفينكوا زين وانتم فعلا ملكمش ذنب ومعلش هو فترة إكده وفارس يقوم بالسلامة والأمور تهدى وترجع مايسة زى ماكانت واتعودتم منها .
عبير...يارب يا عم إسماعيل .
ونشوف وشكم بخير
السلام عليكم
إسماعيل...وعليكم السلام .
وغادر عبدون وعبير واليأس محطم قلوبهم .
أما فريدة فقد نظرت لـ فريد بآسى ولكنهم تناسوا حزنهم على أنفسهم وتذكروا أخاهم فارس وما أصابه .
فأسرعوا إلى حضن مايسة فضمتهم إلى صدرها وانتحبوا ثلاثتهم من البكاء .
ثم ابتعدوا بعض الشىء
فريد....ماتزعليش منى يمه ، بس صدجينى محدش هيحب فارس جدى ده مش اخوى بس ده كل دنيتى .
بس يعنى هما ملهمش ذنب صدجينى .
وقفت مايسة باكية وبصوت حزين ...الذنب ذنبى أنااااااااا من الأول .
سامحنى يا فارس ، سامحنى يا ضنايا .
ثم أسرعت لغرفتها حزينة باكية .