~ضياع~

66 5 29
                                    









~لِيجِد الضّائِع طريقَه~





اههه!! و نظراته الساخرة.."هيا..لنصعد و كفي عن التفكير بالأمر" أشار لي بيده نحو اليخت و لازال يضحك، أنا فشلتُ حتى عن الحركة..!!

.
.
.
.
.


#مايا#

"هيا..أبي مضت فقط بضع أيام لا تبالغ" قلتُ أربّتُ على ظهره بعدما فتح لي الباب معانقا بحرارة..

عانقتُ أمي هي الأخرى و ابتعدت تصطحبني لصالة المعيشة رفقة أبي الذي أغلق الباب و رافقنا..

"إذن! كيف كانت فرنسا؟!" سأل يضع ذراعه على حافة الأريكة لأقطب حاجباي بسخرية:"أبي.!! و كأنك لا تعرف فرنسا..!! لازالت نفسها " أخذت حبة تفاح من الصحن على الطاولة و جمعت قدماي لصدري.. اشتقت لهذا المكان و اشتقتُ لجلوسي بمنزلنا.. بمنزل أبي..

أحمل هاتفي، أضع قدمي فوق الأخرى و لا أبالي بما يحدث لهذا العالم.. كنتُ محظوظة حقا.. لكن الآن، يجب أن أضع حساب لكلّ شيء..

"مم كما لدي عمل الأسبوع القادم هناك.. سألتقي ببعض الأصحاب الماكثين هناك.. حنين إلى أيام الشباب ينتابني" ضحِك على نفسه.. لأول مرة أبي يشاركني اشتياقه لأيام صغره..، يوم ما سأكون مكانه و أحكي لأولادي عن تحليقي من بلاد لبلاد ..هه! المشاكل التي افتعلتها مع آنا لينتهي بنا الأمر ناجين بدون عقاب..

"أبي..كيف سمحتَ لنفسك بالاشتغال بعمل حكومي؟! ألم ترغب بتغيير العالم؟! " ضممت الوسادة لي أضع ذقني فوقها أسأله ليرفع سبابته مازحا:"تغيير العالم؟! هذا مبالغ فيه قليلا.." نزع سترته ليرتاح في جلسته أكثر..

"لا تحكمي على مظهري الآن و على شعراتي القليلة المتبقية برأسي.. لقد كنتُ مراهقا بحق!! و رغبت بفعل العديد من الأشياء..أنا كذلك كنتُ أقلّد حركات مايكل جاكسون و أحب ستايلاته..، أنا كذلك كنتُ أرفض أن يملي أبي أوامره عليّ..، ما اسم ذلك أيضا...!!" فرقع أصابعه في الهواء يتذكر ربما شيئا أو شخصا ما..

"الجبال، الشواطئ، المدن..آخر صيحات الموضة بعصرنا، كنتُ أجربها جميعا..لكن..جاء وقت و أدركتُ أن ماكان ينصحني به أبي هو الحق و أنني كنتُ مجرد فتى طائش، الملابس و الأحذية..الأصدقاء ،الخواتم كلها ضاعت الآن، أصبحت فقط ذكرى..تلك النزهات و الأعمال الطائشة.."

ضرب بيديه بخفة يثبت أن كل شيء لم يعد له أهمية..
"لكن لو لم تفعل كل هذه الأشياء لكنتَ الآن صامتا.. لم تكن الآن تحكي لي و تبتسم متذكرا نفسك القديمة"

"لذا افعلي ما تريدين فعله الآن لأنك إن لم تفعلي لن تجدي ما تحكينه لأولادك و أحفادك بعد 40 عام" سحب جهاز التحكم من جانبه يغير القنوات بينما شردتُ بشاشة التلفاز..، بين ليلة و ضحاها أصبح أبي الرجل الطيب الحنون..

 Leaving to My Dream Country (Korea)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن