هبطت الطائرة القادمة من الصين في مطار إنتشون الدولي - كوريا الجنوبية، ونزلت منها أربع نساء بالتوالي.
كانت الأولى شقراء كورية الملامح، ترتدي فستانًا ورديًّا كفساتين المراهقات، رغم أنها تخطت حاجز المراهقة منذ أعوام، لكن هذا لا يبدو جليًّا على ملامحها الناعمة.
خلفها فتاة سوداء الشعر، هادئة الملامح، ترتدي قميصًا أبيضًا ربطت طرفيه ليظهر نصف بطنها، وقد ثنت أكمامه لأعلى لتُظهر وشمًا يغطي ذراعها، تبعتها أخرى، وألقت بجاكيت جلدي مغطية جسد ذات الوشم هامسة: لا تحاولي إثارة الامتعاض من النظرة الأولى رجاءً يا "آليس".
رمت ذات الوشم نظرة خاطفة على صاحبة الجاكيت.
"آليس": عندما تتوقفين عن التصرف كرعاة البقر سأفعل ذلك.
قالتها وهي تزيح الجاكيت ليسقط فوق سلم الطائرة بأصابعها المطلية بلونٍ دموي يشبه الذي طلت به شفتيها.
مالت الفتاة ملتقطة الجاكيت منحنية باعتذار للنازلين ورائها.
كانت تعرف جيدًا أنها ليست في موقف يسمح لها بانتقاد "آليس"، لأنها بدورها لطالما وجدت راحة في قص شعرها، وارتداء ملابس حيادية، بل إن التصرف كالأولاد ما يزال يمنحها راحة لا تستطيع مقاومتها، وكان هذا سبب تعاسة من حولها.
وقفن ثلاثتهن في انتظار آخر أفراد مجموعتهن، والتي كانت آخر من يترك الطيارة.
نزلت المرأة الأخيرة وقد غطت عينيها بنظارة سوداء، لم يظهر الكثير من ملامحها الشاحبة، وشفتيها المتخذة وضع ابتسامة صفراء جامدة.
كانت ممشوقة القوام، طويلة، وقد شدت شعرها الأسود في كعكة ضيقة مربوطة بأحكام خلف رأسها، بذلتها الحمراء لم تكن مناسبة للسفر، أو للارتداء نهارًا بفتحة صدرها المنخفضة، لكنها لم تهتم، فقد مر وقت طويل منذ أن اهتمت آخر مرة.
صاحت الفتاة الشقراء وهي تشير إليها بيدها ملوحة بابتسامة: هيا يا "نانا"، لقد تأخرنا!
قالت الفتاة الصبيانية وهي ما تزال تحاول تنظيف الجاكيت الذي أسقطته الأخرى: لا أدري ما سر حماستك يا "آن" حقًا!.. لماذا تتحمسين لأتفه الأمور! ما الحماسي في كوننا تأخرنا!
تنهدت "سو- آن" وهي تجيبها: "يو-مي" رجاءً.. لا تقتلي بهجتي.. ليس اليوم!
وصلت إليهن الفتاة الآخيرة "نانا".
استنشقت "آليس" الهواء بسعادة وهي تقول: ما أحلى الرجوع إلى الوطن!
ضربتها "يو-مي" فوق كتفها وهي تقول: إلى بيت منقذنا إذن!
فركت "آليس" كتفها وهي تقول: لن يفرح جدي بضربك لي.
"يومي": إذن لن أفعل ذلك أمامه! أنا الحقيقة لا أهتم بأي شيء سوى الطعام، لقد كنت أتناول القاذورات لعدة سنوات.
- عشر سنوات يا "يو-مي".
قالت "نانا" بصوت هادئ وهي تتحرك معهن متابعة: عشر سنوات كنا (أنا وأنت على الأقل) نأكل القاذورات ونُعامل مثل الخنازير.. لكن لا عليكن، سوف نصل الآن إلى ذلك المنزل الجميل الدافئ الكبير، وسوف نترك كل أعبائنا خارجه.
- ماذا عن انتقامنا؟
سألت "آليس".
فأجابتها "نانا": سنتركه ورائنا حتى نستقر، ثم تبدأ في تنفيذ ما خططنا إليه طوال تلك السنوات.
علقت "آن": سنتركه يغلي على نار هادئة.
فتابعت "نانا": ثم نقدمه بعد أن نضعه في الثلاجة.. فمن الأفضل للانتقام أن يُقدم باردًا!
أنت تقرأ
يفضل تقديمه باردا
عاطفيةلقد أحببتك، في الحقيقة جُننت بك.. وكان من السهل التغاضي عن أي شيء تفعله، لقد جعلتني وحيدة ولم أكن أمانع، لقد كنت واقعة في حبك، أبحث عن أي تفسير لما تفعله.. لكن هكذا تكون الأمور دائمًا.. نرفض دائمًا أوضح وأبسط التفسيرات.. أنت مجرد شخص سيئ.. أحيانًا ت...