الفصل الثاني

639 20 2
                                    

أيقظتها تحركات الخادمة في الغرفة حيث توجهت لفتح الستائر لإدخال الضوء للغرفة, فتحت عيناها لتستقبل أشعة الشمس ليضربها الصداع في مقدمة رأسها, تأوهت وهي تضع يدها على رأسها معتدلة في جلستها لتقول للخادمة في غيظ خفيف: كم الساعة الآن نرجس؟

تحركت نرجس لتقف بالقرب من فراش أندلس وتقول في أدب: السابعة صباحا!!

زمت أندلس شفتيها لتقول في هدوء مبالغ فيه: ولماذا أيقظتني في الآن؟؟ أنتِ تعلمين أنني لا أستيقظ إلا بعد نصف ساعة من الآن لتوديع سيف!

أحنت نرجس رأسها وهي تجيب: سيد طارق أمرني بإيقاظك وأن أبلك بأن ترتدي ملابس رسمية فهو ينتظرك لتذهبا سوية!!

نظرت لها أندلس باحباط تريد الصراخ لكنها تعلم بأن الفتاة لا ذنب لها لهذا قالت لها: حسنا... أخبريه أنني سأكون جاهزة في خلال نصف ساعة, واحضري لي قرصين أسبرين وكوب كبير من القهوة!!

أومأت نرجس برأسها وهي تقول: شيء آخر؟؟

نفت أندلس وقالت: تستطيعين الانصراف الآن!!

خرجت الفتاة من الغرفة غالقة الباب خلفها, ظلت أندلس جالسة على فراشها لدقائق أخرى تحاول استجماع فيها قوتها لتنهض بعد ذلك متجهة نحو دولابها لتلتقط بعض الملابس الداخلية النظيفة وقامت باخراج بذلتها وبما أن مزاجها أسود بسبب قلة النوم فاختارتها سوداء مع قميص أحمر تعلم بأنه يبدو رائعا عليها واضعة إياهم على الفراش, أرادت أن تأخذ حمامها ببطء لتتمعن في إغاظة طارق إلا أن فضولها جعلها تسرع من الاستحمام لتخرج ملتفة في منشفة طويلة, كانت نرجس قد أحضرت صينية واضعة إياها على طاولة الزينة بها كوب قهوتها وكوبا آخر من الماء وبجوارهما قرصي المسكن اللذان طلبتهما, قامت بابتلاعهما مع كوب الماء وبعد ذلك ارتشفت قهوتها سريعا ثم بدأت في ارتداء ملابسها ثم قامت بإخراج حذاء ذو كعب عال رفيع, و اكتفت بوضع كريما للنهار على وجهها وكحلا أسود في عينيها أظهر زرقتهما الرائعة, وملمع شفاه بلون أحمر فاتح, وقامت برفع شعرها في ربطة عملية, أرسلت قبلة لنفسها في المرآة قبل أن تلتقط حقيبتها السوداء الملائمة لملابسها وتنسحب خارجا من غرفتها, تحركت في الممر سريعا فالساعة الآن تكاد تقارب الثامنة إلا ثلث, لقد تأخرت!! في يوم آخر كانت لتتهادى في الممر قاطعة إياه ببطء متأملة كل لوحة وكل مزهرية موضوعة فيه, إلا أن ما حدث بالأمس جعلها تغير ما كانت تظنه من أنها باتت تتوقع كل تصرف يقوم به طارق, ضاربا عرض الحائط بكل ما كانت تعتقده, والأسوأ كل ما كانت تفكر به, التقت طارق عند أسفل الدرج الذي لم تشعر قط وهي تهبطه, نهض من على الأريكة المقابلة للدرج قائلا بهدوء وعملية: اليوم سيبدأ تدريبك في الشركة أندلس, سيستمر تدريبكِ لمدة ثلاثة أشهر قبل الاعلان رسميا عن توليكِ إدارة الشركة, سيقوم بالاشراف عليكِ أثناء التدريب أنا واثنين من مديريني الموثوق بهم!!

في ظلال الشرق - ج1 من سلسلة ظلال -حيث تعيش القصص. اكتشف الآن