خبر زواج طارق الثاني قد أشعل الصحافة, البلاد بأسرها تتسائل عن تلك المحظوظة التي أوقعت واحد من أقوى العائلات وأعرقها رئيس مجموعة الشرقي بأسرها وسلبته من بين يدي ابنة عمه, فضول الجميع أًثير عن ردة فعل أندلس الشرقي على زواج زوجها من أخرى, أندلس التي في خلال شهرين فقط سطع اسمها عاليا في عالم الأعمال كالمديرة التنفيذية الجديدة لشركة الشحن التابعة لمجموعة شركات الشرقي, دارت الشائعات تتناول العديد من الأحاديث ما بين أنه يضربها مما جعلها لا تستطيع الرفض والمعارضة ولكن سرعان ما اندثرت هذه والجميع يتذكر شخصية أندلس التي تجذب انتباه الجميع في أي مكان تمر به, فتلك المرأة الجذابة الواثقة من نفسها يستحيل أن تصمت عن مثل تلك المعاملة, وأخرى تقول بأنها لا تبالي بزواجه مطلقا ولم تعلق عليه, شائعة أخرى خبيثة دارت في جلسات النميمة المدعوة اجتماعيا باسم حفلات الشاي دارت بأن أندلس الشرقي هي امرأة ذات دماء باردة وحضور أكثر جليدا قد مللها طارق الشرقي الرجل الذي تحسدها عليه كل النساء ولهذا قرر الزواج بامرأة أخرى تعيد له الدفء الذي سلبته زوجته... زوجته التي قايضت رضاها عن الزواج بمنصب إداري في إحدى أهم الشركات في المجموعة, امرأة قد فضلت طموحها العملي على زوجها... وهذا ما كان الجميع ميالا لتصديقه, إلا أن وسط هذه المعمعة لم يعلق أندلس أو طارق بشيء على تلك الأقاويل كما أنهما رفضا التجاوب مع الصحافة التي تسائلت عن مدى قوة العلاقة بينهما وعن تأثير ذلك الزواج الآخر على علاقتهم وأسبابه! يا ترى هل هناك ما يحدث تحت المياه الراكدة التي تحوي علاقة الزوج الشهير؟ نعدكم أن نكشف لكم كل هذا وأكثر!!!
ألقى والد أندلس الصحيفة على المكتب في غضب ورفع رأسه ينظر لابنته وزوجها في غيظ وهو يقول: هل رأى أحدكم هذا الهراء الذي تضج به الصحافة منذ بداية الأسبوع؟
رمشت أندلس بعينيها وهي تتجنب النظر نحو طارق قبل أن تقول بهدوء: أبي... أنت تعلم بأن الصحافة دائما ما تبالغ!
ضغط الرجل على أسنانه بغيظ وهو يسأل محاولا استجماع ما تبقى من ذرات الهدوء بداخله: إذا أتودين القول بأن ما أشيع في هذه الجرائد هو محض شائعات لا أساس لها وهدفها الوحيد هو زيادة معدلات البيع!
هنا تقدم طارق خطوة للأمام وتحدث قائلا بهدوء: لا عمي... ليست شائعات, لقد قمت بخطب مريم وحفل الزفاف بعد شهر من الآن!
وقف راغب –والد أندلس- على قدميه وهو يقول بغضب أفلت من لجامه: أتتزوج على ابنتي أنا؟
التفت ينظر لأخيه الأكبر وهو يتابع: أترضيك أفعال ولدك يا حسين؟
دون أن يشيح طارق ببصره عن عمه رفع ذقنه وهو يقول محاولا السيطرة على الموقف حتى لا يتفاقم: أنا لست ولدا صغيرا لتشكو أفعاله لوالده عمي, أنا رجل بالغ ولا حق لأحد بأن يسائلني عن أفعالي, وحقوق أندلس محفوظة ولن أفكر يوما بالقيام بما قد يضرها... ثم وإنني لم أفعل ما يخالف شرع الله, إنني سأتزوج على سنة الله ورسوله!!
أنت تقرأ
في ظلال الشرق - ج1 من سلسلة ظلال -
Roman d'amour"دمارنا يبدأ من الداخل" عبارة تنطبق على النساء والمدن فما من مدينة سقطت إلا وكان السبب أبناء تبرأوا منها وباعوها للغازي وما من امرأة سقطت إلا وكان السبب... رجلا!! أندلس... القاهرة... دمشق ثلاث نساء سقطن في غياهب الألم بسبب رجال لم يحفظوا عهدهم سواء...