الفصل السابع

428 13 0
                                    

لا تعلم كم مر من الوقت وهي تقف في الخارج منتظرة أن تعلم من الطبيب ما حدث مخفضة رأسها في تعب تمكن منها بعد هذا اليوم الطويل بداية من مساعدة دمشق في محلها ونهاية بهذا, سمعت صوت خطوات مرتفعة جذبت انتباهها لترفع رأسها وتبصر طارق يكاد يركض تقريبا حتى وصل إليها, أمسكها من ذراعيها بيديه متجاهلا مقاومتها لقبضته, فحصها بعينيه صعودا ونزولا إلى أن تأكد من أنها سليمة ليفزعها أكثر بضمه لها في أحضانه يكاد يعتصرها وهو يهمس: الحمد لله... الحمد لله أنكِ بخير!! لقد ظللت طوال الطريق إلى هنا خائفا من أنه قد حدث لكِ شيء وأنتِ رافضة أن تخبريني عنه!!!

الحركة كانت على حين غرة وغير متوقعة لهذا تجمدت في مكانها ولم تبد أي ردة فعل, ليس وكأنه اهتم... لا فطارق كان يقوم بكل ردات الفعل الممكنة والكافية عن كليهما, يبدو أنه أخيرا تنبه لحالتها المتجمدة بين ذراعيه لينسحب بسرعة أفقدتها توازنها, ليتحرك محاولا إسنادها لكنها ترفض لمسته وهي تبعد ذراعها عن ملمس يده وهي تقول بصوت حاد:كفى!!

توقف عن محاولاته ليتراجع خطوتين للوراء ويتنحنح قبل أن يقول بهدوء مصطنع: اخبريني كيف حصل الحادث!

أخذت عدة أنفاس عميقة لتزفرها ببطء حتى تستعيد هدوءها قبل أن تخبره بكل ما حدث منذ البداية, وبالطبع غفلت عمدا عن الأفكار التي تملكتها وقت ذلك الحادث فلا حق له مطلقا بمعرفته بها كما أنه لا داع مطلقا لذلك, استمع بهدوء للكلمات التي لم تحتج أكثر من عدة دقائق, وبعد أن انتهت سألها: هل خرج الطبيب من عنده بعد؟؟

وهي تهز رأسها نافية كان الطبيب يخرج من غرفة الرجل, فتحدثت أندلس قبل أن يتفوه هو بحرف: هل أستطيع أن أراه؟!!

اشتعل شيء في صدره وهو يرى أنها لم تشمله في حديثها ولكنه تجاهله مدمدما لعنة ما لم تلتقطها أذنا أندلس التي كانت تركز مع الطبيب الذي وافق بتردد وهو يقول بتحذير: لقد حُقِن بمخدر للألم فحاذري إجهاده أكثر!!

أومأت أندلس برأسها قبل أن ينسحب الطبيب متمتما باعتذار, دلفت أندلس للغرفة ووراءها مباشرة كان طارق, كان الرجل ممددا على الفراش في حين ساقه اليمنى كانت محاطة بالجبس ومعلقة على حزام مربوط بالسقف, ولا يبدو ناعسا مطلقا من المخدر كما أوحى الطبيب إليهما, الرجل كما لاحظ طارق بغيظ ابتسم ابتسامة واسعة عندما وقعت عيناه على أندلس متجاهلا وجوده تماما, تحدثت أندلس بصوت هادئ: كيف حالك الآن؟؟

علق الرجل: سأعيش!!

اتسعت عينا طارق بدهشة عندما سمع ضحكات أندلس, كانت هذه هي المرة الأولى التي يراها فيها تضحك هكذا منذ سنوات طويلة... اللعنة وعلى نكتة سخيفة من رجل أسخف!!! ضغط طارق على شفتيه والرجل يتابع بجدية على الرغم من الابتسامة التي لازالت عالقة على وجهه: لا تخشي شيئا يا...

قاطع نفسه فجأة قبل أن يقول: من الغريب أنه قد مر كل هذا الوقت ونحن لم نتعارف بعد, أنا أسعد الشاهد... اعذريني لن أستطيع الوقوف لكِ بسبب ساقي!!

في ظلال الشرق - ج1 من سلسلة ظلال -حيث تعيش القصص. اكتشف الآن