حَقِيقَة العَلاقَات| إنِتكَاسَة

64 13 7
                                    


_ 11 آيار _

في كانون الأول فقدت ذراعي اليمنى، كان الألم مقيتا لا يطاق أصابني إعياء شديد وضربت الغصة سقف حنجرتي، كانت الحقيقة أصعب بكثير من التفكير بالخطوات القادمة.

السير بلا ذراع، لم تكن مصيبتي إنما الذكريات التي أسفرت تجوب ذهني و تقتات على حثالة الشعور بي، حسبتني صلبا  ومضيت بيومي وحينما عدت وارتطمت  دموعي بوسادة نومي،

ادركت مدى ضعفي وهشاشتي، أتذكر كيف إمتنعت عن الطعام لعدة ايام حدادا على شعوري، حاصرني العناد وخضت حربا عاونني كبريائي فيها ضد حزني،

لا اذكر بالضبط تفاصيل الحدث لربما الكثير من الفراغ، التفكير، القلق، كان لي أمل بان اتشافى فتعود ذراعي، مضى على ذلك الوقت الكثير وبت فقيدا لذراعي حتى تعايشت و ابتلعت فكرة الرحيل.

اليوم، آيار افتتح نفسه بفاجعة، افقت على كابوس مقيت انتهك راحة نومي، هلعت جالسا اراقب هدوء المكان حولي، أثناء نومي بدى الامر واقعيا حتى افقت وادركت حقيقة انه كان مجرد حلم!، لسبب ما استمر شعور جرس الإنذار بداخلي أثناء عودتي للنوم.

حينما مضى اليوم وأثناء محاولتي لعيش ما تبقى منه قبل ان ينتهي، وصلتني رسالة شلت احرفي وأطراف جسدي

يقول صاحبها فيها : ان العيش بات لا يطاق تحت اسقف الادعاءات، وان الحقيقة يجب ان لا تداس وتدفن، حقيقة ان لكل شيء نهاية كما له بداية، انا اسف ياصديق ولكننا نغالط مشاعرنا دوما ونهرب من شناعة افعالنا وبشرية مشاعرنا و انحطاط افكارنا، آسف لأننا غير مناسبين، فكرت بهذا كثيرا حتى بت لا أطيق فيه نفسي أنا الذي قلت لك يوما هات يدك فالقادم أجمل، مضيت الآن دونك فأرجو ان تمضي دون إنتكاسة وسلام على روحك يوم التقينا.

لم أبكي، ولست هنا لا تسخط أو أنوح.... أنا بخير! .

'وكنايه عن الاصدقاء قلنا أنهم اذرعنا اليمنى و تشبيها للأحباء كتبنا انهم أرواحنا، فقدناهم كنا او مازلنا، فنقشهم في الذاكرة واللسان سيلازمنا'.

|جُونْ وانْتسُون|

أفْضلِيات أنْ تَكونَ زَهرَة حَائِط || مُذكَراتْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن