كــتـابــاتي من قلبي

ch:29(ربُّ ضارة نافعة)

قصة حقيقية  100℅ و مؤثرة جداً...

( أنا عبد الرحمن :
سأحكي لكم اليوم قصتي مع سارة زوجتي و مهجة قلبي...
منذ سنوات ...
كنت شاب في مقتبل العمر تخرجت و كونتُ نفسيى قررتُ الإستقرار..
فقلت لأمي أن تبحث لي عن فتاة صالحة لتكون زوجتي و أم أولاد...
مرت أيام، و بالفعل إختارت لي أمي فتاة رائعة جميلة و خلوقة و من عائلة طيبة ..
تمت الخطوبة ..
و تعرفنا أنا و سارة و أحببنا بعضنا البعض، و تعاهدنا أن نبقى معاً و ألاّ يفرقنا شيء...

تزوجنا و كنا أسعد اثنين ..
و بعد ثمانية أشهر من العسل كانت أيامنا كلّها سعادةً و هناء...
كان عليّ أن ذهب إلى خارج المدينة، ودعت سارة و كأنني خائف من شيء ما، و كأن شيئا سيحدث، ربما لأنني سأغيب بعيداً عنها! لا أعرف...

و بالفعل...

حصل معي حادث سير و كنت متضرراً كثيراً و حالتي حرجة جداً..

جاءوا أهلي مع سارة و أهلها و انتظروا الطبيب أن يخرج بفارغ الصبر...
فكان الجو يسوده التوتر و الخوف و الهلع..
خرج الطبيب أخيراً و قال لهم: أني نجوت بأعجوبة و سأبقى في العناية تحت الملاحظة لأن الخطر لم يزل بعد...

و قد حدث الأسوأ ...

دخلتُ في غيبوبة و بقيت بها ثلاثة سنين!
نعم ثلاث سنين كاملة و سارة معي في غرفتي لم تتركني و لا لحظة و كانت تدعوا لي و كانت حزينتاً لأجلي جداً ..
إلى أن جاء يوم و قال لها أبي و والدها أنها ليست عليها إنتظاري و أنني قد أستمر في الغيبوبة أكثر من هذا بكثير و أن حالتي لم تتحسن بعد فأخبراها أنها لاتزال صغيرة و يجب عليها أن تتطلق مني لكي ترى حالها و حياتها..

و لكنها!..
رفضت..
فهي كانت تحبني كثيراً و صبرت و تحملت كلّ شيء من سهر و تعب و قلة أكل و قلة نوم ...
إلى أن أجبراها والدينا على الطلاق..

و بالفعل تمّ الطلاق في المحكمة ...
و بعدها!...
إختفت...

و لم يعد أحد من أفراد عائلتي يعرف أخبارها، و استمرت غيبوبتي إلى سنتين بعد الطلاق...
و عندما استيقظتُ أخيراً من سباتي العميق!...
كانت لدي مشاكل بالذاكرة، و بعدها بشهر تقريباً بدأت الذاكرة تعود إلي و حالي أصبح أفضل...

سألت عن سارة: أين هي؟
لما لم تأتي إلي حتى الآن؟
هل هي بخير؟
هل حدث معها شيء؟

فوجدت الصمت من عائلتي و هذا ما زادني خوفاً و قلقاً عليها، و لكن أخبرني والدي بالذي حدث ...
و حزنت كثيراً فأقسم أنني أحببتها من كل أعماقي قلبي و لكن ربما كان معهم حق، فإلى متى كانت ستنتظرني و أنا حالتي لم تكن معروفة؟؟
بقيت شهرين في مستشفى تأهيلي ثمّ بعد ذلك خرجت و بدأت بممراسة حياتي..
في يوم قالوا لي أهلي أنني يجب أن أتزوج مرة أخرى لأكوّن أسرتي و لكنني رفضتُ الزواج من غير سارة و هم لم يعارضوا و طلبتُ من أبي أن نذهب لبيتها و نرى إذا كانت لم تتزوج لأرجعها على ذمّتي...

و بالفعل..

ذهبنا و استقبلنا ولدها و استحمد لي على سلامتي و أخبره أبي عن سبب مجيئنا و أنني أريد سارة زوجتاً لي إذا كانت لم تتزوج بعد...

فقال: أعتذر لك بنيّ عبد الرحمن، و لكن الأمور ليست كما تريد فسارة تزوجت بالفعل و لديها بنت و ولد الآن..

فحزنت كثيراً و شعرت بالقهر و حاولت كتمان ألمي و حزني قد المستطاع..

فقال أبي: كلّ شيء قسمة و نصيب من عند الله هيا بني فلنذهب .

فقال والد سارة: و لكنّ زوجها توفي يا عبد الرحمن و هي أرملة الآن بطفلان، فهل تقبلها زوجة لك مع طفليها؟..

سعدتُ كثيراً حنى أن وجهي أضاء نوراً من الفرح و قلت: بالطبع أريدها و لن أقبل بغيرها و أطفالها هم أطفالي و سأكسب فيهم أجر كفل اليتيم..

و تزوجنا أنا و سارة مرة أخرى و عادت السعادة لبيتنا و أطفالها كانوا أطفالي و لله الحمد لم أقصر معهم بشيء ...

مرّ حوالي عامٌ و نصف على زواجنا و سارة لم تحمل بعد ..
فقررت أن أذهب للطبيب للفحص، و الصدمة أن الطبيب أخبرني أنني عقيم و لا أنجب الأطفال..

هنا تذكرت...
(و رُـبَّـما ضارة نافعة)

فسبحان الله كيف قدّر ..
جعلني أدخل في غيبوبة و تتطلق سارة مني، و تتزوج بغيري لتنجب أجمل طفلين، و يتوفى زوجها، و استيقظ أنا من سباتي، و أتزوجها  لأكتشف أنني عقيم، فأكون أكثر حناناً و حباً لطفلينا..

هنا أثبت قوله صلّى الله عليه و سلم أو بمعنى حديثه عليه أفضل الصلاة و السلام:إن كل ما أصيب به ابن أدم هو خير ، إذا أعطاه الله خيراً! شكر و حمد فهو خير، و إذا ابتلاه الله بشر! صبر و احتسب و كان أيضاً خير.

أي أن الإنسان لا يجب له أن يجزع من حكم الله فقد يكون أخذ الله منگ شيئاً جميلاً ليعطيك  الأجمل ...
و قد يبتليك الله بمرض ليرى مدى صبرك و يجازيك أيضاً خيراً.
و قد يبتليك الله لتفيق من غيبوبتك و تتذكر أنك غارق في المعاصي و أنه قد حان وقت توبتك...

فكن حامداً شاكراً لله صبراً محتسب...

أعزائي هذه كانت أجمل قصة حقيقية كتبتها أعتذر لأني نشرت القصة دون استئذان..
و لكنّي لم أعرف كيف يمكن الوصول لكما...
فقصتكما أبهرتني منذ أن سمعتها و أقسم أنني بكيت في أجزاء منها فحنزتُ مع حزنكما و سعدت لسعادتكما...
و أدعوا لكما حقاً من كلّ قلبي ...

أن تكونا سعيدين في حياتكما و ييسرها الله لكما..❤❤