فتح صفراويتيه تدريجيا ليبتسم بخفة ثم احتضن عنقها بأحدى يديه ليضعها مستندة على الجدار الذي ورائها مردفا بصوته
المرعب الذي تخلل مسامعها " سأحرقك حية ، ومن ثم اقتل نفسي " نظرت اليه بخوف لأول مرة ، غرقت بعينيه المدميتين بسبب احمرارها المفاجئ على سؤالها الغريب ،
ثم عضت شفتيها بمهل لتلتقط وعاء التوت مرة اخرى تعاود الآكل بشهية اكبر ،
رفع خصلاتها السوداء عن وجنتيها لتتناول براحة بينما افلت عنقها من يده ليتلاشى غضبه شيئا
فشيئا الى ان اختفى بين طيات احساسه بالفرح كونها بجانبه الآن ،ولكن عقله ازدحم بأفكار غير معقولة ، ياترى ما
الذي ترمي اليه بسؤالها هذا ؟ بدأت افكاره تنسج ارتيابها وتحريها الى ان اوقفها بتجاهلليتناول ملعقة من على احدى ادراج الطاولة ويشارك زوجته وجبتها الظريفة ،
ابعدت الوعاء رافضة اعطاءه ما يحتويه ليقطب حاجبيه ويرمقها بنظرات استفهام ،
اردف بغضب مصطنع " ما الذي يحدث لك ؟ هل انت جادة ؟ " اجابته وهي تبعد عينيها
عنه بنبرة انانية " انها لي ، اذهب لتأكل شيئا اخر "قهقه بسخرية ليردف بعدها بنبرة منزعجة " لما لا اقتلع لسانك واقوم بشويه ؟ ما رأيك ؟ طازج ولذيذ "
جاكس بعفوية " لن تسطيع سماع صوتي بعد ذلك " اطلقت كلماتها لتشعره بالحزن المرير ،
هل سيأتي ذلك اليوم الذي يختفي فيه صوتها عن مسامعه ؟ لا يود حتى التفكير بتلك الدقائق ،
اما هي فعاودت تفعيل احاسيسها الملعونة وافكار ذهنها المتضاربة لتردف قاطعة الهدوء الذي حل بينهما بنبرتها الخالية من الحياة
" هل ستبكي بعد موتي ؟، وهل تستطيع التعايش بعد رحيلي ؟" لم تلقى ردا سوى كلمة صارمة خرجت
من ثغره العبوس " اصمتي "لم تستجب لكلامه بل اعادت صياغة جملتها بطريقة مؤلمة اكثر مردفه " اجبني ، كيف
ستدفنني واين ستضع قبري ؟ هل ستلمس امرأة غيري ؟ هل ستسمح لها بأخذ مكا.."صرخة خرجت من فمه وكأن
قلبه من صرح بها مردفا بنبرته التي اسكتتها " اخرسي " ، انقلبت ملامحها من الجمود الى الجفول لتنزلبسرعة تحاول اخفاء البحر الذي اغرق عسليتيها تاركة اياه يحوم على طول رواق المطبخ بفكر مسموم ،
تساؤلات عدة متجمعة داخل
رأسه الذي حمل جبالا من الافكار اليائسة والغاضبة ، بقي يتمشى لمدة الى ان ترك كل شيء ليذهب خلفها ،
أنت تقرأ
Masters war
Misteri / Thrillerالكره ، الحقد ، لذة الشعور بالانتقام في محطة من محطات الحياة ، هو جزء من الراحة ، لكنه جزء غير مكتمل بسبب ما يشعره القلب .