انه انا

95 11 11
                                    

..................... #تلاحم_الأرواح_
                      (قصة قصيرة)
المُقدِمة

أول خطوة نحو  النجاح في حياة الانسان....

هي عدم الاستمرار بالنظر إلى الوراء دون جدوى

يقول:
كُنتُ جالساََ على ذَلكَ السرير في غرفة المشفى في ليالي الشتاء الباردة، وتِلْكَ النسمات العذبِة سمعت صوت قطرات المطر وهي تتساقط على شبابيك غرفتي ساعدت نفسي لكي أنهض وأُشاهد المطر، رائحة التراب الممزوجة بعطرهُ، صوت الأشجار وهي تتحرك كان الظلام حالكآ تِلْكَ الليلة كُنتُ مضطربآ حزينآ  تحت المطر لا أشعر بِشيء سوى الاختناق،
بداخلي أيضًا كانَ مُلَبَّدٌ بالغُيُوم سماء روحي كنت تستعد لتُمطر وجعآ وألم مثلما يحدُث كُلَ يوم،
وأنا أقفُ تحت المطر مُغمضٌ عيناي أتمنى نهايتي
وفي لحظة هدوء وسَكِينة
أثار نتباهي وجود ذَلك العجوز جالسآ على الكُرسي المُقابل وسيجارة المشتعلة كادت تُحرق يده ولمْ يَنتبه
قلت له: يا عم أنتبه ستحترق لمْ يسمع كان شارد الذهن سارحاََ في خيال ذكرياتهِ
حتى أبعدت السيجارة بيدي عنهُ .
أحس بِوجودي حينَها
وَقال:ماذا تريد
أجبتهُ: كنت أقف هُناكَ وأنتبهتُ لك كادت تحترق أصابعك وانت لا تشعر،
قال: أذا شكرا لك بُني
ولكن لِمَّ خرجت في هذا الوقت الممطر
ولِمَّ تبدو حزينًا هكذا وكأنكَ شخصً فَقدْ كُل شيء
قلت: يا عم الحياة مضرة بالصحة، قاسية...
قال:بني لاعليك إن الله إختارك لانهُ يعلم مدي قوتك وصبرك بعد هذا البلاء و الحزن كله بعد كُلَّ هذا التحمل والصبر ،يوجد أجراََ عظيماََ،
أستمتع بِمَّ لديك مِن عمر في هذهِ الحياة، فَفيها ما يجعلك تفرح وتسعد، وفيها ما يجعلك ترقص وتضحك..
قلت يا عم تعبت مِن كُلِ شي همي ومرضي وجسدي وهذا اللعين الذي بداخلي تخلى عني، والان لا أستطيع المقاومة، لمْ تعُد لدي سوى كلماتي وأظنُها بدأت تتخلى عني أيضًا ..

هُنا عَمَّ الصمت المكان
ظَلَّ ينظُر ليّ بِغرابة
وَبعدها قال: لدي شعور غريب يدفعني لمعرفة

_مَنْ أنت ؟

= أنا مقدمة لروايه لم تكتمل، شارع لمدينة قد دُمرت بالكامل حتىَ أصبحت تحت الأرض،أُمنية لفتاة ماتت مُنذ زمن، صوت جميل لشخص أبكْم، منظر جميل أمام رجلآ أعْمى ، انا لاأحد

_إذن لِمَّ تَكتُب؟
= أكتُب
لأُزيل ألمآ قد أتخذَ قَلبي مسكنًا له
أكتُب
لأُزيحَ حُزنًا قد أتخذ ثنايا صدري رفيقةً له
أكتُب
لأنتزع همًا قد أتخذت عقلي مقامًا له
أكتُب
لأرجاع طفلًا كان بداخلي يوما وقد رحل
أكتُب
لأخرج حسرة قد أتخذت رئتايَ منزلًا له
أكتُب
لأخلق العالم الذي تمنيت ان اعيش بهِ
أكتُب
لأجل دفن تلك الصرخات المُفزعه بين السطور
أكتُب
على أمل أن أجدُني يومآ

_وَالآن بِمَّ تشعُر بعد كتابة كُلَّ تِلْكَ الكلمات؟
=أشعُر!!
لمْ أعُد أشعُر بشيء مُطلقًا لا أعلم أين سينتهي بيّ المطاف معَ كُلَّ هذهِ التناقُضات التي بِداخلي
لستُ حزين ولاسعيد أصبحتُ لا أشعُر بِشيء ابدآ
بدأتُ أنسى كوني على قيد الحياة
أنا الآن لا أفعلُ شيءً سوى التنفُس فقطّ
وَأتمنى ان أفقدُ هذا الشيء أيضًا
أصعب موت هو الموت على قيد الحياة كأن تَتنفس وأنت بداخلُكَ أحساس بأنك داخل قبرك منذ الأزَلِ
‏لدي أحساسٌ عميق بأنّني سأستلم قريباً ولن
أتمكن من إكمال هذه القصة ..

-أيُّ قصة
=قصتي معَ الحياة كانت دائما تستمع بِهزيمتي الكون بأكملهِ ضدي وكأنّني قد تسببتُ بِجُرحٍ  مُرعب أو وجع للطبيعة؟

_وَالآن ماذا تُريد بالضبط؟

=أُريد أنَّ أتخلص مِني بأيِّ ثمنٌ كانّ
فأنَا مُذ أن عَرفتني وَأنا أشعر بأنَ هُنالكَ فجوة كبيرة تفصل بيني وَبيني
أمضيت حياتي أبحثُ عَن ذَلك الأنَا الّذي يسكنني لكي أتخلص منه ولمْ أجد سوى المتاهات ما أصعب شعور أن يتمنى المرء فَقدْ نفسه او بالمعنى الأدق فَقدْ تِلْكَ البقايا المُتطايرة منهُ لتهدأ العاصفة بأيِّ طريقة كأن أمضي إلى فراشي فَيبتَلُعني ظلامٌ اليل دُونَ أيَّ أثر.

إبتسم بوجهي وقال:
كُلَّ هذا سينتهي قريبًا أغمض عينيك الأن تأمل كُلَّ شيء مِن حولك شاهد لطف الله شاهد جمال الطبيعة وحلاوة الدنيا أنظُر لهذهِ القطرات كيف تتساقط لِتُغسل الشوارع والأرصفة والأزهار وحتى تِلْكَ الهموم التي باتت رائحتُها كريهة..
أغمضت عيناي كما أراد
وحينما أبصرت لمْ أجده،
اختفى بلمحِ البصر؟
بحثتُ كثيراََ، ولمْ أجد أحد غيري ؟
بَقيتُ أُفكر كيف اختفى بهذهِ السرعة وهو رجلٌ عجوز أُيعقل أنّني كُنت أحلُم؟
لكن أخيراََ فهمت..
لقد كان هذا العجوز أنا تِلْكَ روحي التائهة أظنُّ بأنَّ هذهِ المرة كانَ التيهُ مُرعباً لدرجة أنها عادت لتلقي بي مُجددًا !
أجل كانَ ذَلك المُتعب الّذي بِداخلي يُحدثُني كيلا أُهزم...

#خفافيش ::
صبحكم الله بالخير والعافيه
إذا تحبون انشر  بعد تفاعلو أصدقائي

تلاحم الأرواح والكلمات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن