وفى اليوم التالى حل بالطفل حادثة مؤلمة فقد انهار البيت عليهم وتوفت امه فى ذات اللحظة ،ولكن يشاء الله أن يخرج من تحت الأنقاض معافى ،فجلس يبكى فجاء الجيران يحاولون إخراج أمه من تحت الأنقاض فاخرجوها وما لبثوا ساعة إلا وقد غسلوها وقاموا بالصلاة عليها فى المسجد المجاور لهم وذهبوا لدفنها فى مقابر آل حاكم التى تبعد مسافة خمسة أميال من المسجد وعند انتهاء الصلاة عليها ،وكانت بعد صلاة العصر ذهبوا إلى المقابر ،وبعد انتهاء مراسم الدفن جلس الطفل يبكى عند قبر أمه ،لم يمر وقت طويل إلا وقد جاء ذاك الرجل الذي تركه أمس ؛ليشاركه أحزانه .
قال له انا لله وانا اليه راجعون البقاء لله وحده.
وجلسوا يقرأون سورة الفاتحة ،وياسين وما تيسر من القرآن الكريم.
فما مكث كثيراً حتى ذهبوا إلى الفندق الذى يقيم فيه الرجل .
سأل الرجل الطفل .
هل لك أقارب تقيم معهم؟
قال له لا ،فما كان لى سوى أبى وامى ،والآن قد رحلوا.
قال له الرجل: هل تمانع أن تعيش معى فى مصر ؟
قال: لا ،ولكن اصدقائى وجيرانى فأنا ما زلت صغيراً .
قال له نعم افهم عليك .
وفى اليوم التالى ذهب الرجل إلى جيران ذاك الطفل وتحدث إليهم بشأنه ،فاجمعوا أن يبقى الطفل فى القرية وقالوا له لن يذهب إلى اى مكان آخر .
قال لهم وهل ستقومون برعايته فكل فرد منكم مشغولاً بأعماله فذهبوا به إلي دار الأيتام ؛لينهوا هذا الحوار ،فعندما وصلوا وانهوا الاوراق المطلوبة ذهب الرجل لدار الأيتام وطلب منهم تبنى هذا الطفل .
فطلبوا منه بعض الاوراق الشخصية ،فاحضرها لهم ،وقالوا له نريد إملاء هذه البيانات فانهى جميع الإجراءات بعد عدة ايام ،واخذ الطفل معه إلى الفندق مرة أخرى،وقال له بضع أيام وسوف نذهب إلى مصر .
سأله الطفل حتى الآن لا اعرف اسمك.
قال له أتريد ان تعرف اسمى؟
قال: نعم اخبرنى.
قال له اسمى إياس بن يوسف.
قال له الطفل ما أجمل هذا الإسم.
قال له ومن أين انت عم إياس.
قال له قل لى إياس فقط .
قال له ساحكى لك ،ولكن يجب أن ننهى إجراءات السفر الآن .
قال له الطفل حسنٱ لا بئس.
قال اذهب إلى النوم الآن لكى نحجز تذاكر السفر غدا.
قال مبتسماً حسنا سأذهب ولكن عليك أن تخبرنى غداً.
قال حسنٱ ولكن اذهب إلى النوم الآن.
انتظروا القادم بإذن الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
