البارت 33

417 19 2
                                    

يجلسون اربعتهم حول طاولة وينفخون دخان السجائر من افواههم بشراهة وقذارة وعلى افواههم ترتسم ابتسامات خبيثة ماكرة.
علي بحماس:البضاعة شهر او اكثر من شهر وتوصل.
ريان بغضب:انا قلت لكم في الاول نتأكد اذا حماس...
قاطعة نصر بصراخ:بس حماس حماس حماس ما عاد معاكم غير حماس ايش دخلكم منها ما يكفي الذي فعلتوه بها؟ شركتها ودمرتوها وخليتو حماس مفلسه خطفتوها وعذبتوها عذاب جهنم الحمراء وخربتو بينها وبين زوجها وفوق هذا كله كنتو عاد تقتلوها لولا معمر شلها وحطها في الصندوق قدام بيت زوجها والاطباء هم الذي انقذوها.
ريان بغيظ:بس هي اكيد ناويه تنتقم مننا.
نصر ببرود:اي انتقام تتحاكى عليه؟ البنت فاقده الذاكره من وين عاد تتذكر ان احنا خطفناها.
علي باعتراض:بس...
قاطعة نصر بغضب وتحذير:اسمعو من بعد اليوم الذي عاده يفكر بموضوع حماس يخرج من خطتنا لأني مليت منكم احنا معانا عمليه كبيره بنكسب من وراها ملايين وانا ما اشتي اخسر الملايين لاجل حماس.
شتت معمر الذي يسمع الحوار نظره بينهم وجدهم صمتو بعد كلمات نصر وتحذيراته ولكنه علم بأن علي وريان لن يصمتا ابدا ًوبأنهم سيفعلون شيء.
.........................................*
في منزل لأول مرة نذهب إليه نزل من سيارته الفخمة الراقية ودلف الى المنزل بارهاق وتعب صرخ وسط الصالة منادياً بأسمها.
معاذ:فدوه يا فدوه انا جيت.
نزلت فدوة بخطوات سريعة من الدرج وهي تكاد ان تتعثر مع كل خطوة وترتسم الابتسامة على ثغرها بحب.
معاذ بضحك:دلاء دلاء لا تتكسري.
فدوة بحب:حيا بقلبي وروحي زوجي وكل شي في الدنيا.
معاذ بغمز:انا بهذا الدلع ما اقدر امسك نفسي.
فدوة بدلع:مش انت اللواء معاذ ايش الذي ما تقدر عليه؟ انت تقدر على كل حاجه.
معاذ بتحذير:كنت عاد اوريك شغلك بس امل جت.
انهى كلماته وهو ينظر نحو فتاة تنزل من الدرج وهي تمسك بطفل صغير بيدها.
ضحكت امل بصخب وغمزت:كملو بس يا عصافير الكناري كأني ما جيت.
فدوة بابتسامة:بطلي لغاجه سامر قلبي اكلتك امل.
هز سامر الطفل الصغير رأسه بالايجاب بينما امل زفرت بغيظ وهي تنظر له.
امل:تعالي شلي ولدك أدى لي الغاثي ما يرضى ياكل إلا بالغصب.
فدوة بامتنان:تسلمي يا اموشه.
امل بدراما:على الرحب والسعة خالتي العزيزة.
فدوة برجاء:زيدي كملي جميلك ورقديه.
امل بابتسامة:عيوني ارقد احلى سامر في الكون.
التفتت امل لتذهب ولكنها عادت وهي تبتسم بمشاكسة وتغمز.
امل:قد بين اقول ليش انا ارقد سامر!! وهو قد به ريحة رومنسيه عبأت البيت.
معاذ يدعي الغضب:يا بنت استحي على وجهك وانقلعي تيه كلام ما يناسبك انتي عاد عمرك ١٧ سنه ويطلع منك كل هذا؟!!.
امل بغيظ:رقدو ابنكم من نفسكم حق ما انت تعصب عليا.
فدوة بضحك:سيري رقديه يا امل قوى.
امل تدعي الحزن:طيب يا خالة لاجلك انتي مش لاجل ابي.
كادت ان تذهب ولكنها عادت وهي تغمز وتبتسم بمشاكسة مرة اخرى.
امل:اشتي تهيصي اليوم يا خاله وتفعلي كل ماهو محلل و....
ابتلعت باقي كلماتها وهي تهرب من معاذ الذي قلع حذائه ليرميها قهقه معاذ على طفولة ابنته.
فدوة بحب:الله يحفظها امل هذه فرحت البيت من غيرها بيتنا كله كآبه بس انا مستغربه منها ليش ما تقولي يمه وعادها تقولي خالتي.
معاذ ابتسم بتفهم:قبل ما يوقع مع امها الحادث وتموت كانت متعلقه بأمها قوي واعتقد انها ما تقبل تقول يمه لأحد غير امها.
فدوة بحب:اطلع غير ملابسك وانا اجهز العشاء.
ذهبت فدوة نحو المطبخ وابتسم معاذ وهو يصعد نحو غرفته ويتذكر ما حدث معه منذ سنوات ويقلقه كثيراً.
تذكير في الماضي::
قبل سنوات عدة منذ ما يقارب ستة اعوام كان معاذ لا يزآل ضابط ولم يترقى الى رتبة لواء في احدى الأيام عاد من مهمة شاقة نفذها بنجاح كان يقود سيارته بسرعة ليعود للمنزل من طريق صحراوي خالي من الناس وجد جثة مرمية على الطريق اوقف سيارته وهو ينزل.
معاذ باستغراب:يالله سترك ماهو هذا!!؟.
تردد لثواني ثم فتح الغطاء عن تلك الجثة وجدها امرأة ولكنها غارقة بدمائها حاول هزها ولكن لا جدوى رفعها من الارض وادخلها سيارته وقاد سيارته بسرعة فائقة وبين الفينة والاخرى يلتفت وينظر لها الى ان وصل الى المستشفى وادخلوها غرفة العمليات بحالة خطرة...
- بعد مرور ساعات -
شعر معاذ بأن تلك الساعات قرون وهو ينتظر خروج الطبيب من الغرفة لا يعلم ما هو هذا الشعور ولكنه شعر بأن هذه المرأة ترتبط به بطريقة او بأخرى خرج الطبيب من غرفة العمليات بوجه مرهق ومتعب لا يخلو من الحزن.
معاذ بلهفه:ها قولي يا دكتور قدرت تنقذها.
الطبيب باستفسار:انت تقرب لها.
اخرج معاذ من سترتة العسكرية هويته على انه ضابط ونظر نحو الطبيب أي بمعنى اخبرني.
الطبيب باصرار:قولي اول انت تقرب لها.
معاذ بغضب:مالك انت بتعيد نفس السؤال قولي مالها هي بخير.
الطبيب بحزن:المريضه تعرضت لضرب مبرح أدى الى كسر ذراعها ورضوض خطيرة في رجلها وحدث شرخ في الجمجمه وهذا له اعراض كثيره غير انه سبب لها نزيف في الدماغ و.
صمت الطبيب وهو ينظر نحو معاذ بخوف فنظر له معاذ بهدوء.
معاذ بحث:كمل؟.
الطبيب بأسى:وهي تعرضت لعملية اغتصاب وسبب لها كسر في الحوض ومع الأسف حالة المريضه في خطر واحتمال كانت تموت بس بقدرة إلهيه قدرنا ننقذها ولله الحمد وان شاء الله تقوم من المخدر بعد يومين.
معاذ بحزن:كيف وقع معاها كل هذا بين احس البنت عادها صغيره.
الطبيب بخوف:انا حاكيتك لانك ضابط وانت لازم تحاكي اهلها.
هز معاذ رأسه بهدوء وذهب الى منزله ولكنه لم يستطيع النوم او حتى الهدوء بسبب هذه الحادثه البشعة الى ان أتى الصباح وذهب الى المستشفى دخل الى مكتب الطبيب الذي استدعاه.
الطبيب بابتسامة:حضرة الضابط معي لك خبر حالي لقينا شريحة تلفون في ملابسها الذي كانت لابستها.
معاذ بتعجب:شريحة تلفون!!.
اخذ معاذ تلك الشريحة وذهب الى مكتبه في قسم الشرطة وبدأ عمليات البحث على هوية هذه المرأة بمساعدة شريحة الهاتف المحمول....، وبعد مرور شهر بأكمله دخل معاذ الى المستشفى وهو يركض بسرعة وجد الطبيب يقف امام الغرفة ولم يسمح له بالدخول عند المرأة واخذه الى مكتبه.
معاذ بخوف:خلاني ادخل.
الطبيب بعقلانية:اهدأ يا معاذ البنت عادها اليوم فاقت من غيبوبه مدتها شهر كامل وحين قامت اكتشفنا انها فاقده الذاكره.
عودة الى الواقع ^•°
فاق من شروده على صوت زوجته الهاتف بأسمه نظر نحوها بابتسامة.
معاذ:كنتي تحاكيني.
فدوة بعبوس:مالك يا معاذ بين اتحاكى معك وانت ما ترد.
معاذ مطمئناً:ولا شي يا قلبي هيا ننزل نتعشى.
فدوة بابتسامة:هيا حبيبي.
نزلا الى الاسفل وجدو امل في غرفة الاكل وتجلس على الكرسي امام طاولة الاكل والهاتف في يدها جلس معاذ على الكرسي وهو يضحك ويغمز.
معاذ:اموشه ايش معك في التلفون ومالك انتي واياه تيه الفتره.
امل بابتسامة وحماس:انا تعرفت على بنت في اول يوم دراسه وتصاحبنا قوي الحمدلله لقيت الشخص المناسب الذي عاد ادخله حياتي.
معاذ بحب:وانتي ليش متحمسه لها يا بابا.
امل بابتسامة:لان هذه اول مره تكون لي صاحبه تحبني من غير مصلحه او استغلال.
معاذ بحيرة:ما فهمت!؟.
امل بضجر:يعني هذه اول صديقه في حياتي وانا اول صديقه في حياتها.
معاذ بضحك:تمام يا ام المشاعر الجياشه قولي لي ايش اسم البنت.
امل بسعادة عارمة:رحاب.
معاذ بضحك:مش قصدي اسمها هي قصدي بنت من؟ من عائلة من.
امل بنعاس:رحاب خالد سلطان..، تصبحو على خير عاد اسير ارقد.
شعر معاذ بأن سطل ماء بارد وقع على رأسه بينما امل صعدت غرفتها بهدوء.
معاذ في قرة نفسه:لا مش وقت الحقيقه تكتشف ذاحينه مش هو الوقت الصح استغفر الله العظيم اللهم لا اعتراض على مشيئتك بس كيف افعلها امنعها منها او اخليها تكمل معاها ما عاد اقدر امنعها امل كانت فارحه بها قوي كيف افعل بنفسي ياربي ساعدني.
فدوة بصراخ:معاذ.
معاذ بضياع:هاه ايش.
فدوة بغيظ:معاذ انت هذي اليومين مش عاجبني وضعك! طول الوقت سرحان وتفكر مالك يا رجال صلى على النبي واذكر الله.
معاذ بهدوء:لا اله الله، عليه افضل الصلاة والسلام.. خلينا نكمل لاجل اطلع افتهن شويه بعد شغل اليوم.
فدوة بتفهم:براحتك يا قلبي بس انا متأكده انك عاد تجي وتحاكاني بالشي الذي مضايقك وانا عاد اجلس منتظره لهذا اليوم.
معاذ بحب حقيقي:ما انحرم منك يا قلبي وما انحرم من صوتك.
فدوة بحب:ولا انحرم منك يا عمري.
__تعريف الشخصيات__
معاذ*يمتلك عينان بلون العسل الصافي واسعة الى حد ما شعر بني بشرة برونزية وجسم رياضي وقامة طويلة يمتلك من العمر ٤٨ سنه.
شخصيته هادئ وراقي رسمي ومخلص لعملة يحب زوجته فدوة كثيراً بل انه يعشقها كان متزوج من قبلها بواحده تدعى ﴿نسمه﴾ ولكنها توفت بحادث وكان عمر ابنته في وقتها ١٠ اعوام وهو يحب ابنته امل حباً جما.*
فدوة*عينان سوداء برموش كثيفة وبشرة ذات لون متوسط وشعر بني يتعدى اردافها بقامة طويلة وجسم ممشوق ابدع الخالق في صنعة تمتلك من العمر ٤٥ سنه.
شخصيتها عقلانية وعفوية رغم كبر سنها تعشق زوجها معاذ بجنون وكذلك تحب امل كأنها ابنتها تزوجت معاذ وانجبت منه سامر الذي يبلغ من العمر اربعة اعوام.*
امل*عينان بلون العسل واسعة برموش كثيفة وشعر بني فاتح يصل الى اخر ظهرها بشرة بيضاء وقامة طويلة وجسم رشيق ولكن ببنية قويه تمتلك من العمر ١٧ عاماً.
شخصيتها هادئة ولا تتدخل بأحد وهذا ما يجعلها لا تختلط ولا تصادق احد عفوية في المنزل وهي من تضيف المرح والضحك له تحب وتحترم زوجت والدها فدوة وتعتبرها اخت لها وكذلك تحب شقيقها الاصغر سامر.*
__انتهى؟! اعتقد مليتو من كثر الشخصيات__
...........................................*
في منزل والد اكرم يجلسن الفتيات في الصالة ويقمن ببعض الأعمال من اجل حفل الزفاف الذي اصبح قريب للغاية وبينما هن يجهزن دعوات الزفاف.
رحاب بحماس:اسمعين انا عاد اعزم صاحبتي للعرس.
سارة بعدم تصديق:تيه رحاب إلا بيتخايل لي!!؟.
رحاب بمشاكسة:قفلي فمك يا قرده لا تدخل ذبابه.
ضحكت حنين بصخب:تم قصف الجبهه بنجاح.
سارة بعبوس:اقلبي وجهك يا رحاب الكلبه.
رحاب تدعي الغضب:ايش هذه الالفاظ البيئه يا ساره امي من متى عودتنا على هذه الألفاظ؟!.
سارة بصدمة:رحاب هذي انتي وإلا!!! لا لا لا انا مش مصدقه من وين جاء هذا الأدب اليوم فجأه؟!.
ضحكت رحاب بقوة:والله شكلك تحفه انا كنت بين امزح معك.
حنين بضحك:قمر اختي ساره وهي مصدومه.
رحاب بابتسامة:اسمعيني بين اتحاكى من صدق عاد اعزم صاحبتي لعرسك يا حنين.
حنين بحب:فوق العين والراس حيا بها بس قولي لي انتي من متى معك صحبات.
رحاب بابتسامة:الدنيا هذه تمشينا بمزاجها تلف بنا لوما تخلينا ندوخ في النهايه تطلع في حياتنا اشخاص كنا نتمناهم من زمان اشخاص فعلاً يستحقو انهم يدخلو حياتنا ونخليهم موجودين معانا باقي العمر.
صفرت سارة ووقفت وهي تصفق:كبرتي يا رحوبه وقد بتعرفي تتحاكي وتقولي عبر ايتها الفتاة الحكيمه.
رحاب بعبوس:قد كنتي بتتحاكي سابر ليش قلبتيها فصحى في الاخير.
حنين بابتسامة:من هذه البنت الذي تعرفتي عليها؟!.
رحاب بهدوء:تعرفت عليها في اول يوم دراسي هي عاد تجي وانتي بتتعرفي عليها.
حنين بضحك:نبسر اختي المغروره حين تنازلت لاجل تصاحب من صاحبت.
رحاب بوعي:انا مش مغروره انا بس اختار الاشخاص الذي احاكيهم واتنقاهم بحذر وانا ما تنازلت لاحد هذه مشيئت الله لو كان مكتوب نلتقي من بدري كنا التقينا بس مكتوب لنا نلتقي في هذا الوقت والصديق الصدوق ما احد يلقاه إلا مره واحده ما غيرها اذا قدر يحافظ عليه نعم الصديق الصالح واذا ما قدر يحافظ عليه ما عاد بيلقى مثله مره ثانيه.
حنين بابتسامة:كلامك صحيح.
...........................................*
بعد مرور شهر....
سارت احداثه على هذا النحو:
٭وليد:لم يخرج فكرة ان حماس ليست فاقده الذاكره من عقله ودائما ًيحاول بشتى الطرق اثبات توقعاته وتصحيحها ولكنه يجد نفس النتيجة وهي فشله ولا يجد من حماس سوى البرود، استغرب برودها في بادىء الأمر ثم قرر التعامل معها بنفس اسلوبها.

سجانتي(رواية يمنية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن