٧

196 4 0
                                    

جالس على مقعده بترقب وفضول لما ستقوله الفتنه أمامه، فهو موقن أنها ستفجر قنبله، وليست أي قنبله

أما هي فأغمضت عيناها بتوتر، فما ستقوله ليس بالكلام البسيط بل هو صدمه، صدمه بكل المقاييس

ندي تغمض عيناها وتزفر بتوتر لتفتحها وتنظر نحوه بترقب لما ستقوله:
حسناً، حبيبي الخفي والذي أعاني طوال حياتي بسببه هو، هو سليم راجح رجل الأعمال المشهور وصاحب شركات الرزان للصلب

هاني بأعين متسعه وصدمه:
ماذا !!!! أتعنين سلیم !!!! سليم نفسه زوج رزان سويدان !!!!! ها !!!!

ندي تومأ بهدوء:
نعم، هو نفسه

يصمت هاني للحظات وقد شرد فكره بعيداً وبحاجبين معقودين بينما صمتت ندي وتندمت أنها أفشت سرها من ما تلقته من صدمه طبيبها النفسي

هاني يقطع الصمت بهدوء:
كيف بدأت علاقتكم

تنظر له ندي وتبتلع ببطئ:
بدأت في الجامعه، كنا نحب بعضنا البعض والجميع من أصدقائنا كانوا على علم بحبنا الذي لم نحاول إخفاءه عن أحد، كان حب نقي خال من أي تجاوزات فقط تبادل مشاعر محبه، تخرجنا وتعاهدنا أن نعمل ونساعد بعضنا البعض حتي نجهز عش الزوجيه ثم نتزوج، أنا عملت متدربه في مجله فنيه غير مشهوره بينما هو عمل محاسباً بأحد الشركات، كانت الشرکه التي عمل بها تقيم كل سنه حفل سنوي للأحتفال بعيد الشرکه، كان أول حفل يحضره وأخذني معه، هناك كان يوجد الكثير والكثير من رجال الأعمال ذوي السيط والشهرة وكانت فرصتي وقتها لعمل مقال يفيد المجله التي أعمل بها وشرعت بألتقاط الصور هنا وهناك ولم ألاحظ تقرب سليم لها يومها حيث أستغل الفرصه ليتقرب منها، ومن هنا نشأت علاقه بينهما وتطورت حتي تزوجها وكل ذلك وأنا غافله حيث تم تعييني رسمياً بالمجلة وألتهيت بمتابعه نجاحي ولم أفق سوى على خبر زواجهم الذي تناقلته الصحف والمجلات ومنهم التي كنت أعمل بها

هاني بتعجب وهو يعتدل بجلسته:
لم يخبركي حتي !!!! يالحقارته، وماذا فعلتي بعدها

ندي بشرود وكأنها تتذکر:
تركته، لم أعاتبه أو أي شئ، فقط أبتعدت وكرست كل حياتي لعملي حتي صرت ذات شأن به، وبعد مرور ما يقارب العامين علي أختفاءه ظهر مجدداً أمامي، هه كان يرتدي بدله ذات مارکه مشهوره وحذاء يلمع من غلاءه وعطر فاحش، كانت حقاً تظهر عليه معالم الثراء، هه ذاك الفتي الذي كان لا يملك نقوداً ليشتري بدله ليرتديها حين تم قبوله للعمل كمحاسب وأنا أقرضته ثمنها، أتصدق ذلك، أصبح ممن يمتلكون الملايين

هاني بهدوء ونظره عميقه:
وبالطبع وبختيه وعاتبتيه علي ترككي وخيانه حبكم هكذا

ندي بسخريه:
بل أرتميت في أحضانه أتصدق هذا، کنت بلهاء ولا زلت، حين أتى وأخبرني أنه لا يزال يحبني وأنه فعل ذلك ليوفر لنا المال والحياه الكريمه سریعاً صدقته، وأخبرني أنه لا يستطيع أن يتزوجني كي لا تعلم زوجته وأنا وافقت لمجرد كوني أحبه، أشتري لنا شقه بحي راقي وكتبها بأسمي كي لا تدور حوله الشبهات وتكتشف زوجته ولم أعلم أنها كانت ثمن لجسدي، بعت له جسدي مقابل شقه فاخره، تحولت علاقتنا لعلاقه جسديه لا شئ فيها سوي الجنس، ضحك علي بكلماته المعسوله التي يتقنها، هذا أمر مؤقت وسأتزوجكي قريباً فقط ءأمن نفسي وأحصل علي ثروه جيده من وراء زواجي ثم نتزوج وهكذا كثير من هذا الكلام، وأنا البلهاء التي صدقته، وتحولت علاقتنا من حب ومشاعر ساميه بريئه ونبيله إلى جنس وعلاقه جسديه بحته أساسها الفراش وفقط، حتي لم نعد نتبادل كلمات الغزل كما أعتدنا، فقط يمارس معي ويرحل بحجه زوجته

هاني يتنفس بعمق:
ومن هؤلاء الذين أمروه بترككي، زوجته وأهلها

ندي تبتسم بجانبيه:
بل اللورد، ظافر بيك اللورد

يرفع هاني حاجبه بتعجب لتومأ له بالموافقه، فنعم هناك في هذا المجال رجل واحد يتحكم بهم، اللورد

------------

وقف أمام باب الغرفه مبتسماً بخبث ليضع يده على المقبض ليفتحه ببطئ ويقف ناظراً للتي تجلس أمامه علي الفراش بأعين متسعه مصدومه، نظراته لم تكن عاديه، كانت نظرات صقر مترقب، أسد مستعد للهجوم، وهي الغزال الضعيف الذي لا حول له ولا قوه

تحرك للداخل ببطء وأغلق الباب خلفه بالمفتاح لتقف هي سريعاً فزعه وأنفاسها مرتفعه ومسموعه ودقات قلبها تكاد تخترق أذنها من شدتها

نادين بفزع وهي تبحث بعينيها عن مخرج:
م ما الذي تفعله م ماذا ماذا تريد

ظافر يلتفت عليها مبتسماً بجانبيه:
أخلق بعض الخصوصيه

نادین تبتلع بخوف:
وووو ولما الخصوصيه ما الذي بيننا يحتاج لخصوصيه، أنا زوجة أخيك بحق يسوع

ظافر يزفر بسخريه ويقترب نحوها ببطئ لتسرع هي راكضه بعيد عنه ليلحقها سريعاً ويحملها من خصرها ويلقي بها على الفراش بعنف وسط صراخها

ظافر وهو ينزع سترته:
أصرخي، أريدكي أن تمزقي أحبال صوتكي من شده صراخكي، فالصراخ يثيرني، وبشده

وهنا، في هذه اللحظه، وهذا المكان، وضحت مقوله الغلبه للقوه وأن كانت على ضلال، السلطه تغلب والضعيف ليس له مكان في عالم الكبار، مجرد أداه، وسیله يحققون بها رغباتهم ولن يجدوا من يقف لهم، من يستطيع أن يقف بوجه وحش تسيره غريزته، غريزته وفقط

----------

جالس خلف مكتبه بشرود يفكر فيما سمعه اليوم، منذ أن خرجت وهو شارد الذهن، لا يعلم ماذا يفعل، أیساعدها كونها مريضته ام يفشي سرها كونه يخص قریب له ام يتركها تماماً ام يتبع قلبه وغريزته ويستمر معها في طريق سيجعله يخسر الكثير، الكثير جداً

أفاق علي رنين هاتفه لينظر علي شاشته ويجد مکتوب "أختي العزيزة" ليفتح المكالمه ويضع الهاتف علي أذنه بملل

هاني بملل وهو يزفر:
مرحباً رزان ما الأمر

**********

قطرات النديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن