الفصل الاول
فى باديه من العصور المجهولة من الازمان التى تعيش بظل المهاجرين
دون ان ينكشففوا على العالم الا من خلال الرحاله
منهم و الهارب عليهم او الضال لطريقه، تكونوا جميعا بمختلف اتجاهاتهم للمكوث فى تلك البادية ، شتاءها حافل بالمطر
وربيعها دافئ وصيفها مورد بالشجر وخريفها
زاهى لا يختلف كثيرا عن جمال باقى الفصول، رغم ان سكانها لا يملكون للسفر
اى شى غير طريق واحد ياتى منه القادمون ويذهبوا منه
نظرا لاحاطهم بالجبال الشاهقه العاتيه من كل جوانب الوادى وتبقى الرقعة التى يعيشونها فى ذلك المنتصف ،
حيث ايضا لا يسود الا النظام والقوه فى شتى عائلات هذا الوادى ، وهو ما تتخذه الانسانيه حينما لا تكثر حولهم الاطماع الرنانة ،
تقارب الاهل بالنسب والتعامل التجارى اللا مادى فى شتى مجالتهم الزراعية ، لا سيما على الاشياء
المصنعه من بعضهم الذى يستخدموها بالتبادل ايضا هنالك من يصنع والاوانى
والبعض يصنع المفروشات والغطاء والبعض يصنع الملابس
والاحذيه، توافرات
احتياجتهم من التجاران العابران الذان يأتيان الوادى كما فى خصالهم من الترحال
والذهاب الى اماكن اخرى غريبه من العالمحيث يعلموهم كيفيه صناعه شى جديد وجلب الفؤؤوس والسكاكين وبعض مستلزمات الحديد التى يصعب عليهم صنعها،
فى غالب معاملتهم التى تسودهم لا يعرفوا المال كماده شراء
او تجاره داخل الوادى فالكل يصنع ويزرع وينظم ويروى ويجهز ويحكى بما عليه ويسلم ما ينتجه او يحصده الى بيت الخير كما يطلقون عليه ليوزع شيخهم
والمسؤولون معه لحاجه من يريد دون ادنى تقصير او طمع او انانية ،
فى ليلهم مجلس لشيخهم الكبير الموقر بالحكمه ويطلق عليه الشيخ عمران
رجل يعمر الارض بعمر السبعين ويقال انه حفيد اول من هبط على الوادى
كان شامخا رغم شيخوخته تتجلى التقوى على وجهه
من لحاه البيضاء الطويله وشعره الابيض الكثيف
وعيناه الزرقاء الصافيه كالسماء وكان لا يزال يبدو
عليه القوه والكثير من الاساطير فى الهجره
التى كانت يتغنى بها اهل الوادى ويعظمونها بها ومن سر استيطانه لقلوبهم ، كان
اكبرهم واحكمهم واعقلهم وافرسهم واشجهعم واذكاهم واكرمهم واعلمهم ، يملك من الدنيا ابنته الجميله غفران
التى ما زالت دون زوج رفضا منها لترك ابيها دون ان يخدمه احد ويكن بجواره
ولا سيما على انها كانت تحب ما تتعلمه منه طوال
الوقت لذا رسخت حياتها على ان تبقى جوارهوايضا لم تجد ما تقبله يعوضها عقلانية عن ابيها الحكيم المسن
كانت كأبيها تحمل سماوية العين وسلاسل الذهب التى تُرى من خصلات شعرها الفاتن ووجه مستنير يغلب فى ليلاته القمر والنجوم
وحديثها الذى لا يخمد الا ان نفع وألمع وغزى وااشقق
الكثير من شباب الوادى تقدم للزواج منها ولكن رفضت هى وما كان لابيها شأن دون النصيحه
لذا قرر الجميع ان يبقى بعيدا عنها
نظرا ايضا انها تحمل مع ابيها ثقل الامر والرعايه
ومسؤليته على الذين امنوه كانت ثقيله لكنه كان محكما عليها بالعدل والتضييق على نفسهالجميع جنود ويجيدون استخدام العصى ويحترمون قوانينهم دون حتى اتفاق بلى كفاهم ارث العادات وسلاسه العيش فى نعيم اسلافهم ،
منازلهم كانت من الخشب القوى المنتزع من الاشجار الذى ينبت بمقربه الجبال وهى ايضا التى تحصنهم من انهيارات السيول
وقت المطر وتحميهم من انهيار الاحجار حتى وقت بزغ الرياح من فوق شهوق الجبالفى احدى صباحاتهم الرائعه النمطيه النظاميه حيث الاستيقاظ المبكر للجميع
وصوت الشيخ والاطفال وهو يرددون تعاليم الشيخ عمران فى فسحه الوادى الاخضر
وهم يلتفون حوله لا فرق بينهم الا بنباهتهم وتركيزهم الشديد لما يحفظوه من تعاليم
لا يختلط بينهم الفتيات الصغيره فهن مسؤليات ابنته غفران
التى تحرص على تعليمهن ومرافاقتهن فى امورهن
عدا ذلك لا يخرج من الوادى او يدخل الا تاجران كما ذكر يعرفون الشيخ عمران ويأتون حبا فيه
وايضا لعرض ما وصل اليه العالم الخارجى من انفتاح وتقدم وما حدث من انكسار وانتصار
كان هنالك تاجر يدعى زهران هو الاكثر حضورا من غيره
كان شديد الثراء وكثير الجند والصحبه
سياف وفارس كالشعجان المهاهرين فى استخدام الدهاء والمكر بالسيف والعقل
كان ياتى للوادى يمكث لثلاثه ايام رفقة الشيخ
ولا يرحل الا بعد ان يوزع هداياه عليه وعلى ابنته التى ما طالما كانت تنثر فى اهل الوادى مادية كانت او تعليميةزهران قصير القامه ولا يعتلى راسه اى شعر وعيناه تشبه الذئاب وتعابير وجهه جدية محاطه بالمكر والدهاء
كثيرا ما تسامر مع الشيخ عمران بشأن الزواج من ابنته
او اى من فتيات الوادى الجميلات حتى يستوطن فى ررحلته عندهم
لايام اطول من ايام الضيافه
ولكن رد الشيخ عمران عليه الدائم بالرفض وتبرير ذلك بتشبيهه بانه كالطير لا يبقى بمكان واحد
لطالما سعى للمكوث هنا وهناك
كان اهل الوادى يتمنون رفقته للذهاب الى العالم الاخر بعيدا
عن مكانهم ولكن الشيخ عمران كان دوما بالمرصاد
صار وقتا كبير لم يأت اليهم زهران وكان ذلك موطن قلق بالنسبه للشيخ عمران
حيث انه مصدر علم كبير للشيخ من يوم ان عرف الوادى ولم يهاجر الى رحلات للتعرف
على تلك الاشياء التى يجلبها ويعلمها لهم
لم يكن لهم اى سؤال او احد يعرف فمضى اعوام ولا اتيان لزهران مره اخرى
حتى سؤالهم عنه للتاجر الاخر الذى كان يرد دائما بانه لا يعرف شى عنهفى بدايه فصل الربيع حيث الازهار اللامعه فى وجدانهم تلتف حولهم كأنهم براعم فى الجنه
لا يثقل عليهم هم ولا فقر ولا يثقلهم خلاف وحتى خلافاتهم كانوا لهم مرجع فيها وهى الفطره
والانقياد تحت قواعدها
بوقت الشروق وهو موعد استيقاظهم هلت قافله من الركاب لا يبدوا عليها الا الثراء رؤوها من
بعيد تشبه قافله التاجر زهران الغائب منذ مده عنهم
انتظره الشيخ عمران وقلبه به من الفرحه والقلق ما يكفى لجعله يصمت منتظرا بدا اشراق
وجوه القادمين ومعه اكابر الوادى من عائلتها همس اليه كبير اكبر منزل فى الوادى
يدعى العم ياسين البالغ من العمر ستين عاما ووجهه يعتليه البسمه
همس متساءلا عن قله الجند فى قافله التاجر زهران وخشيته بأنه قد تعرض لحادث
خسر فيها عساكره المرافقين له
يالغ فى الصمت حتى وصلت وجوههم نظر المنتظرين وقد كشف عن زائر جديد.
أنت تقرأ
رامد
Aventuraكينونة المسميات فى حافظة مملوءه بالقصص والحكايات المدهشه التى تلونها العناوين المسماه بأسماء اوطانها ، وحين ينسج الخيال الى رماد ثم حبر ثم يلطخ الورق بزهوه ومره وانكساراته يبقى بلمعه فى مرور الاوقات العظيمه التى شهدها الخيال الباهت حيث ممارسته م...