_ 15 آيار_
إننا نغطي السحاب.
بالأحلام، بالحزن، بالخوف، بالسعادة، لطالما كانت مشاعرنا زنابق يافعة متجددة، و عقولنا حصائد لخزائن الماضي.
لطالما فكرت بأسباب الوجود الحقيقة لنا، قيل لي أنها مشاعر دينيه سامية وقلتُ لي مرات، أننا سنواصل البحث عن هويتنا مهما بدت لنا الأسباب واضحة و الادعاءات في كوننا هواه للاوجود مجرد إدعاءات كاذبة.
نحن البشر نحاول أن نعيش باثبات وجودنا، لم أصدق دوافعنا البائسة في قتل أنفسنا، مازلنا نخلق الدوافع من اللاشيء، مازلنا نماطل في الإعتراف بالحقيقة.
حقيقة اننا هواه للعيش، هواه للوجود!، تنافي جرائمنا بأنفسنا.
قمت بشطب أخر سطر مما كتبت، بعد التفكير لثانية، والثالثة اغلقت المذكرة مع تنهيدة عميقة، ذات يوم قمت بجرح معصمي، وقبل شهرين كنت قد اضربت عن طعامي، واليوم؟!
ها انا ذا امتنع عن البكاء، و اخبئ شعوري و أكابر أفكاري، إنها احد الجرائم، نعم جميعنا نناقض أنفسنا مع ادراكنا للحقيقة.
ميلين قالت ذات مرة بصوت جهوري على غير العادة ردا على آرثر حينما نفى حقيقة انه بكى ألما وقت سقوطه على معصمه
" انت جبان"
وقع كلماتها قد تردد بداخلي كل يوم وكل ليلة عدا ان رد آرثر عليها كان أقسى حينما قال
" نسير في السرب سويا فلا تراوغي"
لم يحدث شيء حينها غير ان ميلين قد حدقت بي مطولا لسبب اجهله ثم همست بحشرجة
" لكننا نحاول"
و قاطعها كيث كعادته حينما تنحدر الأمور لتصبح عميقة
" انا جائع" .اذكر ان عقلي وقتها قد فكر كثيرا برد كيث اكثر من حوار آرثر و ميلين، لم اكن جائعا لكن لربما حقيقة اننا هاربون تبدو واقعية أكثر مما اعتدت عليه من آرثر، أو لأكون اكثر صراحة، كنت هاربا من حقيقة شعوري بالشوق له..
من؟؟ " له؟" ها أنا ذا استخدم الضمائر بدلا عن إسمه، لكن
هذه المرة فقط، هذه المرة ساهرب مجدداً .أراهن اننا نهرب كل يوم أيها الصديق، من أنفسنا، من وقع كلمات اثقلتنا، من موقف تغلغل باعماقنا، قد نلتقي يوما ما بأحد الطرق مرة فاراك إلى ذلك الحين، كن بخير.
|جُونْ وانْتسُون|
أنت تقرأ
أفْضلِيات أنْ تَكونَ زَهرَة حَائِط || مُذكَراتْ
Romanceمذكرات : شريحة حياة ، لحظات تامليه، جنون القهوة ، مشاعر متضاربة، علاقات عاطفيه، اصدقاء وحفلات صاخبة. _ بوجهه نظر زهرة الحائط _ روائية