_12_

82 18 28
                                    


...

بعد مرور ساعة:

- جوري.. استمعي إلي جيدا. لقد حان موعد رحيلي. أمسكي هذه الرسالة و حافظي عليها. أرجو منك عدم قراءتها مهما حدث و مهما انتابك الفضول لمعرفة محتواها. أطلب منك اعطاءها لرائد بعد مرور سنة. آمل أن تكون هذه المدة كافية ليجمع حطامه قبل أن يتدمر مجددا. أحبك كثيرا.

عانقتها مودعة ثم اتجهت نحو الميناء لأجد سيف و غسان في انتظاري. تساءل سيف عن سبب رحيلي لكني امتنعت عن إجابته فتفهم موقفي.

لقد كان الرحيل خيارا ينقذ كلينا من هذه المحنة. شياطيني اقترحت الرحيل. ملائكتي رفضت. قلبي أيضا.. أما عن عقلي فقد قبل جد قبول.

تحققت رغبتي في إيجاد قاتل عائلتي أخيرا. كنت بجواره طوال الوقت و لم أعلم. تبادلت معه الضحكات و صار سببا لسعادتي بعد أن كان سببا لٱكتئابي.

تشابكت الأفكار في ذهني. ماذا سأفعل الآن؟ إلام سأستمر في الهروب من مخاوفي؟ ماذا عن رائد؟ لقد تركته وحيدا و هو لا يعلم بخبر رحيلي.

تناهى صوته إلى ذهني:
- نغم.. أنا لا أطيق البعد عنك.
ليردد صوت صادق داخلي:
- أحبك..

يقول أحد الشرطيين:
- لقد كان خطأ قائد الشاحنة.
يجيب باطني بغضب:
- فقط لو أجد هذا السائق لأنتقم منه.
يردد فتاي بصوته الضعيف الهادئ:
- أنا بحاجة إليك الآن أكثر من أي وقت مضى.

فتتلاحم النقاشات داخل أسوار عقلي لتصيبني بالأرق..

...

وصلنا إلى سويسرا بعد رحلة طويلة على متن الباخرة. نزلنا في الميناء عندما أسرعت فتاة عشرينية نحو سيف لتحتضنه. كانت طويلة ذات جسم رشيق ملابس أنيقة و شعر أسود قصير.

استدار سيف ليقول:
- نغم.. أقدم لك زوجتي ميرا. ميرا هذه نغم. صديقة مقربة لي.
ابتسمت ميرا بلطف لترحب بي ببشاشة. كانت طيبة للغاية كأخيها تماما.

﴿أسفك لن يغير شيئا﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن