...
__________
قبل ساعة:
أتناول مزيدا من الأدوية المهدئة و أحاول أن أنام مجددا. أعود إلى ذلك المنحدر في أحلامي.
صوت فرامل الشاحنة التي كنت أقودها.. ضجيج ارتطام السيارة بالسياج الحديدي.. تقف نسخة مني أسفل المنحدر تراقب السيارة الواقعة من الأعلى.. تحطم السيارة تلك النسخة. تتناثر الدماء بكل مكان بينما أنزل من شاحنتي لأشاهد ما يحدث.
أنظر جانبا بعيدا فأرى نغم تقف أعلى المنحدر تشاهد نسختي. تنظر إليها و قد غطتها الدماء دون أن تحرك ساكنا حتى لفظت آخر أنفاسها قبل أن تلتفت إلي. نظرت في عينيها فنظرت في خاصتاي بقوة نظرات لوم و كره. استدارت لتغادر ثم تختفي.
أفتح عيناي خائفا لأنهي ذلك الكابوس و أنظر إلى سقف غرفتي بأنفاس متسارعة. تتثاقل جفوني من جديد بتأثير الأدوية.
أعود لشاحنتي لأجد نغم تجلس بالمقعد بجانبي. أتلقى طعنة مفاجئة من الفراغ تشق بطني. أحاول أن أستغيث بها. تفتح باب الشاحنة لتنزل و هي تنظر إلى دمائي السائلة دون اكتراث. أصرخ إليها بحشرجة:
- أنقذيني..تنزل من الشاحنة و ترحل و كأن شيئا لم يحدث. أنزل من الشاحنة بصعوبة و قد مزقت الآلام بطني و روحي.
عائلة تقف أمامي.. رجل.. ٱمرأة.. طفلان. العيون جميعها تتجه نحوي. يشيرون بسباباتهم إلي. يقتربون مني كالحيوانات المفترسة. أصوات أنفاسهم مرتفعة للغاية.. لا كانت أنفاسي أنا..
أصرخ إلى نغم. اختفت فتاتي. صرت وحيدا. أنظر إلى حطام السيارة أسفل الهاوية. أصرخ.. يقتربون مني.. يقتربون أكثر. يهم الطفل بالإمساك برجلي التي لطختها الدماء السائلة من بطني.
أفتح عيناي. ألتقط أنفاسي بصعوبة. أنظر إلى السقف مجددا. ألوم نفسي بأنني تناولت تلك الأدوية. أغمض عيناي لاإراديا من جديد.
نغم في ثوب زفاف. أقف معها أمام المحتشدين من الحاضرين ثم أمسك يديها لأقبلهما فتبتسم بخجل. يصيح المشاهدون كي نرقص معهم. أضحك إليهم و أغمز لها بعيني كي تستمع إليهم. تضحك حلوتي و تخبرني بأنها تحبني.
يظهر ذلك الرجل المخيف فجأة أمامنا و قد تلوثت ثيابه بالدماء ليصرخ بنا:
- لن يتم هذا الزواج.أستيقظ مفزوعا لأردد:
- لماذا قتلتهم؟
أقول بصوت خافت مسموع:
- لقد كان خطأ. لم أقصد ذلك. أقسم..
أنت تقرأ
﴿أسفك لن يغير شيئا﴾
Romanceإنها غريبة الأطوار.. غريبة بشكل جميل. لن أقول أنها كانت آية في الجمال لدرجة أني لم أحتمل معاتبتها أو أن تموجات شعرها الأسود ترسل ذبذبات من الجاذبية و الآختلاف أو أن نظراتها بإمكانها نقلي إلى عالم آخر من السحر رغم حدتها أو أن نبرة صوتها مميزة تخترق ا...