قصة كفاح

25 2 2
                                    

قصة كفاح :
بطلة القصه تدعي (اروي) وهي فتاه في مقتبل عمرها تعاني كما يعاني كثيرون غيرها، فقد اصيبت منذ صغرها بZero drama Big mantoth
اي جفاف البشره الملون، والذي فسره الأطباء بانه مرض وراثي نادر حدوثه وانه نتج عن زواج الأقارب اي قرابة الأب والأم ولكن العلم عند الله، وما عليها سوي ان تاخذ بالأسباب، ولحمايتها من توغل هذا المرض اللعين بجسدها ووقف انتشاره داخل جوارحها، منعها جميع الأطباء من الخروج في النهار وخاصةً وقت إشراق الشمس، حتي ان الغرب يطلقون علي مصابي هذا المرض ب( فتيات القمر) ومنعو جلوسها في الأضواء لعدم تهييج هذا المرض عليها، حتي انهم رجحو لها عدم خروجها للتعليم لانه الأفضل والاصلح لحالتها، وأن تنام نهاراً وتستيقظ ليلاً تجنباً الخطر المحاط بها، لأن الشمس تعد عدوةً لهذا المرض فهي تساعده علي الأنتشار بشكل فعال، وقد صرح أحد الأطباء لوالدها انها ستموت في سن السادس عشر(١٦) وكأنه يعلم الغيب معاذا الله، وبالفعل بدأ تأثير هذا المرض يظهر علي وجهها ويديها فقط، وهو عباره عن نمش منتشر بكل الوجه وكذلك ظهر اليدين إلي الكوع لكن الكفيين معافين  وعند تعرضها للشمس يزداد ويتحول هذا النمش إلي حبوب عباره عن أورام سرطانيه حميده وظاهريه وهذا من فضل الله عليها،فهناك استطاعه في معالجتها، وفي البدايه لم تستوعب الفتاة حجم بلاء الله لها ولم تكن مدركه ما هي فيه بل ولم تفهمه ايضاً ولا تعلم معني كلمة بلاء لصغر سنها، لكن في الأخير اتي الحين الذي بدأت فيه تسال وتتسال عن نفسها وعن هذا الوضع الذي تعيشه، والذي شعرت فيه انها مختلفه تماماً عن باقي الأطفال الذين هم في نفس عمرها تقريباً، ومن الجميل في قصتها ان  منحها الله اسره كريمه طيبه وبسيطه وعلي قدراً كبير من الإيمان بالله وبقضاء الله خيره وشره، وخاصةً الأب الذي أخذ بيد ابنته وتحدث معها بهدوء وشرح لها ما تعانيه بالتفصيل وكل ما قيل من الأطباء ولم يخفي عنها شيء، وكان خير معين لها بعد ربها، فهو الذي تحمل رحلة علاجها دون كللً أو ملل او يأس او اعتراض علي امر الله، علي العكس فكان اباً حنون،طيب،واسع الخلق،غني الود والرفق بها، أعطاها كل ما يملك من التحفيز المادي والمعنوي والروحي، أعطاها وقته وحياته وعمره، حتي انها لا تستطع الأستغناء عنه ولا ثانيه واحده من عمرها، وقفت الفتاه صلبه امام هذا التعب ووقفت شامخه ايضاً بدعم أبيها وأمها ومن قبلهم ربها، ربها الذي زرع بقلبها الصبر والسلوان منذ النشأه وحتي يومنا هذا، والذي وهب لها عقلها كي تفكر به وتحسم امرها، وكي تقرر أن تقاوم كل ما قاله الأطباء عنها وعن صعوبة عيشها بشكلاً طبيعي مثل البقيه، حتي وإن كان علي حساب نفسها وصحتها فلا مرجع لقرارها، وبالفعل بعد محاولات عديده مع والدها كي يأذن لها بالذهاب إلي المعهد الأزهري، وأن تتعلم مثل بقية اصحابها، وافق الاب وبدأت مرحلة الفتاه الشاقه لاكنها لم تكن وحدها، فكان والدها خير سنداً لها وخير رفيق درب وخير معين وخير كل شي بعد الله، فقد انكسر خاطرها عندما حرمت من ابسط حقوقها الطفوليه مثل الوقوف في طابور الصباح والخروج ف وقت الأستراحه من الحصص المقرره عليها في اليوم الدراسي، وكانت أثناء الحصص لا تري معلمها بشكل واضح ولا تري الشرح المكتوب علي الBard، لأن المرض كان مسيطراً علي عينيها بشكلاً مباشر، ومع ذالك كله كانت تكتفي بالسماع للمعلم ومساعدة والدها لها في المذاكره في البيت، وفي الوقت ذاته كانت تعطي الدواء علي الدوام وعدم الأنقطاع عن الأطباء مهما كبرت، وأخذت الفتاه تتردد من الحين للآخر علي الأطباء، وهذا لتعرضها لمشاكل عديده لا نهاية لها ولا فرار منها، فقد تعرضت لكثير من العمليات الجراحيه والجلسات الكهربائيه والكوي بالتبريد والاوزون ولم تنقطع إلي الآن، ومع كل هاتيك الأضطرابات إلا انها نجحت في المرحله الاوله من دراستها، وتحولت علي الفور للمرحله الثانيه دون تراجع او اكتفاء منها، وبعد تعرضها لكثير من الأوجاع الجسديه وتنمر الأطفال والكبار عليها وعلي شكلها الغريب، وبعد رؤيتها لنظرات العطف والشفقة في أعين الناس وفي أعين من حولها والتحطيم النفسي، الذي بدأ يطرق باب قلبها، أمدها الله بالعون والثبات ثانيةً وتحدث والدها لها بأن كل ما تتعرض له خيراً وان الله سيشفيها يوماً ما، قاومت الفتاه كل اؤلئك الأمور التي ليست باستطاعتها أن تفعل شيءً لها سوي الصمود امامها، كما صمدت سابقاً، وبالفعل تخطت المرحله الثانيه بكل طلاقه وبكل شجاعه، فعلي الرغم من ختام هذه المرحله بتأزمها صحياً واشتداد المرض عليها، حتي انه وصل لإحدى حبيبتيها وتوغلت الأورام بالعين اليسري دون رحمه، فكان حلها الوحيد هو استاصال العين كاملةً لمنع وصله إلي المخ وحتي لا ينتهي عمرها ال خامس عشر(١٥)  وكما اعتدنا من الفتاه ع الصبر والتصابر وتحمل كافة المتاعب والمصاعب، فاكلمت قصتها لنا بانها تخطت هذه الأزمه وتحدت ظروفها الصحيه ومشاكلها المعنويه والتي تسبب فيها البشر ومع صعوبة دراستها إلا انها قد وصلت إلي المرحله الثالثه، وهي مرحلة الثانويه الأزهريه، المرحله العصيبه في حيات اي إنسانً سليم،
فماذا عنكي أيتها الفتاة الصبوره؟
اما عنها فقد اعتادت الوضع الجديد عليها، بأنها بعينً واحده والأخري مصابه بنفس ذاك التعب، والعجيب في أمرها، ان الله مبارك لها في بقية النور الذي تراه بالعين اليمني فقط، وكانه معطي لها فرصه خالده تستكمل بها مسيرتها الدنيويه، وبالطبع لم تتوقف حياتها علي هذا الأمر ولن تنتهي طموحاتها بعد، فواصلت الزحف إلي ختام المرحله الثالثه، وهناك وجدت العقبه الأولي وليست الأخيره فحسب، وهي انها تحتاج إلي من يكتب لها في اختبار الدنيا لفقدانها جزءً كبير من الرؤيه، فالمرافق هو  الذي سيوصلها إلي كل ما تحلم به وتسعي إليه، نعم تسعي إليه جهاده كل الجهد والأجتهاد، فقد ضحت بصحتها وخاطرت بعمرها وارهقت نفسها من أجل تحقيق كل ما تهواه وكل ما تريد والوصول إليه،حيث بدأت اول  امانيها وهي مع والدها في احد المستشفيات منتظره ان ياتي دورها للدخول إلي الطبيب الخاص بها انذاك، وعندما رأت فتاه مثلها جميلة الشكل طيبة اللسان تتجول بين الناس وتسالهم عن الخدمات التي تقدمها لهم المستشفي وتسالهم ايضاً عن السلبيات التي يتعرضون لها، وعندما يجيبون عليها تظل تكتب وتدون ورائهم ما يقولون، فذهبت (اروي) إلي والدها مسرعةً تساله عن هذه الفتاه، فاجابها انها تعمل بالصحافة ووظيفتها نشر مشاكل الأهالي ومحاولة حلها، فتمنت اروي هذه الأمنيه وهي ان تكون كاتبه يوماً ما، وأثناء دراستها بآخر مرحله ثانويه تعلقت بمادة الناريخ وما ساعدها علي ذالك انها كانت تذاكره بشكلاً جيد وكانت متميزه به عن بقية اصحابها، وقالت في نفسها انها تحبه وتمنت ثانيةً ان تدرس تاريخ وحضارة بلدها، وقد اتي الحين لحضور مرافق معها أثناء الأمتحانات كما ذكرت سابقاً لختام تلك المرحله بكل ما فيها من توتر وشتات وخوف وعدم استقرار لا بدنياً ولا نفسياً، لكن قوتها جعلتها تكمل في طريقها، حيث امدها الله بالعون علي هيئة مرافق تدعو له إلي الإن لشهامته ومساندته إياها، لأنها لن تنسي معروفه مهما طال بها العمر، وانتهت الامتحانات وحان الأنتظار، نعم انتظارها وانتظار أهلها لنجاحها، ثم تأتي صدمة العمر لهما بأنها (دور تاني) في مادة ستظهر أمس هذا اليوم ماهي، انهارت الفتاة باكيةً صارخةً بعز ما فيها من إنكسار، فلم تشعر بنفسها ماذا فعلت، يبدو انها خرجت عن الإسلام في هذا اليوم، والصادم أكثر شماتة الأقارب بها وشعور أهلها بالخذلان وضياع جهودهم معها، أما عن اروي فأخذت تصرخ وتصرخ بكل طاقتها، ففي هذا البلاء لم تكن متقبلةً له ولا راضيةً به كغيره، وأخذت تردد لما ياربي فعلت بي هذا وذاك لما اخذت نظري وشكلي ودراستي، حتي النجاح لم احظي به فلما وهي منهارةً بالبكاء والنحيب، إلي أن اتي الليل ورفعت العلامات لكل ماده وتفاجئت (اروي) بأن الماده التي رسبت بها هي(التاريخ)
وذهبت مسرعه إلي امها وابيها وكل من كان حاضراً في بيتها آنذاك صارخةً لهم انها مظلومه فوالله وبالله مظلومه، لكن لم يسمع احداً لها سوي امها لانها كانت تعلم جيداً مستواها العلمي في تلك الماده، فهي الماده الوحيده التي خرجت اروي متطمئنه منها تمام الأطمئنان، فبدأ والدها ينصت لكل حرف تردده (اروي) ، اروي التي لم يهدء لها بال ولم يرف لها جفن ولم تنم طوال الليل وكادت ان تصاب بالجنون لكثرة بكائها  وتحدثها مع نفسها طيلة نهارها ومقارنة حالها بحال كل الراسبيين معها وتمنت ان يخسف الله بها الأرض لما تحمله من فشل، ومضت اليالي وهي علي نفس حالتها، فقرر الأب مؤخراً عمل تظلم لها في تلك الماده وإعادة التصحيح منها و لها، وفي نفس الوقت ذهب الأب إلي المعهد المعهود لها كي يسحب استمارة رسوبها، والعجيب انه لم يلقي اسمها مدونً لا في الناجحين ولا في الراسبين ولا في الدور الثاني، ولما علمت اروي بذالك ظنت انه املاً جديد وان الله اضطلع علي حالها، بالفعل أخذ الأب وبنته موعداً لرؤية الورقه، وهنا كانت الصاخة الكبري وهي عند دخول (اروي) وحدها للنظر في الماده التي ظلمت بها وأهدر الازهر حقها وأضاع عليها فرحتها بالنجاح وكسر بخاطر والديها وحني رأسها أمام الجميع، جلست اروي وذهب أحد العاملين في المكان لإحضار الورقه لها، ودخل عليها مبتسماً قائلاً والورقه في يده ( آسفين لكي انتي في الأصل ناجحه، فالغلط منا نحن في رصد الدرجه الصحيحه، مبرروك) ، علي الفور سقطت الفتاه من طولها باكيةً باعز قوتها، تردد لما فعلتو بي هذا، وظلت تبكي وتبكي إلي أن انهارت، ثم خرجت لوالدها وهي باكيه تخبره بأنها ناجحه فحضنها وقبل راسها ودخل المكان وقال لهم لما فعلتو بأبنتي هذا وقالت اروي لهم ردو لي اعتباري وصححو نتيجتي علي الموقع الخاص بالمؤسسه،  وبعد ذاك علم الجميع كل التفاصيل وظهرت الحقيقه وعلا شأنها وازداد وزنها وقدرها في المجتمع الذي تعيش فيه وسعد الجميع بهذا الخبر الجميل، وتيقنت اروي ان بعد العسر يسري وبعد كل ضيقاً مخرجا وان الله لا يضيع أجر من أحسن عملا وان لكل مجتهدً نصيب، وختمت المرحله الثانويه بحصولها علي ثانويه ازهريه، وأخذت اروي تهيء نفسها لأستقبال مرحله جديده من عمرها، مرحله أصعب وأعمق وأعظم من كل ما سبق ذكره، وهي الجامعه
نعم الجامعه الحلم الذي بات معها منذ صغرها وهو ان تدرس تاريخ وحضارة بلدها وان تكون كاتبة عصرها، وبعد معارضه شديده من أهلها واسرتها خوفاً عليها من هذه المرحله، ومن المحتمل أن تتعرض له انذاك، رفض والدها ان يقدم لها بالتنسيق الخاص بها وقال لها اكتفي بهذا القدر، وقال ايضاً انتي لكي ظروف خاصه تمنعك من ان تكملي دراسه وان مجتمعك لن يحاسبكي علي هذه الظروف لانها لم تكن باستطاعتكي، ومع إصرار الفتاه وعدم استسلامها لا لكلام والدها ولا لأقوال الناس، ثم نظرت لنفسها ولبنات عائلتها قائله انها لن تترك نفسها دون أن تصل إلي درجه عاليه من التعليم كما كانت تريد، وذهبت اروي إلي والدها تخبره بأنها تريد أن تكمل دراستها وأنها هي التي تتحمل العواقب الصحيه وأنها ستكمل إلي اخر نظره بعينها، خضع الأب لكل حرف قالته وقال لها سأفعل كل ما تريدين، وقدم لها في التنسيق الخاص بها ويشاء الله ان لا يتاح لها سوي كلية التربيه شعبة التاريخ، القسم التي كانت تحبه كثيراً وأحدي امنياتها، بدات اروي حياتً مستحدثه عقلياً وفكرياً وثقافياً واجتماعياً وكل ما يخص جوانب حياتها، لم تنظر اروي إلي نظرات أحد ولم تخضع ل أقوال أحد ولم تستسلم لأي وجع مرت به، عاشت حياتها في عزه وكرامه وشقت طريق كفاحها بعون الله ثم والدها ثم عزيمتها وإصرارها، حيث انها وصلت إلي مرحلة النطج والوعي وعلي الرغم من احساسها الذي يصور لها انها إن وفقها الله في اولي فلم توفق في تانيه وهكذا إلي اخر سنه، في تلك المرحله لكن عاشت اروي ابهي شبابها وتاقلمت علي انها في حكم اشبهه بالمكفوفين لانه كلما كبرت في العمر كلما قل بصرها، لكنها لم تتوقف ثانيه عن تحقيق مآربها، فجتازت المرحله الأوله والثانيه والثالثه والرابعه، لكن قبل أن اكمل هناك أمر مهم حدث معها في تلك المرحله
وهو انها تعرفت علي صديقً لها في الجامعه، كل ما كان يكمن في قلوبهم هو الأحترام والتقدير والمعامله الحسنه والتحديات والمغامرات والتشجيع علي المذاكره، ومع كل هذا وذاك بعدت اروي لفتره كبيرةً جداً ما يقرب حوالي عامين، لانها خافت ان تضيع وقتها دون فائده او ان تهمل في التركيز في مستقبلها، فلم يكن هناك شيء أسرع من الأيام والسنين، والغريب بل والأغرب  انها نسيت وتناست مرضها علي الرغم من صعوبة الدراسه عليها والمشقه التي تشعر بها في المواصلات والسير في الشمس والأستيقاظ مبكراً وكل هذا كان يختم بالنجاح وكفي، فلم يضيع الله لها مجهودً قط، كذالك والدها لم يتركها وحدها فكان واقفاً بجانبها في كل لحظه وفي كل ثانيه، كافح كثيراً من أجلها، حتي الجانب الصحي لم يغفل عنه كما غفلت هي عنه فكان يداوي جروحها وكان يعطيها الدواء وكان يسهر معها ليالي، أظن أنه عاني معها وأكثر منها، لذا اكرمهم الله وتخطو كل صعب وكل كرب وكل ضيق وكل حزن وكل هم، وها قد وصلت (اروي) ألي الأتنان والعشرين(٢٢) من عمرها، وهي حاصله علي ليسانس دراسات إنسانيه شعبة التاريخ بجامعة الأزهر، بعد مرور اربع سنوات من الصلابه والرزانه والشموخ والثبات والصمود والمقاومه وكل أنواع الجهاد، نعم فهي قصة كفاح بكل حرف تحمله الكلمه، فقد  أصبحت اروي الآن
١_ حاصله علي ليسانس درسات شعبة تاريخ
٢_ صاحبة خواطر ومقالات ادبيه
٣_ ملقيه للشعر والقصايد
٤_ لم تكتفي بكل هذا فحسب تسعي للمزيد
٥_ بالمناسبه هي التي كتبت لكم قصتها هذه والسلام .
#إهدأ _ لوالدي_ إبراهيم _ عبد المنعم
#آلاء _ إبراهيم

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 23, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قصة كفاح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن