الفصل التاسع :
إلتفتت رهف إليه و هي تأخذ طفلها من حضنه ثم تنظر له نظرة إمتنان كأنها تشكره على تلك الليلة ... دخلت للمنزل متجهة نحو غرفة أمير لتلحقها أحلام مسرعة.
بينما قالت نادية له : شكلك مدرس أمير مش كده !
ضحك شريف ثم قال : لا ، أنا كنت حاضر ف الحفلة و وصلت مدام رهف لما ملقتش مواصلات
نادية : شكرا يا بني ليك
أوما لها شريف بإمتنان ثم قال : العفو حضرتك معملتش حاجة
ليستأذن بعدها و ينصرف لتغلق نادية الباب و تركض ورائهما نحو غرفة أمير بفضول ...لتجد رهف تحاول إخراج أحلام من غرفة أمير و هي تقول : طب إطلعي الأول ، امير هيصحى و هيجنني
ليخرجا معا نحو الصالة ...
توترت رهف و هما ينظران لها بمكر ، بينما ملامحهما ترمي لسؤال واحد : مين ده ؟ صرخا معا
ضحكت رهف على حالتهما ثم قالت : مش زي ما انتو متوقعين أبدا يعني ، ده ده أخو سيرين استاذة ميرو
إقتربت أحلام منها و هي تهز حاجباها بخبث : و أخو سيرين إيه الي جابه معاكي ف نص الليل و هو شايل إبنك و بيبصلك كده ، أكملت و هي تنظر بتوهان
رهف بتوتر : يعني ملقيتش تاكس ف و هو طالع من الحفلة صعبت عليه و انا شايلة أمير
ثم نهضت و هي تتصنع القوة قائلة : و بعدين هو تحقيق و لا إيه ؟ يلا أنا داخلة أنام تصبحو على خير
...
صباحا ...
دخل شريف إلى مقر شركته الصغيرة سابقا برفقة اقرب أصدقائه " أيمن " ، ظل ينظر حوله إلى الغرف الفارغة من الموظفين و المكاتب المغطية بشراشف بيضاء ...
إلتفت له أيمن ثم قال : و رجعنا من الاول يا صاحبي
شريف بغيبة أمل : للصفر ! حتى المكان ضاع من إيدنا ، انا مش عارف أعمل إيه و لا أبتدي من فين أصلا !
أيمن : شريف يعني بصراحة الحل انك تشتغل في شركة أبوك
شريف : مستحيل !
أيمن : يا بني مفيش قدامنا اي حل ثاني ، يعني هنعمل إيه بالله عليك حتى رأس مالنا ضاع و البنك حجز على المكان ده غير أخر قسط من القرض إلي أخذناه مفيش قدامنا حل غير أننا نشتغل و نسدد للبنك و نخلص من الموضوع
شرد شريف يفكر في الموضوع ليكمل أيمن : و بعدين مش انت ليك أسهم ف الشركة يعني مكانك جاهز
شريف : بس انا اخذت وعد على نفسي مش هحط إيدي في شغله ثاني
أيمن : يعني هنفضل كده !
شريف بإستسلام : مش عارف
...دخلت أحلام إلى المنزل أخيرا ، لتتقدم منها منى فور دخولها و ملامح الغضب تظهر على وجهها ...
لتعبس أحلام ثم تقول : أقسم بالله مش قادرة على أسطوانة كل مرة يا منى هانم
تقدمت مبتعدة عنها لتلحقها منى و هي تقول : و هو عشان مش عايزاكي تروحي للبت الي ما تتسمى ببقى غلطانة
أحلام بإستغراب : ماما رهف أختي !
منى : يا فرحتي يا فرحتي بيكي ، بقى بنت سعاد الي جايبة ولد بالحرام بتاخذيها بالاحضان و مسمياها أختك يا بت دي كانت السبب أنه خالك الله يرحمه يدخل للسجن
أحلام : و هو الملاك الطاهر الي معملهاش حاجة ، ماما انا فاكراه كل حاجة حصلت و صدقيني أنا بحترمك بس لأنك والدتي و محافظة علي مكانتك دي عندي
منى : قصدك إيه يا بت أنتي !
أحلام : قصدي أني عارفة كل حاجة عملتيها أنتي و ندى
إمتعضت ملامح منى ثم قالت : و الله انتي و اختك نور هتجيبو أجلي و تلحقوني بأبوكم
ثم خرجت من الغرفة و هي لا زالت تتذمر : روحت و سيبتلي هم على قلبي يا علي !!