الفصل الحادي عشر :
إتكئت رهف على سريرها أخيرا بعد يوم طويل ، كانت قد تعبت و انهكت جسديا و نفسيا ، فهي منذ يومين تحاول الإبتعاد عن دائرة شريف ... الذي شعر أنها تضع مسافة بينهما ... و حدود عليه إجتيازها !
ما أن أغمضت عيناها مستعدة للنوم ، حتى رن الجرس مرات متتابعة ... لتنهض من مكانها مسرعة متجهة نحو الباب الذي سبقتها نادية في فتحه ...
لتقول بإستغراب للطارق : منى !
إقتربت منها منى طالبة النجدة : رهف ! هي أحلام عندك ؟
رهف : لا ، انا مشفتهاش من ثلاث أربع أيام
ثم إستطردت قالت : ليه هي مالها ؟
جلست منى على كرسي قريبا منها ثم قالت : راحتله راحتله بنت الكلب !
رهف بعدم فهم : راحت لمين ؟ ما تفهميني الي حصل يا منى ؟
منى بقهر : أحلام مبقتش قادراها يا رهف ، ارتبطت براجل منعرفش عنه حاجة و بيشتريلها الهدوم و الموبلايات من فلوسه و هي وراه زي ال **** و لما ضربتها و حبستها ف أوضتها قالتلي أنها هتتجوزه و النهاردة لما طلعت شوية من البيت عشان أشتري شوية حاجات ، رجعت ملقيتهاش
أكملت و هي تضرب صدرها : شكلها هربت من البيت
رهف : طيب متخفيش أنا هتصل على موبايلها و أكلمها ترجع للبيت و لو الراجل ابن حلال يتقدم ما هي بقت ف سن الزواج و طبيعي ترتبط و تتزوج !
منى : موبايلها سايباه ف البيت ، دي سابت كل حاجة و لا هدوم و لا موبايل و لا اي حاجة
شعرت رهف بالقلق من تصرف أختها ، فكيف ستعثر عليها و هي لا تحمل هاتفها النقال ... و لا تملك أي معلومة عن " عريس الغفلة "...
جلست سيرين بجوار أخاها بعد أن قدمت له كوبا من القهوة الذي كان يركز على هاتفه الذكي ...
سيرين متسائلة : بتكلم مين ؟
أغلق شريف هاتفه مسرعا ... حتى لا تنتبه سيرين أنه قد كان يتصفح الحساب الخاص ب " رهف " الذي لم يجد به إلا صورة شخصية لها و " طفلها " و بعض الأدعية و الأقوال ...
قال شريف يحاول أن يغير الموضوع : أومال هاشم بيه فين ؟ مجاش الشركة من لما بدات الشغل !
ليكمل ساخرا : هو لو حضرت الملائكة و لا إيه !
سيرين بإمتعاض : شررريف !
ضحك شريف قائلا : ما هو الموضوع ليه حلين ملوش ثالث يا إما مش طايق يشوف وشي ، يا إما ساب كل حاجة ليا و تقاعد !
نظرت له سيرين نظرة يعلمها جيدا ليقول : ليه ثالث ؟
أومات له سيرين ليقول بصوت عالي : هيتزوج ، هيتزوج آه يا رب صبرني !
سيرين : و فيها إيه يعني يا شريف ، ما هو كل الرجالة ف سنه بتتزوج و هو شخص رومانسي لازم تكون في ست ف حياته !
شريف بسخرية : آه لازم ! كل سنة ست مختلفة عن الثانية
ليكمل : نشوف المرادي السلطان سليمان هيتزوج مين !...
بعد أن إكتشفت نور أن الهاتف النقال الخاص ب " أحلام " خاليا من الشريحة ... بدأت و رهف الإتصال بها لكن الهاتف كان مغلق ...
لكن رهف صرخت أخيرا قائلة : رن رن !
إجتمع الجميع حول رهف ما أن نطقت بجملتها تلك ... لكن انقطع الخط مرة أخرى بعد ثواني ...
لينمحي بصيص الامل الذي ظهر بعيني رهف ...
أما عند أحلام ... فقد قطعت الخط ان رن هاتفها بعد أن وضعت الشريحة الخاصة بها في هاتف نقال من أحدث الموديلات قد أقتنئه هاشم لها ...
جلس هاشم بجوارها قائلا : إيه يا حبيبتي عجبك ؟
لم تجب أحلام ... لينظر الى ملامحها الحزينة ، ليرفع يداه نحو خدها ... يتلمسه بهدوء ... يحاول أن يقدم لها الدعم الكافي ...
رفعت نظراتها له ثم إبتسمت له بهدوء ليقول : طب إتصلي بحد من أهلك طمنيهم عليكي !
أحلام بتوتر : لا
هاشم : ليه ؟
أحلام : مش هكلمهم حتى تخلص كل حاجة
أكملت بهمس : رهف لو عرفت هتحاول تمنعني بأي طريقة !