الفصل الثالث عشر :
تحركت رهف نحوهما ببطء شديد ، تحاول تجاوز تلك القشعريرة التي شعرت بها فور أن ركض طفلها نحو شريف ...
و ما أن اصبحت بجوارهما حتى ألقت السلام على شريف بإقتضاب ثم إلتفتت نحو البقية الذين ينظرون لهم بفضول شديد ... بينما أخذت ندى ترمق شريف بحقد فلابد أن أختها ! تجمعها علاقة بصفة او بأخرى مع هذا الوسيم لتهمس قائلة : حية !
قطعت تلك اللحظة نور التي ألقت التحية عليهما ثم إقترب الجميع نحو الباب و رن سفيان الجرس ...
سفيان الذي كانت عيناه تتحركان بدون هوادة تراقب الوضع بين تلك التي كانت " خطيبته " و رجل غريب ... شعر فورا أنه ثمة مشاعر بينهما من ذلك الإرتباك الذي كانت رهف تحاول إخفائه ... و لانه يحفظها ككف يده ...
ليآن قلبه : آه يا سفيان آه
قاطع شروده , مدبرة القصر الخاص ب " هاشم " التي بدأت بالترحيب بالجميع ما أن فتحت الباب ...
دخل الجميع إلى غرفة الجلوس و النظرات الصامتة أبلغ من الكلمات فكل واحد لديه سؤال يشغل باله بشدة !
...
ما هي إلا لحظات حتى ظهرت أحلام و هي تتأبط ذراع هاشم و ترسم إبتسامة واسعة على شفتاها ...
صدمت رهف ما رأت ذلك المشهد الذي لم تتوقعه ، فقد توقعت أن العريس أحد أقارب " شريف " أو أصدقائه لكنه " والده " ، نظرت إلى أختها بخذلان فقد حطمت كل أحلام رهف لهما هي و نور بينما كانت هي تبعد عيناها عنها لا تود أن تصطدم بها ...
بدأت تعرف الجميع على بعضهما حتى وصلت لرهف التي صدم شريف و سيرين أنها أخت عروس " والدهما "
تهللت أساسير منى ما أن رأت القصر الذي تسكنه إبنتها و لم يؤثر عمر " هاشم " على رايها ...
بل إقتربت منهما و قالت : ما شاء الله ما شاء الله ربنا يحفظكو من العين
لتكمل قائلة : ندى ، نور تعالو سلمو على عريس أختكو
إبتسمت رهف بسخرية على تلك الصورة التي تود منى رسمها لتقول صارخة : هو أنتي مصدقة الي بتعمليه يا منى ! مش أنتي الي من يومين جايلي عشان خايفة على بنتك لا توقع ف ايد ده و لا ده !
منى بإستنكار : آه خفت عليها بس آهي الحمد لله ف حضن زوجها و أمانه
ضحكت رهف غير مستوعبة ما يحصل ، لتقاطعها أحلام : هو انتي مش فرحانة عشاني ؟
نظرت لها رهف و الدموع تملأ عيناها : تصدقي اول ما سمعت كنت هموت من الفرحة ، كنت بقول أكيد منى موافقتش على الي اختارتيه عشان مش قد المقام بس أنتي أصريتي ع حبك ، كنت بقول لا أنا هساند أحلام مهما كان الثمن بس دلوقتي إكتشفت انك متخلتيش عن حبك فعلا ، بس حبك لسراب يا أحلام سرااب
أحلام و هي تحاول تمتلك نفسها : قصدك إيه ؟
رهف : قصدي الكل فاهمو ، انت و والدتك و أخواتك و شريف و سيرين و حتى هاشم بيه فاهمو كويس بس
قاطعها هاشم صارخا : أنا مسمحلكيش تتكلمي بالطريقة دي ف بيتي و لا مع مراتي
لم تتحرك رهف ساكنا ليتقدم منها شريف و يمسك بيدها قائلا بهمس : يلا يا رهف نمشي من هنا عشان تهدي أعصابك
إبتعدت عنه و صرخت قائلة بهستيرية : أهدي أعصابي إيه ، إيه يا شريف
إلتفتت لأحلام التي كانت تبكي بحرقة : لو فاكراه انك كده بتبني نفسك ، لا أنت حطمتي كل حاجة كل حاجة راحت بالنسبالك !
ضغطت أحلام على أذانها بقوة ثم ركضت من أمام رهف نحو الحديقة الخلفية ... ليلحقها الجميع !
...