الفصل الاول

147 17 90
                                    

بخطواتٍ ثابِتَة خافِتة تقَدمَ نحو الجالِسِ معطيا اياهُ ظهره
وجسده الضئيل ينعكس على مقلتيه البنيتان المميزتان بلونهما المتباين بين الحمرة الطفيفة ولون العسل

اخذ شعره شبيه الذهب يرفرف بخفة بفعل نسيم البحر لكنه لم يحرك ساكنا..فقط اكمل تحديقه بالافق

صوت تصادم الامواج..رائحة البحر المميزة ذات العبق الثقيل..وتلك الملوحة العالقة في الجو
تجاهلها جميعها مكملا سيره نحو الساكن يراقب سماء الليل المرصعة بالجواهر بمقلتيه الباهتتين

ادار الجالس رأسه ببطئ وتعبير فارغ رسم على محياه

فور تخلل اذنيه صوت خطواتٍ على الرمال الذهبية التي اضحت باهتة بسبب ظلام الليل

ليرى جسما مألوفا..يعرفه حق المعرفة

صديقه..وزميله بل اكثر هو شقيقه الذي لم تلده امه
والشخص الوحيد الذي تقبله على حقيقته
بدون ان يتركه...

بسرعة اعاد بصره للامام متجاهلا ذو الشعر الداكن الذي احتدت عينيه بأنزعاج بسبب فعل الاخر

لكنه لم يقل شيئا
فقط احكم اطباق شفتيه..يعرف اي خسارة قد مر بها ذلك الصغير

"نواه..."

نادى بخفوت بدون ان يبعد عينيه عن تلك النقطة التي تتقابل بها السماء مع مياه البحر الساكنة
بلونها الازرق الغامق الذي يكاد يكون كحلكة السماء..الذي ماثل لون عينيه اللتان بهتى مع الايام

همهمة هي ما لاقاه من صديقه المدعو نواه
ليسأل بصوت مهزوز

"هيَ..حقا غادرتْ...اليس كذلك؟"

سأل..لكنه لم يحصل على إجابة ليكمل مردفا بتعبير فارغ

"لقد رحلت!...بدون قول شيء..كعادتها"

"لوكا!..انت تؤذي نفسك!"

بهدوء نبه نواه لوكا وهو يشير ليده او بالتحديد لابهامه الدامي من قضم الاصغر له حتى لوثت الدماء شفتيه الشاحبتين

"انا بخير"


اردف بسرعة مخبئا يده وابتسامة خافتة رسمت على شفتيه اللتان تلونتا بلون قرمزي

"انتَ لست بخير"
بحدة سحب يد الاصغر..
معطيا اياه منديلا امرا اياه بأيقاف النزيف ريثما يعود ويجلب بعض المعقمات

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 16, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

وحيد | قصة قصيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن