"لَكم سيكون رائعا لو أن حياتِي اٌتّخذت مجرى آخر."
هكذا بصقت بتلك الكلمات الناذرة باليأس خارج ثغرها المائل وسيقانها تسابق بعضها على إحدى السلالم الطويلة معيدة شعرها شبه مرتب للخلف بيد، تقبض قهوتها المرة المذاق بيد أخرى، يبدو أن أحدا قد أستيقظ متأخرا في يوم مهم.
"هل كانت حياتي لتتخذ مجرى آخر لو تمنيت ذلك منذ البداية؟ "
قالت وهي تسابق الرياح داخل دوامة من البشر التي تراقب تصرفاتها الطفولية في الشارع.
انه يوم مهم، بعد طول انتظار، تمكنت من الحصول على وظيفة أحلامها، لكنها لم تحسب حسابا للعطل الذي أصاب ساعتها صباح اليوم.في هذا اليوم بالتحديد!
لكن على ما يبدو، ذلك لم يعقها من مغادرة غرفتها وركوب الحافلة في الوقت المناسب، لا يمكن لشيء أن يعيق تقدمها بعد نضالها كل هذه المدة، لاشك في ذلك.
"مرشد سياحي"
نبض وجهها الطفولي إشراقا بعد لفظها للعبارة، مصدرة ضحكة خافتة واضعة يدها على ثغرها بسرعة.كبرت باني بين ذراعي جدها الذي كرس وقته لها و لوظيفته كمرشد سياحي أمضى شبابه في زيارة بلدان مختلفة برفقة زحمة من السياح التي تتجدد هويتهم في كل مرة.لقد أحبت ذلك العمل الجريء بصدق، ونما حبها ليصبح جبلا لم يتزحزح يقينه يوما، قطعت وعدا حينها بتحقيق حلمها كمرشدة سياحية الى أن اصبح حلمها الأكبر وسببا قويا للمضي قدما.
ان تتساءل فيما إذا كان حلمها حقا، أم لأنها تأثرت بخطابات جدها عن اختلاف البلدان وثقافتها التي زارها، هل ترغب بأن تصبح كمرشدة سياحية فقط كي تسنح لها الفرصة برؤية بيئة مختلفة؟ في زحمة اللاشعور، تذكرت كلمات أعادت لها الأمل مرة.
" ما يجعلنا نحارب عقبات الحياة هي أحلامنا، يوقظنا من غفوة اليأس و يشعل صدورنا نارا من عزيمة و إصرار، وما لا يروي ظمأنا أملا بعد دوامة الخذلان، لا يعتبر حلما"
ذلك الحلم الذي أمتد لأعمق شريان بقلبها، ذلك الحلم الذي بد الحياة داخلها، تذكرت كم ليال طوال بيضاء مرت تقاتل من أجله.
"حلم حقيقي."
تلك الكلمات التي أعادت شعورا بالأمان إلى وجدانها.
حفظتها عن ظهر قلب، لأنها أكثر من مجرد حروف، أقرب إلى ذكرى لا تنسى أحداثها.
أين يقبع صاحبها يا ترى؟
نفس عميق، ملامح حزينة منظرها وكأنه موعد هطول المطر، موعد هطول قطرات الحزن على قلبها، يا له من صمت لم تعتد عليه منذ رحيله.
لازالت توهم ذاتها وكأنها المذنبة في ما مضى، تحمل نفسها المنهكة ذنبا لا تعلم متى ينتهي عذابه.
لم تستطع كبح دموعها بعد كل تلك المدة.
لن تستطيع، فقط لو..
لو أنها عادت الى شقتها عوض البحث عنه.
لو أنها غطت في النوم بدل احتساء جرعات لا متناهية برفقته.
لو أنها ابتعدت فور تلامس جسديهما لوهلة.
لو أنها احتفظت بتلك المشاعر ولم تعترف.
لو أنها سلمت بخطيئتها.لو أنها عادت الى شقتها عوض البحث عنه.
"مرت سنة على أول لقاء بيننا"
فِي إِنْتِظَارِ التَّفَاعُلِ المُرْضِي.
.Aic1048.
YOU ARE READING
]| -كن لا نهائي-I[
Romance- حلمي أم حلمكِ، أيهما تختارين؟ - و لما لا تختار أنتَ بدلا مني؟ - ليس لي حق في الإختيار. - و إن كان لكَ حق في ذلك؟ - لما تركتكِ.