#كفرصقر2
الفصل التاسع والعشرون
.................................🌹
كم هي صعبة لحظة الفراق عندها تنتهي الكلمات وتكتفي الدموع بالتعبير عن حزن القلب ودمعة العين واسترجاع كل الذكريات،هي الشيء الذي يبقى لدينا بعد الفراق.
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله .
طلق عبيد ألماس فنزلت الكلمة على نفسها بالسكينة وكأنها حررت بعد سنين من السجن وأستطاعت التنفس أخيرا فحمدت الله وسجدت لله شكرا .
ولكن بعد أن رفعت رأسها من السجود وجدته يبكى بكاء هستيرى فأشفقت عليه حقا .
فهى لا تنكر إنه تغير كثيرا فى الأونة الأخيرة فهو ليس عبيد الذى أختطفها وتزوجها عنوة بل تحول لرجل صالح حقا يصلى ويذكر الله ويتلوا ايات الله والأهم إنه إحتوى حمزة بعد سنوات من البعد .
ولكن ما باليد حيلة فمهما فعل فقلبها ليس له .
أقتربت ألماس منه محاولة التلطيف عنه. بقولها....عبيد صدقنى خلاص أنا سامحتك وأنت كمان ياريت تسامحنى لإنى ماقدرتش أديك قلبى فكان لازم فعلا يجى يوم وننفصل .
إبتلع عبيد ريقه بصعوبة ونظر لها بحزن قائلا.....الحمد لله إنك سامحتينى يا ألماس ،وعندك حق ماكنش ينفع نكمل أكتر من كدا .
وربنا يتولانى برحمته ، بس عايزك بس تصبرى عليه كام يوم أقدر اعتمد فيهم على نفسى واخد شقة لنفسى وأسيبك هنا مع الولاد .
نكست ألماس رأسها بحزن قائلة ....ماتقلقش أنا برده فى الآخر أم ولادك ومش هسيبك فعلا تمشى غير لما ترجعلك صحتك .
عبيد بوهن وحزن ......كتر خيرك .
ثم ولج إليهم حمزة مبتسما ...يلا يا ست الكل المعاد أزف ،خلاص جهزتى ولا لسه قدامك شوية؟
ألماس...لا خلاص يا حبيبى ، خلصت يلا بينا .
فأقبل حمزة على والداه وقبل يده قائلا....حبيبى يا بابا ماتقلقش هى ساعة وحدة وهنكون عندك .
والعلاج جمب حضرتك أهو والمية وهتصل برده فى الطريق اطمن اخدته ولا نسيت .
وربنا يتم شفاك يا حبيبى .
عبيد بآسى......ان شاء الله ، ربنا يسعدك يا ابنى .
خرج حمزة من الغرفة قبل ألماس .
ثم همت ألماس بالمغادرة فنادى عليها وكإنه يشعر إنها نظرة الوداع ....فالتفت إليه مترقبة ما يقول ..
عبيد.....ألماس خلى بالك من نفسك وخلى بالك من قلبى لإنه معاكِ .
شعرت ألماس بغصة فى قلبها لكلماته ولكن هى أيضا قلبها ليس معها فهو مع فارس .
ثم غادرت لتلحق بحمزة متوجهة إلى قدرها .
.................
هاجر بضحك.....مالك يا روكا قعدة بتفركى فى صوابعك كده زى الطالب اللى داخل أمتحان ومتوتر .
رقية بتوتر....والله نفس احساسى وأكتر كمان .
انا مش مصدقة إن حمزة جاى خلاص يخطبنى النهاردة .
بعد ست سنين حب من غير مايعرف ولا يحس وفجأة كده من يوم وليلة يجى يخطبنى ؟
هاجر.....تقولى ايه بقه ، نظره ضعيف يا بنتى ، بس شكله أمه دعياله والله .
هو يطول ياخد روكا القمر المدلع ده .
رقية......قصدك أنا اللى طول دكتور حمزة المز الحليوة ده ، اللى عمره مابص على بنت كده ولا كده ولا اتكلم مهما حاولت البنات تلفت نظره ليها .
ده أنا متأكدة إن كل البنات هتحسدنى عليه ومش عارفة لو وحدة بعد الخطوبة بصتله ولا عملت حركات السهوكة بتاعة البنات دى هعمل فيها إيه ؟
ده أنا ممكن أفقع عينيها الإتنين .
هاجر بضحك.. تصورى أنتِ طلعتى شريرة اوى وانا ماكنتش أعرف .
مابراحة يا بنتى مش كده ؟
رقية......لا كده ونص كمان ، ده حموزة مش أى حد .
ثم سمعوا جرس الباب يعلن بوصول حمزة.
أسرعت رقية إلى المرآة تهندم من نفسها وتعدل فى حجابها.
رقية........إيه رأيك شكلى حلو ؟
وهعجب ماماته ولا إيه ؟ علشان خايفة اووى .
هاجر.......والله قمر يا بنتى ، أهدى بس شوية كده وأنتِ تعجبى الباشا نفسه .
رقية...مش عارفه حاسة إن اعصابى كلها مش قادرة أسيطر عليها .
ومش عارفه وهخرج أقابله إزاى ؟
هاجر.......يوه هو جواز صالونات ،أمال لو ماكنتيش بتحبيه وشوفتيه بدل المرة مليون قبل كده .
بطلى بقه دلع البنته اللى ملهوش عازة صوح .
رقية.......إكده يا هجور ، لما أشوفك يوم مايجى فارس هتعملى إيه ؟
هاجر.......إسكتى إسكتى ده بس لما قولتى بس اسمه حاسة هيغمن عليه .
رقية........ياسلام ، فين بقه النصايح اللى كنتِ
بتديهالى من شوية .
هاجر.......ذهبت مع الريح يا أختاه .
ويلا بقه يا جميل احملى الصنية ووقعيها على دكتور حمزة ، ماهو لازم نعيش الدور زى الأفلام بالظبط .
رقية....بس بس إسكتى يا هاجر .
هاجر......فيه إيه يا بنتى ؟
رقية........انتِ مش حاسة إن فيه صوت عياط وحركة غريبة بره .
استمعت هاجر ....فعلا لصوت نحيب يأتى من الخارج .
فوضعت يدها على قلبها وبألم...فيه إيه ؟
انا قلبى واجعنى .
يكونش العريس اتكعبل فى طرف السجادة .
رقية ......أنتِ متعرفيش تكلمى جد ابدا.
لما أطلع أشوف مين اللى بيعيط فى مناسبة زى دى وربنا يستر علشان أنا عارفة حظى من زمان ابيض ابيض يعنى .
ثم خرجت رقية واتبعتها هاجر على ترقب .
لترى المفاجأة .
حمزة ومعه والدته ولكن والدته تحتضنها والدتها فريدة وتبكى بكاء شديد .
ليس هما فقط من يبكى ولكن ""
وجدت أيضا عبدون وعبير وفريد يبكون مردفين ...لا لا مش معقول !
معقول ده ، إحنا بنحلم ولا إيه ؟
ألماس عايشة مماتش .