" جشع الخفافيش"

18 1 2
                                    

" The greed of bats "
" جشع الخفافيش "

...
في يوم من ايام السنة التي تهاجر بها الطيور، قررت عائلة من عائلات الطيور ان تحط عند بحيرة ماء لتشرب بعض الماء لتروي عطشها، فنظرت الابنة الصغيرة يمينا وشمالا فوجدت شيئاً أسودا وصغير، اقتربت منه ببطئ لتجده خفاشا صغيراً  فنادته لكنه لم يجب  فاصبحت تصيح عليه لكن لا فائده هو لا يستجيب ويبدو انه جريح، فنادت على والدتها لتراه فاخبرتها والدتها: "لنأخذه معنا نحو الجنوب ، فقد نجد هناك من يعالجه"
فوافقت الابنة على قرار والدتها، فأصطحبوه معهم وعندما وصلوا الى الجنوب وجدوا الشيخ الطائر الذي لطالما عالجوا جراحهم لديه، و ان لديه قدره عجيبة على معالجة جميع الجروح، فاخذوه الى ذلك الشيخ  فعالجه وقرر ان يأويه لديه.
شعرت الابنة الصغيرة بفرحة عارمة عندها، و سعدت لأن الخفاش الصغير سيبقى عندهم فقررت ان تجعله صديقها.
و بعد اسبوع من العلاج المتواصل تعافى الخفاش بشكل تام، واصبح قادرا على العودة للتحليق مجددا، فاقتربت منه  الابنة الصغيرة تسأله ان تصبح صديقته فاخبرها انه موافق ثم قال: "ولكني لا اري".
  هنا صُدمت الصغيرة و ذهبت لتسأل والدتها عن الامر  فاخبرتها والدتها ان الخفافيش لا ترى بطبعها، فحزنت لسماعها ذلك لكنها قررت ان تساعده على الرؤية.
  بعد مرور شهرين تعلمت التواصل معه وقيادته للطريق الصحيح و اصبحت تتواصل مع الخفاش الصغير كثيرا و بسهولة ويسر ايضا واصبحا صديقين مقربين.

و في يوم من الأيام جائت رسالة الى الخفاش كُتب فيها ان عائلته لا تزال على قيد الحياة فصُدم  مما سمعه وقرر التحقق من ذلك بنفسه  وتوجه الى المكان الذي حددته الرسالة فوجد عددا من الخفافيش بانتظاره، لم يتعرف على أحد منهم ، فسألهم: "من أنتم؟" 
فقالوا: "نحن اصدقاء عائلتك"
اصابه بعض الشك و لم يصدقهم لكنه تبعهم على مضض ليرى اين نهاية هذا الطريق. فاخدوه الى مكان مظلم، لم يميز ان المكان مظلم لانه لا يرى بطبيعة الحال فسمع همس احدهم يقول: "هل هذا ابن الزعيم السابق؟!" فأجابه الذي كان على مقربه منه: "انه يشبهه كثيرا، ماذا تتوقع ان يكون غير أبنه.."

فهمهم  الخفاش الصغير وفهم تقريبا ما يجري من حوله
  فقال بصوت مرتفع: "املاك والدي حرقت معه فلا داعي لمحاولة ايجادها حتى انا لا اعلم مكانها فاستريحوا من إتعاب انفسكم بالبحث عن شيء اندثر منذ زمن!"

فجاء زعيمهم واخبره بصوت خشن: "اعلم انك تعلم اين مكانها فلا داعي لإرهاقنا و إرهاق نفسك واخبرنا اين هي والا سنتجه لإستخدام القوة والعدوانية رغم اننا لا نحب ان نؤذي أحدا من عشيرتنا،  الان.. إن اخبرتنا تركناك في سلام و إن لم تخبرنا ستلذع بألم من قعر الجحيم."
فرد عليه الخفاش الصغير بصوت مرتفع: "لو كنت اعلم مكانها لما رأيتني اتسول على بابك آملا بأن والدي لايزال حيا،
ابي لم يهتم بي او يرعاني من قبل فما اريده منه سوى املاكه فلا يغرنك حبي لأبي فمن كسر جناحي لا يعود الى قلبي ابدا و دعني اخبرك ايضا ان ابي مات منتحرا جراء افعاله، لم ترحمه السماء فإن اردت تركي لك ذلك، وان اردت قتلي ايضا لك ذلك، ان الحياة مجرد طريق يمهد إلى النهاية، و الان حسنا، القرار عائد لك."

صُدم زعيم العشيرة من كلامه واخبره انه سيحرره فلا فائدة من إراقة الدماء خاصه انه من شعبه، فعاد الخفاش الى اصدقائه كأن شيئا لم يحدث.

************

في داخل كل شخص يوجد طمع، كانها صفة تولد معنا لكن تختلف من شخص الى اخر فهناك من يطمع باحبته وآخرون من يطمعون باموال احبتهم  وآخرون برضى أحبتهم وآخرون في اشياء اخرى كثيرة  لكن ايضا في داخل كل منا قلب اذا خُدش لن يعود كما كان رقيقا، يمكنك ان تكسبه او تدمره فأحسنوا الى احبتكم  لعل الله يرحمكم.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 07, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

" The greed of bats "  " جشع الخفافيش"  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن