15

96 14 11
                                    

.
.
.
.

#جريزيلدا

طرقات مظلمة ، هواء بارد يلفح وجهي ، و عباءة طويلة اغطي بها نصف ملامحي .

كنت أسير في ذلك الطريق المظلم لوحدي ، لم تشرق الشمس بعد  ، لكن من بعيد قرب الأفق استطعت رؤية بعض خيوط منيرة ترتفع للسماء ، بطبيعة الحال خلا المكان من أي وجود مستيقظ ، حتى الحيوانات الصغيرة باتت صامتة و هادئة للغاية .

وقفت أمام باب مهترء ، كتب على واجهته بحروف كبيرة ' محل إلين للأقمشة ' ، خلف هذا العنوان البسيط سر دفين ، لم يكن مجرد محل للأقمشة ، بل كان أكثر بقليل .

طرقت الباب ، لم أكن متأكده من تواجد أي شخص هناك في هذا الوقت ، لكن مما سمعته عن الشائعات التي تداولت بين أفواه الناس قبل إعدامي هو إن هذا المكان يفتح قبل أن تشرق الشمس بساعة ، أي الآن بالضبط .

سرت قشعريرة ناتجة من لفحة برد أخرى ، حضنت ذراعاي إلى نفسي بينما أشعر بأرنبة أنفي متجمدة ، هذا لا يعقل ، لما الطقس بهذه البرودة ونحن لا نزال في بداية الخريف ؟

لم أسمع رداً ، لا أحد فتح لي الباب ، لكني عانيت للوصول الي هنا ! تطلب مني إقناع سالي ساعات متواصلة ، حتى إني توسلت إليها للتغطية على غيابي ، كما إني واجهت صعوبة بالغة في الإستيقاظ باكرا و الخروج من القصر دون ملاحظة أي أحد ، أنا لن أعود بأيدي خالية .

نظرت بعزم إلى الباب ، حازمة على فعل ما أفكر به ، وقبل أن أعيد التفكير أكثر من مرتين وجدتني أطرق الباب بقوة كبيرة ، فيما أصرخ بهم لإستقبالي .

" افتحوا لي هذا الشيء بسرعة ! إني اموت بردا هنا ! بسرعة بسرعة "

سمعت صوت خطوات سريعة ثم اصطدام بسيط و شيء يقع قبل أن يفتح الباب بقوة ، نظرت إلى ذلك المراهق الأشقر الذي ينظر إلي بعينان متسعتين ، يده على قلبه و قدمه اليسرى عالقة في مزهرية متوسطة الحجم ، نظر الي بغير تصديق فيما يلبث بإستنكار :

" هل هناك أحد واعي يطرق الباب بهذه الطريقة ؟ "

لم يسمح لي بالرد ، إذ نطق على فوره وهو يمسح بعينيه الظلمة التي ورائي " لا لحظة ، هل هناك أحد واعي يطرق باب غيره في هذه الساعة ؟! "

" أنتم لا تفتحون قبل الفجر بساعة ؟ "

" اي مجنون قد يفتح بذلك الوقت ؟! "

أوه يبدو إنها كانت مجرد شائعة غبية .

" أيا يكن ، ألن تدعني أدخل ؟ أكاد أموت بردا هنا "

" لا أحد قال لكِ أن تأتي في هذه الساعة ، ارحلي و عودي في التاسعة لو سمحتِ "

كاد أن يغلق الباب في وجهي ، لكني فاجأته بذلوفي إلى الداخل قبل ذلك ، فيما أنطق بنبرة لطيفة :

Deseiveds Ⅱ المخدوعون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن