الفصل التاسع

8.3K 492 68
                                    

أستمتعوا 💜🧏🏻‍♀️


.........

في مساء أحد الأيام وجد روبير أنه لا يستطيع تحمل رائحة القهوة التي يتناولها عادة بعد العشاء، وأصابه غثيان مفاجئ مريع وللحظات طويلة جلس يحدق في فنجانه دون حراك حتى مرت موجة الغثيان بسلام....

كان أريانوس يجلس أمامه مسترخياً على الأريكة في غرفة الموسيقى بينما يستمعون إلى أسطوانة كلاسيكية.... كان أريانوس أحد القلائل الذين يعرفهم ممن يركزون حقاً على الأستماع إلى الموسيقى دون أن يمسك بكتاب يقرأه أو يقوم بأي حركات تدل على الضجر... وبعد أنتهاء الأسطوانة يناقش الأمر مع روبير وعادةً ما يستمع إليه بلا أكتراث حتى يستحوذ على أهتمامه بتعليق ما يجعله ينسى كل شيء
ومرة أو مرتين وجد روبير نفسه يستمتع بالتبادلات الكلامية بينهما ولكن ليس الليلة... فهو لا يشعر بأنه على ما يرام...
تحرك بهدوء قدر ما أمكنه وأخذ قهوته وعاد إلى المطبخ ليغسل الفنجان... لم يكن يريد لأريانوس أن يستنتج أو أن يعرف شيئاً عن حالته... قد يكون حرمانه من متعة معرفة الأمر شيئاً تافهاً لكن ذلك ما كان يريده روبير....

بعد أسبوع ترك عيادة الطبيب شاحباً وضعيف... كان هيو قد أوصله إلى المدينة بعد أن شرح له إنه لا يستطيع أستخدام السيارة..
"قال أريانوس أنك لست معتاد على طرقاتنا السيئة."
تمتم بأدب.

أبتسم روبير.... وهو يعلم أن أريانوس لم يقل اي شيء من هذا القبيل لكنه يحترم محاولة البيتا في التخفيف من آثار الصدمة.
"إنه على حق... لكن أنا لا أريده أن يعرف عن خروجي اليوم أريد الأمر أن يكون مفاجأة."

نظر هيو إليه بشك لكنه هز رأسه موافقاً.
وأسترخى روبير في مقعده يراقب المناظر الطبيعية التي تمر بهم وهو يفكر أنه يعرف الآن بالتأكيد سبب هذا الغثيان المستمر الذي يصيبه.
إلا أنه شعر بالأرتياح رغم ذلك وأبتسم بينما السيارة تتوقف أمام المنزل.... فبعد أن يعرف أريانوس أنه حقق هدفه سيتركه وشأنه الآن....

كانت سيارة الألفا الأخرى متوقفة في المرآب وليس هناك ما يشير إلى وجوده في المنزل... لكنه لم يذهب ليبحث عنه فقد أسرع إلى الحمام في الوقت المناسب عندما أصابته نوبة غثيان...

كان لا يزال جالساً على جانب حوض الأستحمام عندما سمع أريانوس يدخل إلى غرفة النوم.
"روبير؟"
كان في الحمام قبل أن يكون لدى روبير الوقت للرد وتعبير غريب ظهر على وجهه عندما رأى وجه روبير الشاحب الذي أرتجف جسده بعد نوبة الغثيان.
"ما الأمر؟"
سأله بسرعة.

"أنا حامل."
رد روبير بحدة مفاجئة.... كانت كل أحلامه عن الحمل تتعلق بديفيد فقط.... كان غاضباً بوحشية تجاه أريانوس ويريد أن يؤذيه ويسحق كل أحلامه بقسوة كما فعل معه.

"حسناً."
رد أريانوس ببطء وملامح وجه كانت باردة بلا مبالاة. حسناً كاذا كان يتوقع؟ لا شيء أكثر من هذا القبول البارد... إذن لماذا يشعر بأن موقف الألفا هذا أجج غضبه أكثر؟

"أنا لا أشعر أنني بخير."
صاح بغطرسة.
"هل تتركني وحدي من فضلك؟"

أبتسم ومد يده نحو روبير.
"هيا... أعتقد أنك بحاجة للذهاب إلى السرير أنت تبدو وكأنك مستنزف."

رفضه الهادئ للأستسلام لأستفزاز روبير أوصله إلى نقطة الغثيان وعندما وضع ذراعه حول خصره ضربه بقوة ليبتعد عنه وآلمته يده من صلابة عضلات الألفا..

شحب وجهه من الغضب ولمعت عيناه بحيث شعر روبير للحظة بالخوف لكنه أسرع بالكلام قبل أن يفقد شجاعته تماماً.
"أنا حامل ألم تسمعني؟ أنجزت ما تزوجتني لأجله... لذلك أنا لستُ بحاجة إلى أن أعاني من لمساتك المثيرة للأشمئزاز... على الأقل ليس حتى تقرر أنك تريد طفلاً آخر... جسدي يرتعش من النفور كلما لمستني... أتركني وشأني! أنا أكرهك"

للحظة واحدة مرعبة ظن أنه قد تجاوز حدوده تماماً بينما أريانوس يحدق في وجهه بوحشية.
تصلبت يدي روبير التي تستند على حافة حوض وهو يرى عصب ينبض في وجهه الغاضب.
وعلى الرغم من أن صوته كان قاسياً وحاداً كالسوط عندما تحدث فأن كل الغضب تلاشى من وجهه.....
"أنت تحب لمساتي أيها الكاذب الحقير ولا تحاول إنكار ذلك هل وضع الطبيب أي قيود على ما ممارسة الحب؟"

للحظة كان روبير يميل إلى الكذب ولكن كرامته لم تسمح له.
"لا."
أخبره ببرود.

"إذن سأضاجعك كلما شعرت بالحاجة لذلك... فأنت تحتاج على ما يبدو للتدرب على مواجهة الحقائق روبير."
أبتسامته كانت مليئة بالسخرية الباردة.
"على غرار حقيقة أنك تستمتع عندما أضاجعك."

"أيها السافل المغرور."
صاح روبير بعنف.
"إن الطريقة الوحيدة التي تمكنني من تحمل لمساتك هو عندما أغمض عيني وأتظاهر أنك ديفيد لهذا السبب....."

لم يشاهد روبير حتى يده تتحرك..... في الواقع لم يستوعب الأمر سوى بعد مرور بضع لحظات عندما أمسك خده بيده عندها أدرك أن أريانوس صفعه بقوة كادت تقلع رأسه من عنقه..... قبضته القوية على حوض الأستحمام هي التي منعته من السقوط فيه.... وخلال الرنين الذي أصاب رأسه سمع أريانوس يتمتم بلعنات ثم حمله بين ذراعيه إلى غرفة النوم وإلقاه على السرير بينما الدموع تسير على خدي روبير بلا توقف...

"هيا... استريح."
قال بخشونة.
" أو عليك أن تتحمل لمسة يدي مرة أخرى بينما اساعدك على تغيير ملابسك."

لسبب غريب أرتجف جسده لكنه أبقى عينيه مغلقة حتى سمع الباب يغلق خلف أريانوس ثم قفز من السرير وأرتدى ملابس النوم بسرعة قبل أن يغسل وجهه وأي ندم شعر به لأستفزازه لكرامته الرجولية كألفا تلاشى عندما رأى الأثر المظلم للصفعة على عظام وجنته....
وغداً ستظهر كدمة مروعة على وجهه كإثبات على ساديته وأنه ليس أفضل من أولئك الألفا المريضين الذين يضربون شركائهم....

تنهد بتعب وهو يصعد السرير مرة أخرى وتجنب وضع خده المؤلم على الوسائد.
لم يفاجئه رد فعل أريانوس على إهانته له في اللحظة بين كلماته وبين صفعه له كان روبير قد أدرك تماماً أنه كان يحاول أستفزازه ببرود متعمد... يريد أن يؤذيه لذا أختار ذلك الجزء المتعلق برجولته والذي يكون ضعيفاً دائماً لدى الألفا حتى عند أكثرهم ثقة واعتداداً بالنفس كأريانوس....

كانت كلماته كالسم ومع أن أريانوس قد لا يصدقه... فرجل بمثل خبرته قد يعرف أن رد فعل جسده على لمساته حقيقي وليس لأي سبب آخر لكنه لن ينسى أبداً ما قاله.......
فكر روبير بحقد ربما الآن هو نادم على أفعاله الانتقامية وإجباره على هذا الزواج..

غرق في النوم بعد ذلك ليستيقظ بعد عدة ساعات على صوت في غرفته ففتح عينيه ورأى براين يضع صينية العشاء بتجهم وهو ينظر إلى وجه روبير.

"هذا عشائك."
قال بسرعة ثم أضاف.
"ألم تعلمك والدتك أنك إذا بحثت على المتاعب ستحصل عليها؟"

"في الواقع ... نعم."
أعتدل روبير في مكانه وقد بدأ يشعر بالجوع.
"ولكن هل قال أي شخص ذلك لأريانوس أيضاً؟"

لانت ملامح براين بطريقة لا تصدق.
"ليس لدي شك أنه يتعلم."
رد بجفاف.
"أنت أوميغا عنيد أليس كذلك؟"

"لقد قيل لي ذلك.... أنا افضل أن اسميها ثبات على الموقف."

عدل براين الوسائد خلف روبير.
"إذا كان لديك أي ذكاء على الإطلاق سوف تتخلى عن هذا الأنتقام الغبي... فما حدث قد حدث... وللعام المقبل أو نحو ذلك أنت لا يجب أن تتعرض لأي توتر أو اضطراب.... فالبعض يقول أن الطفل يتأثر بمشاعر الأم وتصرفك بهذه الطريقة لن يفيدك أو يفيد الطفل."

"ولكن هذا ما أنا عليه الآن.... وإذا أراد أريانوس أوميغا خاضع ومحب كان يجب أن يتودد لشخص مستعد لأن يحبه."
قال روبير بكره وأرتجفت شفته وهو يكمل فجأة.
"ثم كيف يجرؤ على إخبارك قبل أن أريدك أنا أن تعرف!"

وقف براين وهو ينظر إليه بسخرية.
"هل تظن أن عقلي في قدمي... لقد عرفت عندما رأيت العلامات! أريانوس لم يخبرني بأي شيء أيها الأحمق السخيف والآن تناول عشائك وسوف تشعر بشكل أفضل."

"لا أستطيع."

" نعم تستطيع.... أنا أعرف كيف تشعر صدقني... الغثيان رهيب لكنه سينتهي.... ولكن الآن هيا أو أنك ستضايقني."

"أعتقدت أن رؤيتك لي هي ما تضايقك."

"حقا؟"
وضع براين صحن حساء الدجاج أمامه وكان يبدو شهياً للغاية.
"حسناً... أنا صبري ينفذ بسرعة ممن يعانون من الشفقة على النفس.... وأنت يجب أن تعترف أنك كنت غارقاً في الشفقة على نفسك منذ وصولك إلى هنا."

كان يجب أن يفاجأ روبير أنه يناقش زواجه مع هذا الرجل الذي جعل مشاعره نحوه واضحة منذ وصوله إلى المنزل ولكن السخط جعله يسأل بأزدراء عميق.
"الشفقة على النفس؟"
تناول بعض الحساء قبل أن يكمل فجأة.
"حسناً ماذا لو كان ذلك صحيحاً؟ لقد كان لدي سبب وجيه بالتأكيد."

"ربما."
رد براين بهدوء.
"ولكن إذا كان لديك أي قوة في شخصيتك عليك أن تضع كل هذا وراء ظهرك . الطفل هو المهم الآن."

"أنا أكره هذا الطفل!'
قال روبير بشراسة.

"أشعر بالأسف لذلك... فأنا متأكد من أن الطفل لا يريد أن يكون إمه غير ناضج... بحيث أنه قد يقطع أنفه فقط لكي يغيظ وجهه..... كان يمكنك أن تجعل أريانوس يعشقك إذا كنت لعبت بطاقاتك بطريقة صحيحة ولكن هل ستفعل؟ أوه.... لا! أنت قررت جعل الحياة كريهة لكل شخص يوقعه سوء حظه في طريقك."

حدق روبير في وجه براين بحيرة.
"أريانوس يكرهني بقدر ما أنا أكرهه."

"هراء ! كيف وصل هذا الطفل إلى هنا إذن؟"

غمر لون قاني وجه روبير.
"أنت تعرف جيداً كيف... الحب... أو أي شيء آخر ليس له علاقة مع هذا النوع من الأشياء. "

أعطاه الأوميغا المسن أبتسامة صغيرة عندما رأى أحراجه.
"أعتقدت أن شباب اليوم منفتحين أكثر... لكن أنظر إلى نفسك تحمر كمراهق! بالطبع أنا أعرف وقائع الحياة ولكنني أعرف أريانوس اكثر وأياً كان السبب الذي أخبرك به عن تصرفاته أستطيع أن أوكد أنه إذا لم يكن منجذب إليك فلم يكن ليتزوجك من الأساس."

"أفترض أن هذا يجب أن يشعرني بالسعادة... أن يرغب بي!"
قاطعه روبير بغضب وقد وجد أنه أنتهى من تناول الحساء دون أن يشعر.

"نعم"
رد براين بلا مبالاة.
"فبعد كل شيء من الجيد أن يرغب بك... فهذا يخلق نوع من القاعدة للبناء عليها."
ونظر بحنان لرأس روبير المنحني.
"أريانوس لا يخبرني أنا أو أي شخص عن حياته الشخصية وأنا لست متزمتاً كي لا استطيع أن أغير رأيي حول شخص ما ولكن عليك تحسين تصرقاتك أيضاً."

ظهر العذاب في عيني روبير الزرقاء المظلمة.
"كم من الوقت يحتاج المرء ليتعافى من الموت؟"
سأله بألم.

"عام."
رد براين.

"حسناً... أمامي عشرة أشهر.... فقد قتل أريانوس كل آمالي وأحلامي عندما أصر على الزواج مني."
قال وهو يراقب براين يزيل صحن الحساء ويضع أمامه صحن آخر به عشاء بارد متنوع.
"لكنني لا اضمر نحوك أي مشاعر سلبية."
أكمل وقد ادرك أن براين يهتم به بطريقته الخاصة وربما كانت حقيقة أن طفل أريانوس ينمو بداخله هي السبب ولكن على الأقل علاقتهم الجيدة ستسهل الأمور في المنزل بعد أن كان يشعر بالرفض الصامت يشع تجاهه.

"هذا لطيف منك."
رد براين دون اهتمام وأكمل.
"أنا لست من ستضطر للعيش معه."

تصلب فك روبير بعداء.
"لقد صنع أريانوس سريره بنفسه."
قال بحزم.

"وأنت أخذت على عاتقك أن تجعله يعاني فيه؟"
رد براين بعدم تصديق.
"هل تعتقد حقاً أنه يمكنك الفوز؟ حسناً... سيدي لقد رأيت أريانوس يحطم اشخاصاً أقوى منك من قبل ولم يكن ذلك مشهداً لطيفاً... إنه قاسي تماماً كما يبدو عليه... من الأفضل إن تدع حسك السليم ووعيك يتولى المسؤولية."

"واسمح له بأن يسحقني."
سأله روبير بغضب وأخذ يحرك الطعام في صحنه دون أن يأكله.

"من الواضح أنه ق قام بذلك بالفعل."

هز روبير رأسه كما لو كان يخبئ سراً.
"نعم."
قال ورفع وجهاً بريئاً نحو الأوميغا المسن.

عبس براين بأرتياب.
"فقط لا تتوقع أن تحصل على اي تنازلات من أجل حالتك."
حذره ثم أشار للعلامات على خده.
"لكنك أكتشفت هذا بالفعل... أليس كذلك؟"

"نعم."
رد روبير وأدار رأسه بعيداً

وقف مدبر المنزل ثابتاً للحظة ثم سمع روبير صوت خطواته تبتعد والباب يغلق خلفه.... زفر بأرتجاف وأخفى وجهه بذراعه وكان من من المدهش أنه غرق في النوم مرة ثانية......




يتبع......

⚠️✅الشروط✅⚠️
((35 فوت+ 15 شخص يعلق))

أتمنى تستمتعوا اليوم انتبهت انو الشروط اكتملت.


Gold, Silverحيث تعيش القصص. اكتشف الآن