Part eight

1.6K 112 135
                                    

مضى خمسة أشهر من إقامة الصغير في الميتم و لم يسمح له المدير أو العمال بالإختلاط ببقية الأطفال بتاتا ... كان يلقى معاملة سيئة فقد منعوه من التسجيل في مدرسة ينتمي لها نفس أطفال الميتم بل أجبروه على الذهاب لأخرى بعيدة كما يعاقبونه على أي شيء يحدث في المكان ... و الذي اثار استغرابهم هو تقبل الفتى لكل شيء لتتردد كلمة واحدة في جوفهم 'هذا الطفل مسكين'

كان عائدا و هو حزين ليسمع فجأة صوت خشيش بين الأعشاب على الطريق فرمش ببلاهة ليتفقد الأمر ... كانت قطة تحاول إنقاذ أطفالها حديثي الولادة من أفعى سامة ...

ابتسم لذلك و هو يتذكر من بين تلك المشاهد المبهمة كره والديه له و كيف أحباه بشدة قبل اختطافه بفترة بسيطة ...

عاد حزينا لتنظر له المربية ببرود قائلة "المدير يطلبك أيها الفتى" أنهت كلامها يالمغادرة ليتنهد المعني و يتجه صوب مكتب ملك الجشع في نظره ...

طرق الباب بأدب ليأتيه صورته البشع ناطقا "تفضل"

ابتسم البدين بخبث حالما رأى الصغير ليجلسه على الأريكة قائلا بسخرية "هل أعحبك ميتمنا عزيزي" .. استنكر ابتسامة الفتى المتألمة و الذي أرفقها بحديثه "هذا أفضل بكثير من مقتل عائلتي سيدي"

كان يحدق فيه بجشع قائلا بضحكة "هذا نصيبك الشهري من المال .. لقد أخذت ما أريد منه و سأترك هذا لك ... سيأتي اليوم بعض من لجنة التحقيق لذا ستنام مع أحد الأطفال و إن تحدثت معه حول شيء مما يحصل معك سنقتله و نعاقبك .. مفهوم؟!"

خاف الصغير لمجرد تخيله عودة ذلك العذاب فأومأ مسرعا بينما يحكم إغلاق عينيه علّ تلك الذكريات توقف من تدفقها في عقله البريء ...

انتصف النهار و سعر الأطفال بالفضول حول الطفل الذي اعتاد التواجد في منطقة مخيفة من الحديقة و لا يشاركهم المدرسة ...

حاولوا الحديث معه بيأس لكنه يتجاهلهم ... أتت لجنة التحقيق و رغم شكوكهم حوله إلا أن الأمر مر بسلام ...

تنهد الفتى بعد ذهابهم ليذرف الدموع قائلا "أخيرا لن يموت أحد بسببي ... لماذا أعاني كل هذا .. أبي أمي ... أنقذاني أرجوكما"

وصل وقت الطعام و عندما حاول الفتى الخروج من الغرفة أدخله العامل قسرا ليقول "أنت معاقب فقد ذهبت إلى حيث الأطفال الآخرون ... هيا إلى القبو أيها الشقي ... لا يوجد طعام او شراب لمن يخالف القوانين لمدة يومين"

أقدار من رماد || Fates of ashesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن