ضباب أزرق

52 6 4
                                    

لطالما كنت فتاة متحادقة، تارة أضن أنني أذكى من الجميع، و تارة اخرى يتملكني شعور الغباء ، كان الجميع يراني أنانية جدا ، حتى أنني كنت أنعت بالنرجسية ، لكن في الحقيقة لم أحب نفسي قط ، شكلا كان ذلك أم مضموننا  ، لطلما شعرت أنني بشعة جدا ، و كرهت نفسي التي نعتت بالأنانية ، لكن دائما كنت متفائلة أنني يوما ما ساصبح أفضل بكثير ، رغم أنني لا أحب نفسي الأن لكنني أحاول أن لا أضغط عليها أكثر .

أنا -و بكل عدم فخر- مخلوق حساس فوق الازم ،  و يعطي الأشياء أكتر من حجمها ، قيل لي هذا كثيرا ، لكن في الحقيقة أنني أحب أن أقدر كل شيء ، لأن كل شيء يستحق التقدير ، ترى ذلك الكوب من الشاي الذي تحتسيه عادة ؟ كيف ستشعر لو قلت لك أنه بحد ذاته قصة تستحق الكتابة ؟ هل كنت لتصدق ّ ذلك ؟ ها أنت تنعتني "بملكة الدراما" لأنني قلت لك أن كوب الشاي ذلك قصة ، لكنني لا أكثرت ، أو بالأحرى ما عدت أكترث بعد الأن ، فإن شئت ، أم أبت نفسك ، كل شيء خلق يوما ، كل شيء صنع بالصدفة أو بالتخطيط ، كل شيء ، كل شيء لم يتصف بالكمال في نضر الخبراء ، هو كامل بالنسبة لي ، لأنه ببساطة ، مصنوع ليكون هكذا ، سميه قدرا أو سميه واقع ، لكن مهما كان الشيئ مليء بالأخطاء بالنسبة للناس ، فهو كامل بالنسبة لي .

ها أنا ذا أتأثر مرة أخرى بأشياء لا تستحق ّ ذلك القدر من التضخيم ، لكنني أشعر دائما أنني مستهدفة من الناس حولي ، و أحاول أن أكون دائما متسامحة لكن البشر حقا حثالة .

أعرف أنك تشعر بالملل من حديثي المطول عن المشاعر و ما شابهها ، لكن أرجوك لا تحكم علي قبل أن تعرف قصتي ، لا تكن سطحيا الأن فقط ، حاول أن تفهمني .

هل تعدني أنك لن تضحك علي لو أخرجت كل ما في داخلي لك الأن ؟ هل تقسم بأعز ما تملك ؟ هل أنت حقا أهل للثقة ؟

حسنا ، رغم أن هذا سيأخد مني وقتا لا بأس به ، و إحساسي يقول لي أنك ستمل مني ، لكن إجلس على تلك الأريكة و دعني أروي لك قصتي ، لا تهتم بكل الأصوات التي تسمعها الأن فقط إستمع لي أنا و ستفهم كل شيء في النهاية

مند ولادتي لم أشعر قط أنني مميزة ، و كنت نوعا ما مصدر خيبة والداي يوم ولادتي ، فبما أن أختي هي أول مولود للهذه العائلة ، و كانت متميزة بتلك الصفة ، و كان لها مركزها الخاص ، أما أخي الذي ولد بعدي فكان أول مولود ذكر ، فكان له قدر لا بأس به من الإهتمام من طرف أمي و أبي ، خاصة أمي التي كانت تحبه أكثر مني أنا و إخوتي ، رغم أنه كاد أن يكون السبب في موتها ، لكنها أحبته حب العبادة ، لم أفهم قط لماذا لكن هذا ما كان عليه الأمر ، ثم أتى أخي الاصغر سننا ، فكان "الطفل المدلل " و "الطفل الذي سيبقى طفلا للأبد"  .

هكاذا كنت أنا ، غير مميزة في ولادتي و أقرب لخيبة الأمل .

ربتني أمي و كانت نوعا ما مهوسة بالكمال ، و كان أبي لا يعيرني أي إهتمام ، في الحقيقة لم يكن يعر أي أحد منا اي إهتمام ، لكن عندما كان يفعل لم أكن أنا محوره، لأنني كنت حسب قولهم أذكى إخوتي ، فكنت أتصرف بطيش ، أحدث كوارث أحيانا فقط لكي أحضى ببعض الإنتباه .

أزرقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن