آية الله السيد محمد تقي المدرسي
الوجيز
في الفقه الاسلامي
احكام مقدمات الصـلاة
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد المصطفى وآله الهداة المرضيين واللعنة على اعدائهم اعداء الدين.
وبعد:
ليس في العبادات التي نتقرب بها الى ربنا سبحانه، عبادة كالصلاة التي هي عمود الدين ومعراج المؤمن، وهي التي نؤديها باستمرار وفي اوقات مختلفة في الليل والنهار، وفي كل موقع.. وهي لا تترك بحال حتى في أشد حالات الحرج، مثل حالة الغرق او اثناء القتال، فإن الصلاة مفروضة. أوليس يزداد الانسان توجهاً الى ربه عند البأساء والضراء؟ فليصل اذاً حتى يعينه الرب على شدته.
من هنا كان فقه الصلاة من أوجب ما ينبغي على المسلم تعلمه من احكام دينه. ومن الجفاء، بل من الظلم ان يصلي المرء عمراً طويلاً صلاة ناقصة او حتى صلاة باطلة، لأنه قصّر في تعلم احكامها، وربما كان يستطيع
ان يوفيها خلال فترة شهر او شهرين.
وهكذا وفقنا الله سبحانه وبمساعدة اخوتنا الكرام في المكتب لانجاز مقدمات الصلاة. ونسأل الله سبحانه ان يوفقنا لاتمام افعال الصلاة في جزء ومن ثم احكام الخلل والملحقات في جزء ثالث.
ومنهجنا في دراسة الفقه الاعتماد على آيات القرآن وروايات النبي وأهل بيته صلى الله عليه وعليهم. ومن المنتظر من القراء الكرام ان يتدبروا في النصوص ليستلهموا منها هدىً وضياءً، قبل ان يستفيدوا من الاحكام الشرعية التي استوحيناها من تلك النصوص.
ونسأل الله سبحانه ان يتقبل منّا هذا اليسير، وان يجعل العمل به مجزياً عنده، إنه ولي التوفيق..
محمد تقي المدرسي
14 / محرم الحرام / 1420 هـ
الصلاة شعار الايمان *
{ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * اُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} (الانفال/3-4)
ان الايمان هو الذي يتجلى في القلب وجلا ، وفي العقل يقينا ، وفي العمل توكلا ، وفي السلوك صلاة ، وفي الاقتصاد انفاقاً ، واذا تأملنا هذه الصفات في فاتحة سورة الانفال ، لوجدناها توصل بين الايمان ، وبين حقائقه التــي تتجلى في الواقع ، والتي تخرجنا من ظلمات الذات الى نور الحق ( معرفة الله ، وذكره، وآياته ، واحكامه ) وهكذا يتجلى الايمان في التوكل على الله ، والصلاة لله، والانفاق على عباد الله .