كنت كالعادة أتصفح الهاتف لأجد ما يريح قلبي المرتبك ، لقد كان كذلك منذ ٣ ايام ، فلقد فجع بكارثة اصمّت عيني عن الدمع من هولها .
اغلقته ثم تحدثت مع اصدقائي عن جدي ، كنا مستمتعين نتذاكر طرفه و عفويته معنا .نظر صديقي المقرب إلى هاتفه لوهلة ثم اغرورقت عيناه و أخذ يحبس شهقاته .
انقبض قلبي و تجمد الدم في عروقي و انا اراقب شفتيه و هو يتمتم بحرقة بحته " لقد توفي عمي ، لقد توفي عمي "
أمسكت هاتفي لأتأكد ولكنني و بشكل غريب أغلقته نهائيا و كأنني لم أرد النظر إليه و قراءة ما كتب فيه من رسائل .استندت على صديقي الآخر لأقف و الجميع ينظر لي و أعينهم تفيض بصمت .
جررت خطواتي بتثاقل نحو الباب لأمسك بالمقبض و أخرج ، لكن عجبا .. لقد نسيت كيف أفتحه!
ذهبت إلى الغرفة المقابلة لباب المنزل و أغلقتها ثم أحكمت إغلاق فمي و لكن شهقاتي كانت فاضحة جدا .تجمع أصدقائي نحوي لتهدأتي " لا يا هان لا تبكي ستؤذيه"
صرخت فيهم بصوت متقطع لم يرد الخروج " إنه أبي ، إنه ... أبي"
لم يفلحوا في جعلي أهدأ فتركوني أتصارع مع دموعي و نبضات قلبي التي أصبحت أضعف و أثقل .لم يكن ذلك اليوم جيدا لي أبدا ، لقد كان مريعا حقا ، لقد كان مريعا كاللعنة....
ذهبت في اليوم التالي لأراه لأستنشق رائحته التي أحببتها و عشقتها .
تقدمت بثقل نحو المغسلة ، سمعتهم يدعون بشحرجة واضحة .
وضعت يدي على صدري و أخذت أضربه عل نبضي يعود كما كان أو حتى يتوقف .
لم أستطع مقاومة النظر إليه فسقطت أرضا.لم أستطع رؤيته ، أقصد ، لم أرد رؤيته بهذا الشكل ، فآخر ما دار بيننا كانت ضحكات نابعة من قلبه خفت أن تختفي من ذاكرتي حينما أراه .
أخبروني أنه كان مبتسما ، حسنا أستطيع تخيله الان ، لابد و أنه كان كالبدر في ليلة ظلماء .أحببته دوما و لازلت أفعل ذلك ، تمنيت لو أنني قضيت معه النصيب الأكبر من حياتي ، تقت إليه كثيرا ، و الان أنا ضعيف بلا سند ، بلا قوة خلفي ، بلا عائلة ، بلا روح .
جدي و سندي ، رحمك الله ، أحبك ، نم في سلام حيث أحببت ..
أنت تقرأ
سقوط الروح
Romanceنظراتك ، صوتك ، ابتسامتك ، روحك الرائعة و كل شيء يذكرني بك سندي ، أنا أفتقدك ...