النوبة الاولى

27 4 4
                                    

الواحدة بعد منتصف الليل..!!
أوقفت سيارتي أمام منزلي الصغير في احد الاحياء الشعبية
أطفأت السيارة
هبط رأسي على المقعد ، اشعلت سیگارتي بدأت أنفث الدخان بحرقة
وفجأة بدون مقدمات شعرث بأنني خالي من المشاعر
لم يعد لدي أي مشاعر !
تجردت من مشاعري
حتى اكتئابي الارعن تخلى عني وفر بعيدا
فراغ ،
فراغ من الداخل و من الخارج
ابحث عن أحد اتكلم معه
أريد أن أقضي على الصمت وكسر ذلك الحاجز
اريد الحديث مع اي كائن
التفت يمينا و شمالاً
الشارع خالي و لا حتى قط عابر لأشعر بوجود كائن حي حولي
أتساءل ماذا يحدث لي ؟
هناك صوت آت من بعيد بداخل رأسي
أظن أنه قادم من مقدمة
صوت يقول : "لم يعد مرحب بك في هذه الحياة" .
شعرت بكل خلية عصبية في داخلي تستغيث
و صوت الرجل المجنون في داخلي يقول : أقتل نفسك لا تكن جبانا ..
هيا أفعلها يا صعلوك
فأنت لست سوى نكرة لا احد يهتم لأمره..
أخذت مسدسي من درج السيارة
وصوبته نحو رأسي ..
" آه أخيرة ستنتهي المعاناه "
سعادة كهذه تشبه ليلة الدخلة أو حصولك على شهادة الدكتوراه لا استطيع وصفها تحديداً
كنت متردد بانتحاري بأنه ربما ستكون هناك أيام قادمة سأكون فيها سعيد جدا ، كانت هذه الفكرة مسيطرة علي
ذلك الرجل الكبير والطفل الصغير في مخيلتي يتعاركان ويصرخ ذالك الصغير : أرجوك لا تفعلها !!!
انظر اليه وهو يتوسل الي
((لا شعور))
ضغطت الزناد ..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
كنت قد وجهت المسدس الى حاوية النفايات
بأخر لحضه اطلقت النار ..
عدة مرات الى ان توقفت الاقسام
وفرغ المشط من الرصاص
رميت المسدس جانبا ..

لسعت نفسي بولاعة السجائر عدة مرات
حتى تألمت جدا
كي أوقف نفسي عن الانتحار
أو عن هذا الهراء الذي في رأسي
و مع كل لسعة أصرخ وأشتم هذا العالم البغيض
هذا العالم الذي يراني کيس ملاكمة يوجه لي الضربات واحدة تلو الأخرى ..
أخذت قراري
سأنتحر
أخيرة ساطير كعصفور تحرر من القفص للتو ..
لا بد أن أكون شجاعة لأرحل عن هذا العالم الملعون الذي لم أفهمه يوما و لم أفهم لماذا يحاصرني كمجنون يحاصر قطة في زقاق !!!
رن الهاتف
كان صديقي
أخر ما تبقى لي من هذا العالم البائس
يريد الحديث معي
ذالك الصديق الوحيد الذي بمقدوره ان يؤثر علي وينتشلتي من موتي ..
اجبت بصوت مرتجف: نعم علي
علي: "هل انت بخير
لقد سمعت صوت اطلاق نار قرب منزلك"
اجبت:"لا بأس لقد كنت اقوم بتنضيف سلاحي وخرجت منه رصاصة او ثنين دون ان اعلم"
علي:" رصاصة او اثنين!!؟
اي احمق ذاك الذي يقوم بتنضيف سلاحة في هذا الوقت ويطلق رصاصة او اثنين"
اجبته:"لا بأس ربما بالغت في ذالك قليلا"
اجابني: "هل انت ثمل؟؟ حسنا انا قادم اليك"
قلت له: "لا بأس سأخلد للنوم لا تشغل بالك نلتقي غدا"
بعدها اغلقت الهاتف
نزلت من السيارة و أنا العن العالم
و ألعن حظي
وألعن هذا الجسد الذي وهبني الحياة
أنا لم أعد مفهوم الأحد
لا لنفسي
ولا لأهلي
ولا لأصدقائي
و ولا حتى للأطباء النفسيين
الآن الآن ..
أنا صابر
ثم صابر
ثم صابر
ثم لا لا أدري
ثم منتحر
إذا أستمر هذا الوضع البغيض
وكما نقول كل مرة
عسا ان يكون غدا افضل

#النهاية
-----------------------------------------------

رأيكم يهمني 💙

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 24, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نوبات جنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن