الفصل الثامن

527 18 3
                                    

ارتبكت للحظات ، لم أستطع أن انبس بأي كلمة ، ايعقل انه..؟؟
- صدقوني انه عريس مناسب لا يعلى عليه ، يكفي انه من طرف زين
- زين من ؟
- ما بك سلمى ، زين ابني و من غيره ، هو زميله في العمل و أظن أنه أعجب بك منذ فترة تربصك قبل سنتين ، لقد فاتح زين في الموضوع و هو بدوره طلب مني اخذ رأيك ، ما رايك اذا متى يأتي
تجهمت ملامحي ، اتجهت الى غرفتي دون أن اضيف اي حرف ، شل عقلي عن التفكير و الاستيعاب ، اهذه النهاية فعلا ، لم علقني به ، لم جعل نفسه محور حياتي ليقرر تركي بعدها ، بل ليختار من سيسلمني له بعد كل شيء عشناه معا ، يا الاهي متى سيشفى قلبي من الالم ، وجع الروح قاتل ، لم احد احتمله ، ترى من سيستطيع نزع زين من قلبي ، هل هو حسن أم غيره ، عقلي مشوش ، لا أدري من ألوم ، هل ألوم زين أم القدر الذي وضعه في طريقي أم امي و خالتي اللواتي أدخلنه عنوة في حياتي ، أم نفسي التي سمحت لقلبي الخائن أن يتعلق به
- ماذا قررت سلمى ، الشاب ينتظر الاذن ليأتي
- لن اقول قراري قبل أن أقابل زين
كنت متلهفة لأرى عيناه و هو ينصحني أن اتزوج غيره ، فقط سانظر في عيناه و سيكون قراري نهائي لا رجعة فيه
- إنه حسن ، أظن انك تعرفيه جيدا
- وانت ما رأيك به ، انت تعرفه اكثر مني حتما
- هو شاب خلوق متواضع مرتاح ماديا ، ماذا تريدين غير ذلك
- أريد الحب زين ، الحب الذي بحثت عنه كثيرا ،الذي ظننت انه قريب لكنه كان ابعد مما تخيلت
- عموما انت طلبتي رايي و انا أخبرتك به ، لا أعتقد أنك ستجدين الأفضل منه
- حسنا زين ، شكرا لصراحتك ..... زين
- قولي سلمى
- هل ستسامحني يوما ما
- لا افهم سلمى
- متى سينتهي عقابي ، متى سيزول غضبك
- لست غاضبا صدقيني ، ليتني كنت غاضبا ، فحتما ستتغير أشياء كثيرة
وافقت ، رغم انني رأيت في عينيه شيئا منعني ، لكنني وافقت ، رأيت ألما و كسرا ، رأيت عيناه تلمع حزنا و شفتاه تصارع للبوح بالرفض ، إلا أنني وافقت ، كانت جلسة بسيطة ، تعرفنا اكثر ، تبادلنا المجاملات ، و انتهت بتحديد موعد للقاء جديد ، زين لم يحظر طبعا ، لست غبية حتى لا أدرك التغيير الذي طرأ عليه ، يقولون من يحب يشعر بحبيبه ، و انا اشعر بالمه و حزنه ، ربما اعترافا بسيطا كان سيغير كل شيء ، لكن فات أوان الاعتراف ، كل احد منا شق طريقه بحثا عن مرساه ، لن أكون شجاعة اكثر منه ، لن أكون المبادرة ، لن اخاطر و لو بواحد في المئة بمشاعري الندية ، التي من الأرجح أن يسخر منها و ينعتها بالطفولية الساذجة ، فشخصية زين الجديدة لا استغرب منها شيء ، ربما يقابل حبي و عشقي له بالبرود و التجاهل ، ربما احب تلك الشقراء و تعلق بها و نسي أيامنا الجميلة ، ربما تجاوزني ، و كيف سيبني مستقبلا مع طفلة ساذجة يناديها بالصغيرة ، حسناء هي من تليق به ، امرأة قوية حازمة و عملية ، هي من سيفتخر بها أمام الجميع و ليس انا
- مبارك لك سلمى
- شكرا زين ، اردت ان تكون موجودا
- لا داعي لوجودي بعد الان ، اتمنى ان تجدي السعادة مع حسن و الحب الذي تبحثين عنه
- و انا ايضا اتمنى لك السعادة ، ما رايك ان نحتفل بزفاف كلينا معا في نفس اليوم ، سيكون هذا جيدا ، لطالما كنا أخوة نتقاسم كل شيء
- لا أظن ذلك ، لقد فسخت خطبتي من حسناء
كان هذا جوابه على اقتراحي المستفز قبل أن يرحل ، رمى كلامه المسموم بنبرة تهكمية و ابتسامة ساخرة قبل أن يسمع ردي كعادته دائما ، كانت عيناه تحمل ألم الكون بأكمله ، انا غبية ، لقد قصدت ان أجرحه في آخر حديثنا ، اردته أن يتحرك ، أن يفعل شيئا ، ان يتخلى عن عناده ، ان يعترف ، لكن ليس كل ما نريده يتحقق ، ليتني سكتت ، ليتني خاطرت و اعترفت ، ليت كلمة ليت كانت تنفع ، ليتها غيرت الواقع ، لما وجدت كان و أخواتها
- كيف حالك سلمى
- بخير حسن ، وانت
- الحمد لله ، كيف جامعتك
- الحمد لله ، لم اتوقع ان السنة الأخيرة صعبة لهذه الدرجة
- لا تتخاذلي ، لم يبقى الا القليل و انا اعدك ان اكون بجانبك دائما ، و بعد تخرجك سأضمن لك عملا بالشركة التي اشتغل بها عوضا عن زين
- لم أفهم ، كيف عوضا عن زين ؟
- الم تعرفي ، زين جهز اوراقه و سيسافر بعد أيام
يتبع .....

هي القصة معجبتكمش ؟؟؟ عشان مفيش تفاعل خالص  انا آسفة بس يمكن اضطر اوقفها كده

نوفيلا انا وصغيرتي تحت البرتقالةOù les histoires vivent. Découvrez maintenant