في البدايه

41 3 6
                                    

حيث تظهر رسيل متمايله مع نغمات الموسيقى، ترقص وكأن غدا لن يأت، وكأنها ضمنت الحياه ابدا
تتمايل رسيل مع نغمات موسيقيه حين يلتوي نيروز مع آهات تعذيبيه....
رسيل ليست فتاه بسيطه، وليست معقده...إنها مرحه لا تعي الحياه لاتهتم بالنجاحات لا تعطي الأمور أكبر مما تستحق وان كانت تستحق، يتيمه وجدت نفسها في ملجأ وعندما اتمت العاشره تبنتها عجوز عقيم مات زوجها، الحقتها بالمدرسه واعتنت بها، حدثتها عن الحياه ومبادئها فأحسنت تربيتها.
كان بيت العجوز ملئ بالمرح والموسيقى التي تتمايل عليها رسيل بزهورها ليلاً نهاراً 
عندما سمعت ذلك الصراخ كانت في الثامنة عشر من عمرها.. نزلت على الدرج ببطء، بطء شديد وكأنها ترتقب الصوت وتتبعه! ذهبت إلى غرفة السيده رائفه لتجدها غارقه في النوم فتسللت إلى باب البيت لتفتحه فلم تجد شيئا وانخفض ذلك الصوت الذي شابه صراخ شاب حتى أختفي فأغلقت الباب وصعدت مسرعه إلى غرفتها ثم إلى النافذه محاولة التسلل بناظريها إلى داخل المنازل المجاوره ربما وجدت هذا الشخص المتألم... النوافذ الأبواب المنازل كلها لا توحي بوجود ذلك الصوت داخلها، لم ترى شيئاً، بلا بلا، إنه هناك، رجل يلتوي ألما لم ترى ملامحه ولم تشعر بما تفعله الا عندما إرتدت ملابسها بالكامل ووجدت نفسها تقف على بُعد خطوات منه، تسمع تأوهاته وتراقبه وتنظر إلى ما حوله، لقد كان مُلقي بجانب القمامات، أشار إليها أسرعت إليه، ساعدته على النهوض، أخذته بعيداً حيث أشار حتى وصلا إلى شاطئ يبعد عن المدينه قليلاً، وجدت منزلاً جميلا ربما هو قصر، بل كان كذلك فعلاً، نظرت إليه في دهشه وإعجاب، ليخبرها نيروز أن هذا ليس ملكهُ بل هو سيستريح هنا قليلاً ثم يعود إلى منزله الذى أبي أن تصحبه إليه، كانت خطواته البطيئه متعثره تدل على ما يحوي جسده من ألم، كان فضولها ثائر فسألته عن ما صار له فهم واقفاً قائلاً إنه مجرد رهان بينه وزملائه وقد خسر وأبي الدفع، لاحظت رسيل إنه ليس في كامل وعيه وربما يحاول التقرب منها، لم تأمن له فأشارت نعم وغادرت مسرعه عائده إلى بيت العجوز التي كانت لا تزال نائمه عادت إلى غرفتها، تسمرت عند النافذه إلى أن أباح لها عقلها النوم، لم يشغلها شئ في هذان اليومان الا صوته الذي لا يزال يتردد ف اذناها ، شكله ، حالته وطريقته! ثم عادت رسيل لطبيعتها المرحه غير عابئه ذهبت للتنزه، وهي تمشي بجنون الطفوله رغم ما تعانيه كيتيمه لا أهل و لا أصدقاء بينما كانت عائده سيراً من نزهتها التي كانت فيها بمفردها رأته، نعم انه هو ذاك الشاب على الجانب الآخر من الطريق، ينظر إليها خلسه تنظر إليه باستمرار، جذبها بنظرته دققت فيه بناظريها وهي تنقل عيناه عنه وإليه وهو يرى لهفتها بوضوح على تقاسيم وجهها وفي لمعة عيناها...
لا لم تكن حياة رسيل بهذا البطء فقد تقدم نيروز معترضاً طريقها موجهاً عيناه إلى عيناها مباشرةً طالباً التعرف إليها ليصيرا صديقين، تظاهرت هي بالرفض وعقلها يترجاه بإعادة المحاوله فأعادها مرات وهو يعرف انها تريد ذلك حتى أبدت الموافقه بصراحه، ذهبا إلى مكان هادئ، عرفته عن حالها بلا كذب اما هو فلم يخبرها الا باسمه و بأنه يتيماً مثلها مصراً على لقاءها مره اخرى ليخبرها بالمزيد، عادت إلى المنزل فأنبتها السيده رائفه على التأخر بدون مبرر ودون أن تخبرها، في اليوم التالي ذهبت رسيل إلى نفس المكان بهدف مقابلته مره اخري ولكنها عادت بلا أن تراه اخفتت أنوار غرفتها ورفعت صوت موسيقاها لتتمايل مع نغماتها العالقه في الغرفه حتى سمعت ذلك الصوت نفسه، التاوهات والصراخ الخافت لم تصدق ما تسمعه، هذه المره ونزلت مسرعه حتى وصلت إلى الباب لتفتحه متلهفه فوجدت نيروز ينتطي حصاناً اسود اللون قائلًا
(سينوريتا، لست فتى أحلامك ذات الحصان الأبيض فهذا باللون الأسود وفي الحقيقه ليس ملكي)
ضحكت رسيل وذهبا في نزهه استغرقت لمنتصف الليل واستمرا على هذا الحال ايام واسابيع، وقعت رسيل في حب نيروز وثقتها العمياء وإعجابها الشديد عمي عيناها عن محاولة البحث عن حقيقة نيروز، بعد مرور وقت قررت رسيل مصارحة نيروز بكل ما يضمر قلبها وان لا تخبئ مشاعرها تجاهه ولا ثانيه واحده أخرى، وعندما التقيا سابقها هو بطلب غريب، وهو أن يلتقيا بمفردهما، فتسائلت في ذهنها عن ما يقصد فهي في كل مره كانت تأتي لتقابله بمفردها ولكنه قصد بالمقابله في مكان من اختياره ربما كان خالٍ من الناس، أعطاها العنوان فجهلته فعرض عليها أن يقلها من منزلها ويذهبا سوياً، وهذا بالتحديد ما حصل في اليوم التالي، رغم أنها كانت قلقه جدا منه ومتوتره من غرابة طلبه، تفاجئت بوجوده داخل سياره كبيره فخمه فنظرت إليه بدهشه ممزوجه بضحكه قائله(من أنت) فرد قائلاً (تفضلي معي لاخبرك) كانت رسيل في قمة الخوف والقلق حتى وجدت نفسها على نفس الشاطئ البعيد عن المدينه ولكن على جانب آخر، تلفتت حولها : كان هناك كوخاً صغيراً مُزين بانوار ومقعدين صغيرين على الحافه وازهار مبعثره من حولهما وادارت له ظهرها لتري المكان جيدا وحين عاودت الالتفات اليه وجدته راكعاً  لها في يده خاتم ماسي جميل يشع نوراً في الظلام، فرمقته بنظرة تساؤل كلها علامات تعجب واستفهامات فأجاب دون تسأل سؤال مباشر
*هذا الكوخ قصري وهذا الشاطئ بأكمله مملكتي فهل تقبلين بأن تكوني ملكة هذا القصر المتواضع؟ *
ضحكت متسائله مره اخرى وعيناها متعلقتان على الخاتم الألماس فأجابها:-
فلتعتبريه اول هديه أو خاتم زواجنا إن وافقتِ وآخر ما يمكنني أن أقدم ففي المرات المقبله لن تكون ثمينه بهذا الشكل
نظرت رسيل إليه بغرابه ثم رفضت تقبل هذه الهديه الباهظه فأكد لها أنه ليس مجرد هديه بل طلب للزواج، فسألت كيف له أن يعيش بهذا الكوخ الصغير وهو يمتلك خاتم وسياره كهذه؟ فأجاب بأنهما مسروقان، تبادلا الكلمات والوعود وأخذت رسيل منه وعداً بالا يسرق مره اخرى ابدا مهما كان الثمن أو السبب وتقبلت الخاتم لأنه أكد واقسم بأنه لا يستطيع إعادته وأتفقا على أن يأت لزيارة السيده رائفه طالبا منها تزويجه برسيل وفي اليوم نفذ نيروز إحدى الاتفاقين واخلي بالثاني بأن أخبر السيده رائفه بأنه سارق فكان من الطبيعي أن ترفض السيده رائفه عرضه ولكن دمعات رسيل وتوسلاتها جعلاها توافق بشرط أن يعيشا معها بعد الزواج لأنها ستجعله ملكاً لرسيل قريبا وبأنها ستجد له عملاً راقياً نوعاً ما وعليه الالتزام به والمواظبه، وافق نيروز على الفور، تم الزواج، بات نيروز يعمل في إحدى الشركات التي يديريها صديق من أصدقاء السيده رائفه، ولكن بدا على نيروز تصرفات غريبه لاحظتها زوجته مثل أنه يبدو قلقا نوعا ما احيانا وبلا سبب، يشعر بالتوتر إذا دق الباب فجأه، يطلب من رسيل ألا تخبر أحدا باسم زوجها،وكان في كل مره تسأله عن السبب يجيب بأنه رُبي في ملجأ ليس له أصدقاء ليسألوا عنه فلا داعٍ لاخبار احد باسمه، وهذا ما زاد تساؤلاتها عن طلباته الغريبه فلم سيخاف إن كان لا يعرف أحد،
ذهبت رسيل للتسوق وربما لم تكن صدفه أن تقابل فتاه عشرينيه تعرض عليها العمل معها لتسلية وقت فراغها واعطتها رقم هاتفها للتواصل معها إن أحبت العمل أو الاستفسار عنه، وماكان من رسيل الا ان تنتظر عودة نيروز لتخبره بذلك وبعد إصرار طويل ومعانده وافق نيروز بعدما شعرت رسيل أن نيروز يعرف أو يخاف من شئ هي لا تعرفه ولكنه أنكر ذلك بشده حتى جعلها تشعر بأن احساسها كاذب ولكن قلبها لم يتخلي عن هذا الشعور، تواصلت مع تلك الفتاه لتعطها المعلومات اللازمه وكان مكان العمل يبعد بمسافه ليست بصغيره عن البيت، وعندما ذهبت للإستفسار عن العمل وجدت أن ساعات العمل وما عليها فعله اقل بكثير من ان يستحق هذا المرتب الضخم، وما لفت انتباهها أكثر انها حازت على اهتمام الموظفين هناك، بمعنى أنها لم تشعر بإنها مجرد إمرأه تتقدم للعمل وإنما شعرت بأنهم يعرفونها أو ينتظرونها منذ سنوات ففسرت هذا بأنه وصايه من تلك الفتاه التي اكتشفت انها _متولية شئون المدير ومساعدته_ اي سكرتيرته الخاصه،ذاك المدير الذي قابلها بترحاب كبير وسلمها العمل منذ هذا اليوم بعدما أعطاها كل ما تحتاج من البيانات بنفسه ولكنها قررت البدء من يوم غد بحجة عدم استعدادها ... ولكن فى الحقيقة هي أرادت أن تشارك فرحتها زوجها العزيز نيروز الذي بدا قلقاً بعض الشئ خاصةً بعدما حكت له ما حدث ولكنه كان سعيدا بسعادة زوجته الحبيبه التي أسرعت لتجهيز نفسها ومستلزماتها لبدء العمل الذي كان يشبه الصحافه إلى حد ما وهو أن تروج وتجئ بأخبار مثيره للجمهور مهما كان الأمر خطرا أو مكلفا، مر شهرا تلو الآخر ورسيل سعيده جدا بعملها واخبرت زوجها ذات يوم انها ستتأخر قليلا هذا اليوم لأن عليها تغطية خبر كبير، لا تعرف ماهو ولكن هذا ما أخبروها به! ولسوء الحظ اضطر نيروز للسفر لثلاثة أيام دون أن يعود إلى البيت ولكنه ارسل مع إحدى زملائه ليخبرها بذلك، ولكن ذلك الأخير لم يخبره بأنه لم يجد أحدا في المنزل فعاد دون اخبار احد، عاد نيروز ملئ بالسعاده وقد زاد مرتبه، لم يجد رسيل في غرفتها وخجل من دق باب غرفة السيده رائفه فعاد للبحث عن رسيل ثم عاد إلى غرفة السيده العجوز فاضطر إقتحام الغُرفه وفتح الباب لأنها لم تكن تجيب...

رسيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن